خيمت مواضيع التهديدات والتحديات الناشئة على الوضع الأمني على المستوى الإقليمي على المباحثات بين المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني في المغرب عبد اللطيف حموشي، ومديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية بالولايات المتحدة الأميركية أفريل هاينز، في اجتماع جمعهما اليوم الإثنين بالعاصمة المغربية الرباط.
وقالت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني مساء الإثنين، إن مباحثات الجانبين تمحورت حول تقييم الوضع الأمني على المستوى الإقليمي، ودراسة التهديدات والتحديات الناشئة عن هذا الوضع في بعض مناطق العالم، فضلاً عن استعراض المخاطر التي تطرحها الارتباطات القائمة بين التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة بما فيها الجريمة المعلوماتية وغيرها من صور الإجرام العابر للحدود الوطنية.
كما تدارس المسؤول المغربي مع مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية الأميركية آليات دعم وتطوير التعاون الثنائي المشترك بين أجهزة الأمن والاستخبارات في المملكة المغربية والولايات المتحدة الأميركية، ليكون في مستوى التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، وأيضاً في مستوى وحجم التحديات التي يفرضها السعي المشترك لإرساء الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
واعتبرت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان لها، أن اللقاء الجديد بين حموشي وهاينز يجسد المستوى المتقدم للشراكة الثنائية بين البلدين في مجال الأمن والاستخبارات، اعتباراً للمنصب الرفيع الذي تشغله كمنسقة ومسؤولة عن العديد من الوكالات والأجهزة الاستخباراتية الأميركية، وبالنظر كذلك إلى انتظامية واستمرارية اللقاءات بين الجانبين والتقاء وجهات النظر بشأن القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.
تاريخياً، خطا التنسيق الأمني بين الرباط وواشنطن لمحاربة الإرهاب خطواته الأولى، بإعلان المغرب، عقب 11 سبتمبر/أيلول 2001، انخراطه في الحرب العالمية ضد الإرهاب من دون تردد.
ومنذ ذلك الحين كان هنالك تعاون أمني غير مشروط بينه وبين الولايات المتحدة، ولم يقتصر الأمر على تبادل المعلومات وفتح الملفات الأمنية أمام الأميركيين، وإنما شمل التنسيق كذلك إرسال بعثات أمنية مغربية إلى الولايات المتحدة لتدريبها على كيفية مجابهة الحركات المتشددة..
وعلى امتداد السنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، احتل الجانب الأمني والعسكري على الدوام مكانة متميزة ضمن المجالات المتعددة للتعاون الاستراتيجي بين واشنطن والرباط، كما شكّل أحد مداخل التفاهمات السياسية بين البلدين الحليفين.
وبينما شكلت آلية التعاون والتنسيق الأمني أحد محاور الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب بعدد من الدول الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، إيطاليا)، تنظر واشنطن باهتمام بالغ إلى التعاون الأمني مع الرباط لمحاربة الإرهاب.
فقد أعربت، خلال مباحثات الحوار الاستراتيجي الذي عقد في 8 مارس/آذار الماضي بالعاصمة المغربية، عن تقديرها للمغرب كـ"شريك مستقر في تصدير الأمن"، وذلك لقيادته المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ودوره المستدام في التحالف الدولي لدحر "داعش"، بما في ذلك من خلال المشاركة في رئاسة مجموعة التركيز الأفريقية للتحالف، واستضافة الاجتماع الوزاري للتحالف في مايو/أيار الماضي.
ومن اللافت للنظر في هذا الصدد، أن كلا الطرفين أبديا، خلال مباحثات الحوار الاستراتيجي الأخيرة، الرغبة المشتركة في مواصلة تعاونهما القوي لدحر الجماعات الإرهابية، ولاسيما تنظيمي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"داعش".