الجزائر تحشد للفوز بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي

19 ديسمبر 2024
صورة جماعية لقادة الاتحاد الأفريقي، إثيوبيا 18 فبراير 2023 (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى الجزائر بقوة للحصول على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، حيث أطلقت حملة دبلوماسية واسعة لضمان دعم الدول الأعضاء لمرشحتها، السفيرة سلمى مليكة حدادي، خلال القمة الأفريقية المقبلة.

- أرسل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزراء إلى عدة دول أفريقية لتعزيز الدعم، مشددًا على أن ترشيح الجزائر يهدف لخدمة أفريقيا والاتحاد الأفريقي في ظل الأزمات العالمية الحالية.

- يعتقد دبلوماسيون أن التحرك الجزائري يأتي بعد منح إسرائيل صفة ملاحظ في الاتحاد، ويعكس رغبة الجزائر في استعادة دورها القيادي في القارة الأفريقية.

تحشد الجزائر بقوة لحسم معركة الحصول على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال القمة الأفريقية التي ستجري في شهر فبراير/شباط المقبل، حيث أطلقت حملة للتنسيق مع الدول الأعضاء لضمان تأييدهم لمرشحتها، ويأتي المسعى الجزائري على خلفية قرارها بالوجود في قيادة الاتحاد، منعاً لتكرار حالات سابقة جرى خلالها التلاعب بالإجراءات، ما سمح بمنح إسرائيل صفة ملاحظ في الاتحاد الأفريقي.

وأوفد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ثلاثة وزراء إلى قادة عدد من الدول الأفريقية لحثها على دعم مرشحة الجزائر السفيرة سلمى مليكة حدادي (سفيرة الجزائر في أديس أبابا والاتحاد الأفريقي) لمنصب نائب رئيس المفوضية. ووصل وزير الصحة عبد الحق سايحي، أمس الأربعاء، إلى العاصمة الزامبية لوساكا وسلم الرئيس الزامبي، هاكايندي هيشليما، رسالة من تبون، كما وصل وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري إلى إريتريا حيث سلم الرئيس إيسياس أفورقي، رسالة مماثلة تخص التطلع الجزائري للحصول على دعم إريتري.

وفي السياق نفسه، كان وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، قد قام خلال الأيام الماضية بجولة أفريقية شملت بورندي، والتقى فيها مع وزير خارجيتها ألبرت شينجيرو، ورئيس بورندي إيفاريست نداييشيمي، كما زار أوغندا والتقى وزير خارجيتها حاجي أبوبكر جيجي أودونغو، والرئيس يوويري موسيفيني، كما زار أول من أمس الثلاثاء إثيوبيا، حيث التقى الوزير الأول أبي أحمد علي، وأطلق منها حملة الجزائر لترشيح حدادي، وقال إن ترشيح الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "لا يدخل في إطار البحث العبثي عن الوجاهة والزعامة، كما أنه ليس بحثاً عديم الجدوى عن النفوذ، ولا سعياً وراء الأمجاد، وليس نابعاً من رغبة مفاجأة في تسجيل نقاط سياسية، وانما يرتبط برغبة الجزائر في خدمة أفريقيا والاتحاد الأفريقي".

وأضاف عطاف "بعد شهرين من الآن ستتاح الفرصة للدول الأعضاء في منظمتنا انتخاب قيادة جديدة لمفوضية الاتحاد الأفريقي، ونعتقد جازمين أن الانتخابات القادمة ليست بالانتخابات العادية على الإطلاق، لأن الأوقات التي نعيشها ليست أوقاتاً عادية. فهي أوقات أزمة معقدة، وأوقات اضطراب عميق، والأكثر وضوحاً أنها أوقات من عدم اليقين في جميع أنحاء العالم".

ويعتقد دبلوماسيون تحدثوا إلى "العربي الجديد" أن الجزائر بدأت بالتخطيط للحصول على منصب متقدم في الاتحاد الأفريقي منذ واقعة منح المفوضية إسرائيل صفة ملاحظ في الاتحاد، وهو ما أحدث ضجة سياسية يومها بسبب عدم احترام الإجراءات من قبل المفوضية، ما دفع الجزائر في فبراير/شباط 2022 إلى قيادة حملة كبيرة لطرد إسرائيل من الاتحاد، وتجميد قرار منحها صفة مراقب. ويرى الدبلوماسيون أن تحرك الجزائر مرتبط أيضاً برغبة في العودة إلى موقعها الطبيعي والقيادي في القارة الأفريقية، بالتزامن مع انفتاحها الكبير على دول القارة سياسياً واقتصادياً، لا سيما في السنوات الأخيرة، بعد غياب لافت في مرحلة ما قبل عام 2020.

المساهمون