الجزائر تحذر من إجراء مناورات فرنسية مغربية قرب حدودها

06 مارس 2025   |  آخر تحديث: 23:11 (توقيت القدس)
من لقاء سابق بين وزير الاتصال الجزائري السابق والسفير الفرنسي (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الجزائر تحذر فرنسا من مناورات عسكرية مشتركة مع المغرب قرب حدودها، معتبرةً ذلك استفزازًا وتهديدًا لأمنها القومي، وتطالب بتوضيحات رسمية.
- تسريب وثيقة فرنسية سرية يكشف عن اجتماع بين قيادات فرنسية ومغربية لتنسيق المناورات، مما يزيد من حدة التوتر بين الجزائر وفرنسا.
- الأزمة بين البلدين تتفاقم منذ 2023 بسبب قضايا سياسية ودبلوماسية، منها رفض الجزائر زيارة باريس ودعم فرنسا لمبادرة المغرب في الصحراء، مما أدى إلى تجميد التعاون الأمني والعسكري.

وجهت الجزائر تحذيرات شديدة اللهجة إلى الحكومة الفرنسية بشأن مشروع المناورات العسكرية التي تعتزم القيام بها بالاشتراك مع المغرب قرب الحدود الجزائرية. وأكد بيان للخارجية الجزائرية أن الأمين العام للخارجية الوناس ماقرمان استقبل، يوم الخميس، السفير الفرنسي ستيفان روماتيه، لإبلاغه رسالة إلى سلطات بلاده، ولفت الانتباه إلى خطورة المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية المقررة شهر سبتمبر/ أيلول المُقبل في منطقة الرشيدية (المغرب)، التي تبعد أقل من 100 كيلومتر عن الحدود ومنطقة بشار الجزائرية.

واعتبرت الخارجية الجزائرية أن مشروع هذه المناورات العسكرية تحت مُسمى شرقي 2025 "يحمل الكثير من الدلالات"، وشددت على أن الجزائر "تنظر إلى هذا التمرين على أنه عمل استفزازي ضد الجزائر"، حيث تعتبر تنفيذ مناورات عسكرية قرب حدودها "عملاً عدائياً موجهاً ضد أمنها القومي".

وكانت وثيقة رسمية سرية فرنسية كشفت عن مشروع مناورات عسكرية فرنسية مغربية، جرى تسريبها إعلامياً، مؤرخة في 25 مايو/ أيار الماضي، وتتحدث الوثيقة عن اجتماع عقد في مدينة سلا المغربية بين قيادات فرنسية ومغربية لتنسيق استعدادات القوات الفرنسية والمغربية لإجراء تمرين عسكري قرب الحدود الجزائرية بداية من 22 سبتمبر/ أيلول القادم. ولفت بيان الخارجية الجزائرية إلى أن "تصرفاً من هذا القبيل سوف يُسهم في تأجيج اﻷزمة التي تميز العلاقات الجزائرية-الفرنسية في المرحلة الراهنة، ويرفع من حدّة التوتر بين البلدين إلى مستوى جديد من الخطورة". وطلبت الخارجية من السفير الفرنسي نقل موقف الجزائر إلى سلطات بلاده "بالصيغة التي تم إبلاغه بها، والحصول على التوضيحات اللازمة حول هذا الموضوع".

ويبرز هذا التطور دخول أزمة العلاقات الجزائرية الفرنسية مربعاً خطيراً من التوتر، وينذر بعواقب صعبة، بعدما انتقل من المستويات السياسية والتصريحات الإعلامية إلى المستويات العسكرية، ما يعني في المقابل أن التنسيق الأمني والتعاون العسكري اللذين كانا قائمين بين البلدين قبل أول مؤشرات الأزمة بداية عام 2023 قد بات في حالة تجميد بالكامل.

وتفهم الخطوة الفرنسية بالإقبال على تنفيذ هذه المناورات العسكرية مع المغرب قرب الحدود الجزائرية بأنها رد فعل فرنسي بهدف الضغط على الجزائر. وتعد هذه التطورات ذات صلة في سياق أزمة سياسية ودبلوماسية حادة متواصلة بين البلدين، بدأت في يناير/ كانون الثاني 2023، بسبب رفض الرئيس الجزائري زيارة باريس، وتفاقمت في يوليو/ تموز 2024 بعد إعلان باريس دعم مبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس وخفض التمثيل الدبلوماسي، وتعقدت العلاقات أكثر بعد اعتقال الجزائر الكاتب الفرانكوجزائري بوعلام صنصال منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، ورفض الجزائر استقبال رعاياها المبعدين من التراب الفرنسي، تلتها حرب تصريحات وبيانات مضادة بين البلدين في غضون الأسبوعين الماضيين.