التحالف الدولي يقصف مجدداً مواقع المليشيات الإيرانية في دير الزور

التحالف الدولي يقصف مجدداً مواقع المليشيات الإيرانية في دير الزور

06 يناير 2022
سقوط قتلى وجرحى في القصف الذي استهدف مواقع المليشيات الإيرانية (Getty)
+ الخط -

تشهد أجواء محافظة دير الزور وأريافها، شرقي سورية تحليقاً متواصلاً لطائرات التحالف الدولي المسيرة، وذلك بعد قصف شنته تلك الطائرات فجر اليوم استهدف مواقع للمليشيات الإيرانية، لليوم الثاني على التوالي، وذلك رداً على استهداف المليشيات لبعض مواقع قوات التحالف في المنطقة.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن عدة طائرات مسيرة تتبع للتحالف الدولي حلقت ظهر اليوم في سماء ريف دير الزور الشرقي ومحيط قاعدة حقل العمر النفطي، وذلك بعد ساعات من قيام طائرات حربية مجهولة بقصف مواقع للمليشيات الإيرانية في عدد من أحياء محافظة دير الزور وريفها الشرقي.

وأضافت أن المعلومات تشير إلى سقوط قتلى وجرحى في القصف الذي استهدف مواقع المليشيات الإيرانية في حي البغيلية وحي الحويقة وقرية الحسينية شمال ديرالزور، فيما سمعت أصوات سيارات الإسعاف وهي تنقل القتلى والجرحى إلى المشفى الإيراني، بالتزامن مع إغلاق جميع الطرق المؤدية للمشفى من قبل المليشيات.

وتحدثت مصادر متطابقة عن 8 انفجارات عنيفة سمع دويها في مدينة دير الزور ناتجة عن غارات جوية استهدفت المليشيات الإيرانية والحرس الثوري.

كما تعرضت كتائب "الإمام علي الأكبر" التابعة لمليشيا "النجباء" في محيط بلدة المسرب وباديتها بريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري لقصف مماثل، ما أوقع إصابات بين عناصر المليشيا.

من جهته، ذكر موقع "فرات بوست" المحلي، أن قوات التحالف المتمركزة في قاعدة معمل كونيكو للغاز، استهدفت بالمدفعية الثقيلة مواقع المليشيات الإيرانية في منطقة غرب الفرات بريف دير الزور الشرقي.

وكانت طائرات التحالف ومدفعيته قصفت عدة مرات أمس الأربعاء، المواقع الإيرانية في ريف ديرالزور الشرقي ردا على قصف قاعدة حقل العمر بقذائف صاروخية. وذكرت مصادر محلية، أن طائرات مسيرة للتحالف الدولي قصفت مستودعا للأسلحة بالقرب من قلعة "الرحبة" في مدينة الميادين شرقي دير الزور، ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى بين عناصر المليشيات.

ويوم الثلاثاء الماضي، قصفت طائرات مسيرة مجهولة الهوية مواقع مليشيات إيران في باديتي القورية والعشارة.

"مغاوير الثورة" يحاصر نقطة طبية شرق حمص

يواصل فصيل "مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية، والمدعوم من قبل قوات "التحالف" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية محاصرة النقطة الطبية التابعة لـ"مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" في منطقة الـ55 شرق محافظة حمص، والواقعة عند المثلث الحدودي ما بين سورية والأردن والعراق، لليوم الرابع على التوالي في ظل محاولة الفصيل السيطرة عليها بشكلٍ كامل وتحويلها إلى مقر عسكري يتبع له في المنطقة.

وقال ماهر العلي رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" في حديث لـ"العربي الجديد" إن "سيارات من نوع بيك آب مزودة بعناصر ورشاشات متوسطة تابعة لفصيل مغاوير الثورة حاصرت الإثنين الفائت النقطة الطبية التابعة للمجلس والواقعة في منطقة الـ55 شرق محافظة حمص"، مُشيراً إلى أن "هناك إحدى الموظفات المتدربات العاملات داخل النقطة محاصرة حتى الآن من قبل عناصر مغاوير الثورة هي وأولادها"، مضيفاً أن "فصيل المغاوير يريد الاستيلاء على النقطة الطبية وتحويلها إلى مقر عسكري".

ولفت العلي إلى أن "عناصر الفصيل اعتدوا على أحد الأطفال المحاصرين داخل النقطة بالضرب، وعمدوا إلى حرق كف يده بجمرة السيجارة أثناء محاولته تقديم وجبة العشاء لوالدته".

وأشار إلى أن "المجلس كان يعد تجهيزات إضافية لترميم النقطة الطبية من جديد، وزيادة المستلزمات الطبية بداخلها لتقديم خدمات أوسع لأهالي منطقة الـ55، بالإضافة لتقديم خدمات طبية إلى قاطني مخيم الركبان الذي يبعد عن النقطة حوالي 12 كم".

وأردف رئيس المجلس: "عشرات العوائل المدنية تسكن في محيط النقطة الطبية، ويُقدم لها الكادر الطبي المتواجد في النقطة عشرات الخدمات الطبية شهرياً بشكلٍ مجاني، على الرغم من الظروف المأساوية الصعبة التي تشهدها المنطقة من حصار خانق من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة لها".

وأشار العلي إلى أن "فصيل المغاوير مارس سياسة الضغوطات على شقيق إحدى العاملات ضمن النقطة الطبية، وهددوه بالفصل من مرتبات الفصيل وقطع الراتب عنه في حال لم يُجبر شقيقته على ترك العمل داخل النقطة الطبية"، لافتاً إلى أن "شقيقة العنصر اضطرت لترك العمل داخل النقطة لكي لا تعرض شقيقها للفصل وقطع راتبه من مرتبات الفصيل".

وطالب رئيس المجلس "قوات التحالف الدولي المتواجدة ضمن قاعدة التنف في منطقة الـ55 بمحاسبة العناصر الذين اعتدوا بالضرب على الطفل وأحرقوه بالسيجارة، ومحاسبة قيادة جيش المغاوير على الانتهاكات التي ارتكبوها في حق المدنيين منذ تأسيس مخيم الركبان وحتى الآن ومحاكمتهم وطردهم من المنطقة".

 كما طالب المجلس "منظمات حقوق الإنسان بالتدخل السريع لإنقاذ ما تبقى من قاطني مخيم الركبان وما حوله من الحصار الخانق وسياسة التجويع المفروضة عليهم من قبل قوات النظام وظُلم فصيل مغاوير الثورة بحق الأهالي المتواجدين في المنطقة".

وأوضح العلي أن "عائلتين تتحدران من مدينة القريتين بريف حمص، غادرتا مخيم الركبان يوم الإثنين الفائت باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري بسبب عدم توفر الغذاء والدواء وتجاهل المخيم من قبل المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة"، مؤكداً أن "أوضاع المخيم تزداد سواءً يوماً بعد الآخر، وهذا الأمر يهدد مصير عشرات العوائل بالمغادرة إلى مناطق سيطرة النظام وتعرضها للاعتقال".

 

ذكرى مجزرة تسنين

إلى ذلك، تمر اليوم الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة تسنين بريف حمص.

وذكرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها بهذه المناسبة أنه مساء السبت 5 يناير/ كانون الثاني 2013 حاصرت مليشيات محلية موالية للنظام السوري قرية تسنين بريف حمص الشمالي، ثم اقتحمت القرية في اليوم التالي، لتقوم بعمليات قتل جماعي رمياً بالرصاص بحق سكان الحي القبلي -وغالبيتهم من التركمان السنة، حيث حملت عمليات القتل صبغة تطهير إثني. ووثقت الشبكة مقتل 105 مدنيين، بينهم 10 أطفال، و19 سيدة.

وأتبعت تلك المليشيات "عمليات القتل الوحشية بعمليات نهب وحرق للمنازل، بهدف بث الذعر في صفوف المدنيين، ما دفع جميع السكان المتبقين إلى النزوح عن قريتهم، واستوطن مكانهم أبناء القرى المجاورة من الطائفة العلوية"، وفق الشبكة.