استمع إلى الملخص
- تتصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، حيث يلوح الحزب بحق الرد على الاعتداءات، في ظل تراخي المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم.
- تتزايد احتمالات تجدّد المواجهات، بينما يسعى الرئيس اللبناني جوزاف عون للضغط على المجتمع الدولي، وتبرز زيارة مرتقبة لمورغان أورتاغوس لتعزيز جهود تثبيت وقف إطلاق النار.
تستمرّ عودة أهالي الجنوب إلى القرى الحدودية في لبنان منذ يوم الأحد الماضي على الرغم من الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية ومحاولات الترهيب وعمليات الخطف، التي لم يسلم منها حتى المسنّون المتمسّكون بأرضهم والرافضون بقاءَ جيش الاحتلال وخرق تعهداته بالانسحاب الكامل في 26 يناير/كانون الثاني كما نصّ اتفاق وقف إطلاق النار. ويترك التمادي الإسرائيلي في خروقاته، وأبرزها أول من أمس الثلاثاء باستهدافه النبطية جنوبي لبنان واعتداءاته على القرى والبلدات الحدودية والمواطنين العائدين، الباب مفتوحاً أمام عودة الحرب أو المواجهات العسكرية مع حزب الله الذي عاد من جهته ليلوّح بحق الردّ في ظلّ الجرائم المستمرّة و"تراخي" المجتمع الدولي.
وأقدم جيش الاحتلال، اليوم الخميس، على إلقاء قنبلة بالقرب من مكان وجود عائلة كانت تتفقد منزلها في محيط مدرسة بلدة طلوسة جنوبي لبنان، بينما واصل أعمال التجريف في حي المفيلحة في ميس الجبل حيث نقطة تمركز للجيش اللبناني. كذلك، استهدفت نيران مدفعية إسرائيلية منطقة شعب القلب في أطراف بلدة شبعا بقذيفتين بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله، بينما دمّرت قوات الاحتلال محالَّ وعدداً من السيارات في بلدة برج الملوك. وعمدت إلى إحراق مزرعة للدجاج وتجميع البيض في منطقة تل النحاس، وإحراق قصر في أطراف بلدة طلوسة.
وأعلن متحدث باسم جيش الاحتلال، اليوم، أن "سلاح الجو اعترض مسيّرة جمع معلومات لحزب الله أُطلقت نحو الأراضي الإسرائيلية حيث لم تُفعَّل إنذارات وفق السياسة المتبعة". وهدّد جيش الاحتلال بأنه "لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية لحزب الله من لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها".
من جهته، يستكمل الجيش الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، ويواصل دعوته المواطنين للالتزام بالتوجيهات الصادرة في بياناته الرسمية، والتقيد بإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة. ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل العمل على تطبيق القرار 1701 وتنفيذ الإجراءات الميدانية الضرورية في عدة مواقع في منطقة جنوب الليطاني.
وضع دقيق في القرى الأمامية في لبنان
وتوقف الجيش اللبناني في بيان له، مساء أمس الأربعاء، عند تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته بما فيها إطلاق النار على الجيش والمواطنين أثناء الانتشار، إلى جانب الغارتَين الأخيرتَين على منطقة النبطية. وقال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إنّ "الوضع لا يزال دقيقاً في القرى الأمامية، بما فيها تلك التي انسحب منها الاحتلال، بحيث يعمد إلى إطلاق النار في بعض الأوقات على العائدين إلى البلدات الحدودية، من هنا ضرورة أن يواكب الجيش العودة".
وأشار المصدر نفسه إلى أنّ "جيش الاحتلال يواصل أسر المواطنين، سواء أكانوا شباباً أم كباراً في السن، ومنهم من أُفرج عنه، والجيش اللبناني يواكب أوضاعهم وفي تواصل مستمرّ مع اللجنة ويونيفيل بهذا الإطار، وهو يقف إلى جانب الناس وداعم لهم، ومدافع عنهم"، لافتاً إلى أن "التواصل مستمرّ مع اللجنة لوضعها في إطار الخروقات الإسرائيلية، وضرورة إنهائها".
وعلى وقع الخروق الإسرائيلية والتصعيد الإسرائيلي جنوبي لبنان بعدوانه على النبطية الفوقا وزوطر يوم الثلاثاء، عاد حزب الله إلى مقولته "الرد في التوقيت والمكان اللذين يراهما مناسبين"، ما يعيد إلى الواجهة احتمالات تجدّد الحرب، أو المواجهات، خصوصاً مع تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير/شباط المقبل، واستمرار التلميحات الإسرائيلية بالبقاء مدّة أطول.
وقال رئيس كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أمس الأربعاء، إنّ "العدوان الصهيوني الغادر والمُدَان على بلدتي النبطية الفوقا وزوطر الجنوبيَّتين، ليلَ الثلاثاء، هو مصداقٌ جديدٌ للتهديد الدائم والمتواصل الذي يمثله الكيان الإسرائيلي ضد شعبنا وبلدنا وضد أمن واستقرار شعوب ودول منطقتنا كافة". وأضاف أن "حق شعبنا في لبنان بالتصدي للاحتلال وللاعتداءات الإسرائيلية؛ مشروع ومقدس يمارسه في التوقيت والمكان اللذين يراهما مناسبين لإفشال أهداف العدو وحفظ أمن لبنان وسيادته ومصالحه".
وأشار مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يتمادى كثيراً بينما المجتمع الدولي ساكت ويقف متفرجاً على اعتداءاته وخروقاته، وحزب الله يراقب الوضع، وهو لا يزال يصبر، ويترك الموضوع للدولة اللبنانية وخاصة الجيش اللبناني وكله ثقة به، لكن للصبر حدوداً"، لافتاً إلى أنّ "حزب الله، كما قال سابقاً ويكرر اليوم، ليس مع الحرب ولا يريدها، ولكن على الاحتلال وقف اعتداءاته وعلى العالم أن يضع حدّاً لهذه الخروقات، لا سيما الجانب الأميركي الذي يرأس لجنة الإشراف ويخدم المصالح الإسرائيلية".
من جهته، قال مصدر في قصر بعبدا الجمهوري لـ"العربي الجديد" إنّ "الرئيس جوزاف عون يواصل اتصالاته ومتابعته الأوضاع في الجنوب، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية، ويشدد على ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي باتجاه وضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية والانتهاكات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ويدعو اللبنانيين وأهالي الجنوب خاصة للثقة بالدولة والجيش اللبناني الذي يقف إلى جانبهم ويعمل من أجل حمايتهم".
في السياق، يجرى التداول بمعلومات عن زيارة مرتقبة لمورغان أورتاغوس، المتوقع تعيينها خلفاً للوسيط الأميركي أموس هوكشتاين، وذلك في إطار استكمال الجهود لحماية وتثبيت وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، علماً أنّ أورتاغوس تُعرَف بدعمها الكبير والقوي لإسرائيل.
وفضّل مصدر في السفارة الأميركية في بيروت عدم التعليق على الموضوع، واكتفى بالقول لـ"العربي الجديد": "لم يصدر من جهتنا بعد أي بيان حول أي زيارة، وبكل الأحوال، فإنّ الملف اللبناني في صلب الاهتمامات الأميركية، وخصوصاً مسألة وقف إطلاق النار، وضرورة التزام جميع الأطراف بتطبيق البنود التي وافقوا عليها". وفي 26 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلن البيت الأبيض تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إلى 18 فبراير المقبل، وقيام مفاوضات أميركية إسرائيلية لبنانية بشأن إعادة المعتقلين اللبنانيين الذين أسروا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.