"البوليساريو" تدين إعلان ترامب سيادة المغرب على الصحراء.. وتحفظ أممي

"البوليساريو" تدين إعلان ترامب سيادة المغرب على الصحراء... والأمم المتحدة تتمسك بالقرارات الدولية

10 ديسمبر 2020
الصحراء محل نزاع سياسي وعسكري بين المغرب و"البوليساريو" منذ 1974 (العربي الجديد)
+ الخط -

أكدت الأمم المتحدة أن موقفها فيما يتعلق بقضية الصحراء لم يتغير، وأنها متمسكة بالحل وفق ما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء مقابل تطبيعها العلاقات مع إسرائيل، في حين دانت جبهة "البوليساريو" إعلان ترامب بخصوص الصحراء، ووصفته بـ"المتهور".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن مكتب الأمين العام علم بالاتفالق الإسرائيلي المغربي والاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، بنفس الطريقة والوقت الذي وصل فيه الخبر للإعلام، أي عن طريق تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة، باعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، تخرق القانون الدولي، لأن ذلك يتنافى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي صادقت عليها الولايات المتحدة، قال دوجاريك "لم يتغير موقف الأمين العام وهو يؤمن أن الحل لهذه القضية يمكن التوصل له عن طريق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

وحول عدم تنصيب ممثل للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية منذ أكثر من ثمانية عشر شهراً، قال دوجاريك " سأكرر ما قلته في السابق: لقد حاول الأمين العام ترشيح عدد من الأشخاص لذلك المنصب وعدم وجود ممثل له غير منوط بنا".

ويحتاج أي ممثل يرشحه الأمين العام كمندوب له لأي منطقة إلى موافقة جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وعرقلت الولايات المتحدة تلك المساعي لقرابة السنتين.

وحول ما إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة ما زال يدعم قرارات مجلس الأمن التي تنص على إجراء استفتاء بين سكان الصحراء الغربية كجزء من حق تقرير المصير قال دوجاريك: "نحن لا نختار أجزاء من قرارات مجلس الأمن للموافقة عليها من عدمه. قرارات مجلس الأمن يصادق عليها مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة يعمل مع فريقه لتطبيقها بكل أجزائها".

ورداً على سؤال آخر حول تأثير الاتفاقيات التي تعقدها دولة الاحتلال الإسرائيلي مع عدد من الدول العربية مؤخراً، كالإمارات والبحرين والآن المغرب، على عملية السلام، قال دوجاريك: "بالنسبة لنا فإن تطبيع العلاقات بين أي دول حول العالم يصب في مصلحة التعددية الدولية والتعاون الدولي. ونأمل أن تؤدي هذه الاتفاقات لحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وتظهر الحقائق على الأرض أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية استمرت بل زادت، بعد الإعلان عن تلك الاتفاقيات، من مصادرة الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني وقتل مزيد من الفلسطينيين. كما أن هناك تقارير إعلامية عن إبرام اتفاقيات لاستيراد سلع من المستوطنات وأراضي الفلسطينيين المسروقة للإمارات العربية المتحدة.

ورداً على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول التناقض المستمر بين تصريحات الأمين العام آنفة الذكر وبين الحقائق التي يفرضها الاحتلال على الأرض، قال دوجاريك: "إذا قرأت التقارير المختلفة الصادرة عن الأمم المتحدة بما فيها تلك التي يقدمها السيد (نيكولاي) ملادينوف (مبعوث الأمين العام لعملية السلام في الشرق الأوسط) سنجد أنها متجذرة في الواقع وتعكسه وتعطي صورة واضحة لذلك الواقع. ويمكن أن يفعل المرء أمرين بنفس الوقت. أي تقديم تقارير واضحة حول ما يحدث على الأرض وأن يعبر عن أمله بتطورات إيجابية".

من جانب آخر، دانت جبهة "البوليساريو"، التي تتخذ من مخيمات في جنوبي الجزائر مقراً لها، قرار الرئيس الأميركي بشأن الصحراء، وطالبت الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بإدانته.

وأصدرت الجبهة بياناً تضمّن "إدانة بأشد عبارات الإدانة إقدام الرئيس الأميركي  المنتهية ولايته دونالد ترامب على الاعتراف للمغرب بالسيادة على ما لا يملك"، مشيراً إلى أن "قرار ترامب لا يغير في أي شيء من الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية، إذ إن المجتمع الدولي لا يعترف للمغرب بالسيادة "على منطقة الصحراء، لأنها تبقى ملكاً حصرياً للشعب الصحراوي". 

وأكد البيان أن "الموقف المعلن عنه من طرف ترامب يشكل خرقا سافرا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ـ منظمات ومحاكم ـ ويعرقل مجهودات المجتمع الدولي الرامية لإيجاد حل سلمي للنزاع الدائر" بين الطرفين في المنطقة، كما اعتبرت أنه "يأتي في وقت تم فيه نسف اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين في سبتمبر/ أيلول 1991"، مشيرة إلى أن هذا الموقف "يعتبر تعدياً على الاتحاد الأفريقي وقانونه التأسيسي وقراراته التي كان آخرها قرار القمة الاستثنائية الرابعة عشر حول إسكات البنادق الذي أكد على ضرورة الحل العادل والسلمي بين الدولتين العضوين في الاتحاد الأفريقي". 

واستغرب نفس المصدر أن يتزامن هذا القرار "مع تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق 10 ديسمبر، وغير بعيد عن الذكرى 60 لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 14/15 حول  إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، مما يشكل تعدياً صارخاً على أحد أقدس الحقوق، ألا وهو حق الشعوب في تقرير مصيرها". 

وطالبت جبهة "البوليساريو" الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "بإدانة هذا القرار المتهور"، وتعهدت بالاستمرار في "كفاحها المشروع من أجل استكمال السيادة بكل الطرق والوسائل".