التيار الصدري يوسع رقعة احتجاجاته وتظاهرة مضادة لقوى الإطار التنسيقي

التيار الصدري يوسّع رقعة احتجاجاته.. وتظاهرة مضادة لقوى الإطار التنسيقي

01 اغسطس 2022
من تظاهرة أنصار الصدر في بغداد (Getty)
+ الخط -

وسط استنفار أمني غير مسبوق، وسّع التيار الصدري في العراق نطاق احتجاجاته، اليوم الاثنين، عبر دفع الآلاف من أنصاره إلى داخل المنطقة الخضراء، والاحتشاد في مبنى البرلمان والمنشآت الملحقة به، مع سيطرتهم بشكل كامل على ساحة التحرير وسط بغداد، ومبنى المطعم التركي الواقع على نهر دجلة الذي كان أيقونة الاحتجاجات الشعبية بالبلاد التي تفجّرت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

في المقابل، خرج بضعة آلاف من أنصار قوى "الإطار التنسيقي"، وأبرزها جماعة "عصائب أهل الحق"، بزعامة قيس الخزعلي، وتيار "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، وتحالف "دولة القانون"، بزعامة نوري المالكي، إلى جانب زعماء فصائل مسلحة شاركوا بشكل شخصي في التظاهرات أمام المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق (جنوبي المنطقة الخضراء) وهي الجهة المقابلة لوجود الصدريين الذين يتمركزون في الجانب الشمالي منها.

ونصبت جماهير تحالف "الإطار التنسيقي" خياماً واسعة أمام المنطقة الخضراء، وأغلقت الطريق الرئيسي المفضي إليها، في توجه يؤكد نية التحالف إقامة احتجاجات مناوئة ضد الصدريين في الجانب الآخر والذين يفوقونهم بالعدد عدة أضعاف.

وأكد أكثر من مصدر أمني عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، دخول قوات الجيش والشرطة حالة تأهب واسعة في بغداد، تحسباً لأي طارئ.

وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، في اتصال هاتفي، إن "الجيش وباقي القوات الأمنية مهمتهم حالياً تأمين سلامة المتظاهرين من الطرفين، والدوائر الأمنية والمنشآت العامة ككل"، معتبراً أن "القوات الأمنية لديها تعليمات بالحيلولة دون وصول الطرفين إلى منطقة واحدة قريبة تسمح لهم الاحتكاك مع بعض".

وتخشى قوات الأمن دخول أنصار تحالف "الإطار"، إلى داخل المنطقة الخضراء، حيث يوجد أنصار الصدر.

ورفع أنصار الصدر في محافظات البصرة وكربلاء وبابل والمثنى وواسط والقادسية والديوانية وكركوك وديالى في الاحتجاجات التي خرجت عصر اليوم، صوراً لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي يرتدي بدلة إعدامات، مطالبين القضاء بمحاكمته، مرددين شعارات مطالبة بالإصلاحات، وإنهاء "الفساد والتبعية"، فضلاً عن شعارات مؤيدة لزعيمهم مقتدى الصدر.

وكان زعيم تحالف الفتح، الممثل لـ"الحشد الشعبي"، هادي العامري، قد دعا قبيل ساعات من إطلاق التظاهرات، إلى حوار بين طرفي الصراع، وحقن دماء العراقيين، فيما اشترط زعيم التيار الصدري عدة شروط للقبول بذلك، أهمها انسحاب العامري من الإطار.

ووسط الأجواء المتوترة، حذر النائب المنشق عن "الإطار التنسيقي" عبد الأمير التعيبان، من الوضع الحالي، مطالباً بإعادة نواب الإطار الجدد المقاعد البرلمانية إلى التيار الصدري، وقال في تغريدة له: "قلتها منذ البداية، أخذ مقاعد التيار الصدري من قبل أطراف الإطار أمر غير مقبول، وليس من المروءة، لذلك مثل ما قال المثل (إذا اختلفتم ارجعوا إلى رؤوس أموالكم)"، داعياً نواب الإطار الجدد إلى "تقديم استقالاتهم وإرجاع الحق إلى أهله. إذا كان ذلك فيه حقن لدماء العراقيين .. وكفى".

وتصاعدت حدة التوتر بين طرفي الصراع "التيار الصدري والإطار التنسيقي" بعد دعوة الصدر العشائر العراقية وقوات الأمن والمواطنين العراقيين إلى مساندته في تحقيق ثورة الإصلاح الحالية بالعراق، معتبراً ما يحدث الآن من تظاهرات واعتصام لأنصاره فرصة لتبديد الظلام والفساد والولاء للخارج والطائفية، ما دفع "الإطار" إلى الدعوة لتظاهرات مضادة للدفاع عن "الدولة"، معتبراً خطوات الصدر "دعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية".

المساهمون