التظاهرات تعود إلى بغداد لتوجيه رسالة للصدر: البيت عراقي وليس طائفيا

التظاهرات تعود إلى بغداد لتوجيه رسالة للصدر: البيت عراقي وليس طائفياً

04 ديسمبر 2020
متظاهرو بغداد يردون على دعوة الصدر "الطائفية" (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

تجمع عشرات المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد، اليوم الجمعة، لأول مرة بعد نحو شهر على إزالة قوات الأمن لخيام المحتجين من الساحة، وذلك لمساندة تظاهرات ساحة الحبوبي في الناصرية، التي شهدت جريمة ارتكبها عناصر التيار الصدري بقتل 8 متظاهرين، وجرح نحو 90 آخرين، فضلاً عن استمرار عمليات ملاحقة الناشطين ودهم منازلهم التي تنفذها قوات الأمن العراقية.

ووسط انتشار كثيف لقوات الأمن وعناصر جهاز الأمن الوطني والمخابرات وقوات "فض الشغب"، رفع متظاهرو بغداد لافتات وشعارات حملت غالبيتها شعار "البيت العراقي"، في ردٍ واضح على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي دعا أخيراً القوى السياسية الشيعية إلى عودة ترميم البيت الشيعي، في محاولة لاستعادة الأحزاب الشيعية لمواقع قيادية في المرحلة المقبلة.

ومن ضمن الهتافات التي رفعها المتظاهرون في ساحة التحرير: "هذا شبابك يا وطن ما طلعت بتغريدة"، في إشارة إلى التيار الصدري الذي يتلقى أغلب تعليماته من خلال تغريدات مقتدى الصدر، و"بغداد بظهر الحبوبي"، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها ساحة التحرير تظاهرة منذ أكثر من شهر، بعد فتح الساحة وجسر الجمهورية الرابط بالمنطقة الخضراء، وانسحاب المعتصمين.

وتداول ناشطون ومتظاهرون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع مصورة أظهرت الزخم في ساحة التحرير، إضافة إلى استخدام عبارة "البيت العراقي". 

وفي هذا السياق، قال الناشط العراقي محيي الأنصاري إن "الخطاب الأخير الذي أدلى به الصدر أثار حفيظة العراقيين، وتحديداً جمهور الحركة الاحتجاجية، ولا سيما أن الصدر يسعى إلى عودة الاستقطاب الطائفي وبناء أحزاب وكيانات تؤسس للتحاصص المذهبي".

وبيَّن الأنصاري، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "محاولة الصدر لشحن جمهوره طائفياً ومذهبياً دليل على الإفلاس السياسي بعد انتفاضة تشرين، التي دفعته هو الآخر إلى معاداة الثورة، والعودة بالبلاد إلى مربع الطائفية، ولذلك خرج المحتجون اليوم للمطالبة بإزاحة كل الدعوات التي تريد عودة التكتلات الطائفية، عبر اختيار عبارة (البيت العراقي)".

وكتب الناشط من بغداد إيليا العراقي، على "فيسبوك": "بطريقة مدوية، ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد ترفض بشدة ما سماه الصدر بـ#البيت_الشيعي ولا بيت في العراق بعد اليوم غير #البيت_العراقي"، وأرفق مقطعاً مصوراً لأجواء الساحة.

من جهته، غرّد الناشط أحمد علي، عبر "تويتر"، قائلاً إن "أولى رسائل العراقيين من التحرير، العراق لكل الأديان، المذاهب، الأفكار، القوميات، العراق للإنسان والحرية".

أما الإعلامي العراقي عزيز الربيعي، فقد غرّد: "بعد حالة الوعي التي أفرزتها #تشرين صار لزاماً علينا أن نغادر البيوتات السياسية الصغيرة، لأنها لم تعد كافية لاستيعاب طموحات أولئك الذين يرغبون بوطن حر كريم، ولا سبيل لنا غير #البيت_العراقي الجامع للمؤمنين بفكرة قبول الآخر بدلاً من تكفيره".

 

المساهمون