التوتر الروسي الأوكراني: من يطلق الرصاصة الأولى؟

التوتر الروسي الأوكراني: من يطلق الرصاصة الأولى؟

10 ابريل 2021
جنديان أوكرانيان على خط الجبهة شرقي أوكرانيا (فرانس برس)
+ الخط -

يتواصل التوتر الشديد بين أوكرانيا وروسيا، رغم تأكيد الطرفين عدم نيتهما إطلاق الرصاصة الأولى، في ظلّ زخم دولي، أميركي خصوصاً، داعم لكييف وتأكيد موسكو مراراً على "حماية سكان حوض دونباس" في الشرق الأوكراني، الذي يضمّ إقليمي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليين، المواليين لروسيا، ويقطنهما أوكرانيون من أصول روسية. في كييف، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية روسلان خومتشاك، أمس الجمعة، أن "لا صحة للأنباء عن استعدادنا لشن هجوم على دونباس"، معتبراً أن "تحرير دونباس بالقوة سيؤدي إلى وقوع عدد كبير من القتلى، وهذا أمر نرفضه"، في إشارة إلى ضرورة إيلاء اتفاقات مينسك، التي أرستها لجنة رباعية (تضم أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا)، الأولوية حالياً لمعالجة النزاع، خصوصاً بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار في 1 إبريل/ نيسان الحالي. وكشف عن تعزيز "الحوار العسكري مع حلف شمال الأطلسي"، لافتاً إلى أن "كييف ستشارك في تدريبات عسكرية، بما في ذلك مع الحلف"، علماً أن السلطات الأوكرانية أكدت منذ يومين مشاركتها في سبع مناورات مع الأطلسي في العام الحالي.

واشنطن سترسل سفينتين عسكريتين إلى البحر الأسود
 

كما أعلن الجيش الأوكراني أن وفداً أميركياً برئاسة الملحق العسكري في كييف العقيد بريتاني ستيوارت، زار منطقة النزاع في دونباس، واطلع على الوضع العملياتي هناك. وذكر مقر عمليات القوات المشتركة في أوكرانيا، في بيان نشره عبر "فيسبوك"، أن أعضاء الوفد زاروا وحدات الجيش الأوكراني، التي تنفذ مهمات على خط التماس في دونباس، وتحدثوا مع أفرادها. ونقل الجيش عن ستيوارت قوله "إن حكومة الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن تطورات الوضع حول حدود أوكرانيا، وتدعم بكل الطرق الممكنة سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها". وسبق لواشنطن أن قدمت دعماً عسكرياً لكييف. كما أعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة سترسل سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، على أن تبقيا هناك حتى 4 مايو/ أيار المقبل. وستعبر السفينتان، وفقاً للإعلام التركي، البوسفور في إسطنبول الأسبوع المقبل. وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، مساء أول من أمس الخميس، أن "الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد بشأن زيادة القوات" الروسية، مشيرة إلى أن "روسيا لديها الآن قوات على الحدود مع أوكرانيا أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2014". من جهته، أبدى الكرملين، أمس، خشيته من استئناف القتال على نطاق واسع في شرقي أوكرانيا، مشيراً إلى أنه "قد يتخذ خطوات لحماية المدنيين هناك"، وهو تحذير يأتي وسط حشد للقوات الروسية على طول الحدود. وعكس بيان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف تصميم موسكو على منع كييف من استخدام القوة لمحاولة استعادة السيطرة على الأراضي التي يستحوذ عليها الانفصاليون في البلاد. وتطرق بيسكوف إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أول من أمس الخميس، وردّ على الطلب الألماني بـ"إنهاء الحشد العسكري بالقرب من الحدود مع أوكرانيا"، بالقول إن "من حق روسيا تحريك قواتها على أراضيها بالطريقة التي تحلو لها". وأضاف في مؤتمر صحافي، أن الوضع في شرق أوكرانيا "مضطرب للغاية، وهو ما ينطوي على مخاطر عمليات قتالية على أوسع نطاق". وقال بيسكوف: "قدم الرئيس الإيضاحات الضرورية، أولاً نحن أحرار تماماً في نقل قواتنا المسلحة وأي وحدات عبر أراضي الاتحاد الروسي وفقاً لتقديرنا. وثانياً، من المحتمل أن أوكرانيا تتحول إلى منطقة غير مستقرة للغاية، وأي دولة لديها منطقة غير مستقرة وخطيرة ومتفجرة بالقرب من حدودها، تتخذ تدابير لضمان أمنها".

أوكرانيا: لا صحة للأنباء عن استعدادنا لشن هجوم على دونباس

 

وكانت القوات الروسية قد باشرت بتعزيز وجودها العسكري في روستوف وكراسنودار وشبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمّتها في عام 2014، في الأسابيع الأخيرة. وأثار المسؤولون في أوكرانيا والغرب مخاوف بشأن انتهاكات وقف إطلاق النار المتكررة بشكل متزايد في دونباس. كما زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطوط التماس، مرتدياً البذلة العسكرية، أول من أمس الخميس. وتبدي روسيا خشيتها من احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي، مع تهديدها بخطوات عسكرية في حال إتمام ذلك، إذ سبق أن اجتاحت جورجيا لهذا السبب في عام 2008، كما أن تورّطها في الأزمة الأوكرانية هدف إلى القيام بخطوة استباقية حيال نوايا كييف. وقد حشدت لذلك أكثر من 32 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، داعية في الوقت عينه إلى عدم قطع المياه النابعة من نهر دنيبر عن شبه جزيرة القرم.

(العربي الجديد، أسوشييتد برس، رويترز، فرانس برس)

المساهمون