Skip to main content
التسريب الكامل المنسوب للمالكي: السعي لتوفير غطاء لأكثر من 20 ألف مسلح من المليشيات
صفاء الكبيسي ــ بغداد
المالكي يدعي أن التسريبات مفبركة (مانديل نغان/ فرانس برس)

أنهى الصحافي العراقي علي فاضل، اليوم الجمعة، نشر كل التسريبات الخاصة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، بنشره محضر الاجتماع المسرب كاملاً والبالغة مدته 48 دقيقة، مع عدد من قيادات وأعضاء مليشيا تطلق على نفسها "لواء أئمة البقيع"، وتنشط في محافظة ديالى الحدودية مع إيران شرقي العراق.

وخلال الحوار الذي جرى بين المالكي والحاضرين أكدوا له أن لديهم أكثر من 20 ألف مقاتل على الأرض، ويطلبون منه دعماً مالياً ولوجستياً وغطاء قانونياً، وقد وعدهم المالكي بتوفير ذلك.

ويظهر المالكي في فقرات كثيرة من التسريبات وهو يهاجم قيادات في "الحشد الشعبي"، وسياسيين بارزين، إضافة إلى انتقاد المرجعية الدينية في النجف، علي السيستاني، بوصفها بـ"الصامتة".

ووفق ما ورد في التسريب، قال أحد المتحاورين مع المالكي "نحن الأخيار وكتائب أئمة البقيع بكفة تختلف عن الآخرين، لأننا تحت قيادة مرجعية، والآخرون لا يستطيع المالكي أن يسيطر عليهم، بينما اتصال واحد منك لسماحة السيد (الميرزا) ستكون جماعتنا تحت عن طاعتك، لذا يجب أن تكون قوتك واهتمامك بأمة الأخيار. نحن اليوم نسيطر على محور محافظة ديالى تماماً، لا هادي العامري (زعيم تحالف الفتح) ولا قيس الخزعلي (زعيم جماعة "عصائب أهل الحق")، وأن علاقتنا مع الخزعلي جيدة، لكن مع العامري غير جيدة".

المالكي: جماعة بدر (مليشيا تابعة للعامري) مشكلة، يأخذون رواتب 40 ألف شخص، وليس لديهم شيء على الأرض، كما أن مقتدى (مقتدى الصدر) يأخذ رواتب 12 ألف وهو لديه 2000 فقط في سامراء.

أحد القيادات: لدينا معمل صواريخ، ونعمل على تصنيع صاروخ عبر القارات، ولدينا ترسانة صواريخ قوية.

المالكي: الآن ما الذي تحتاجونه؟

أحد القيادات: لدينا دبابات مدرعات وطائرات مسيرة، وإذا أردت سنقوم باستعراض عسكري، لكننا نحتاج إلى غطاء قانوني.

المالكي: الغطاء إما حشد أو دفاع، نحن لا نسلم الدفاع شيئا لكن كغطاء أن تكون قواتكم مغطاة من الدفاع، على أن تكون قيادتكم وعملكم منفصل عنها.

أحد القيادات: نحتاج دعمك وأن تكون هناك نثرية مالية، فالمقاتلين هم أبناؤك.

المالكي: هل لكم علاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ وهل لديكم إشكالا أن نطلب دعم منهم، فأنا اليوم سأستقبل شخصا منهم، وسأمهد للقاء لكم معهم، أنتم لا تعرفون الإيرانيين بشكل صحيح، أنا فقط أرتب لكم موعد معهم وأبلغهم بضرورة دعمكم، لأنهم يشعرون أيضا بخطورة الوضع، وأنا أوصيهم بكم، وليكن حديثكم مع الحرس الثوري.

أحد القيادات: لدينا أعداد كبيرة من المقاتلين، خاصة في محور ديالى، ومحور جرف الصخر، وحزام بغداد، والمحمودية، والأنبار اتحدوا معنا، لدينا 20 ألف مقاتل أو أكثر، من ضمنهم في ديالى 3000، 2000 منهم مسلحون (...) 20 ألف مقاتل كلهم موالون ومسلحون، عدا 3000 يحتاجون الى سلاح، محور ديالى 80 بالمائة مسلحون".

المالكي: أنتم الآن تحتاجون الى سلاح حتى تغطوا حاجتكم 100 بالمائة، وتحتاجون الى دعم عسكري وغطاء (...) سنمضي معا وننتصر معا ونستشهد معا.

أحد القادة: لولا قوتنا لسحقنا الحشد، أنا سعد طعيس قدمت عائلتي 22 شهيدا، وقد هاجمني جماعة بدر (مليشيا العامري) وحاصرتهم وأمطرتهم بالرصاص، ولم يستطيعوا تحقيق شيء (...) نريد أن نشكل أكبر وأقوى قوة، بحيث إذا أردنا أن نقوم بانقلاب نأخذها بالقوة.

المالكي: نحن لا نريد انقلابا، نريد أن ندافع إذا استوجب.

أحد القادة: أنا لدي 10 محافظات أستطيع إسقاطها.

المالكي: نحتاج استعدادات حقيقية على الأرض، وليس شعارات، نحتاج الى سلاح ووضع قانوني ومدعوم بمؤيدين، وأن تظاهرتكم ستخرج، لكن بشرط بأن تكون بقوة كبيرة، تظاهرة أمة الأخيار حتى تدخلوا بقوة كبيرة".

الى ذلك، أكد فريق فني عراقي، صحة التسجيلات المنسوبة الى المالكي، وأنها ليست مفبركة، وقال فريق التقنية من أجل السلام، وهو فريق عراقي غير مرتبط بجهة سياسية، في تقرير أمس الخميس "عملنا ومنذ اللحظات الأولى من قيام المدون علي فاضل بنشر أول مقطع صوتي بتاريخ 13 يوليو/تموز الجاري، الذي ادعى أنه جزء من تسجيل مسرب للمالكي، على التحقق من ذلك، ومع نشره لتسجيلات أخرى بعد ذلك، استمرينا في العمل على تدوين الملاحظات حول تلك التسجيلات لمعرفة حقيقتها".

وأكد، "على الرغم من النفي المتكرر للمالكي لتلك التسجيلات، وادعائه فبركتها عبر اقتباس مقاطع من صوته وتركيبها لتظهر بهذا الشكل، إلا أن الملاحظات التي توصلنا لها حول المقطع الصوتي تثبت عكس ذلك".

وبين أن "التسجيلات المتداولة لم يتم فبركتها عن طريق دمج مقاطع صوتية مختلفة للمالكي لإظهارها بهذا الشكل، وأنه وفي جميع التسجيلات المتداولة كان الانتقال بين الجُمل متناسقاً جداً وطبيعياً، ولم يلاحظ وجود انتقالات مختلفة وغير متناسقة أو وجود قطع كدلالة على دمج مقاطع صوتية مختلفة".

وأضاف أن "نبرة الصوت الذي تم الادعاء أنه حديث المالكي كانت بطبقة واحدة مرفقة بصدى خالية من أي اختلاف ودون أي تشويش، كما أن هناك تشابها كبيرا في لفظ مفردات تم ذكرها في التسجيلات المتداولة وفي اللقاءات مع المالكي، ولا سيما كلمات (السُنة، مقتدى الصدر، الشيعة، التشيُع)، وغيرها".

 وكان مجلس القضاء الأعلى (أعلى سلطة قضائية في البلاد) قد أعلن في الـ 19 من الشهر الجاري، أن محكمة تحقيق الكرخ (في بغداد) تلقت طلباً مقدماً إلى الادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التسريبات الصوتية المنسوبة لنوري المالكي.

وكان زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، قد طلب أخيراً من المالكي تسليم نفسه ومن يلوذ به من الفاسدين إلى الجهات القضائية، كما دعا عشيرته والقوى المتحالفة معه إلى التبرؤ من حديثه من أجل ما وصفه بـ"إطفاء الفتنة"، مضيفاً أنه يجب أيضاً استنكار "تحريضه على الفتنة والاقتتال (الشيعي-الشيعي)".