البنتاغون ترفض تحديد "التهديد" في مطار كابول: الوضع الأمني ​​"مضطرب"

البنتاغون ترفض تحديد "التهديد" في مطار كابول: الوضع الأمني ​​"مضطرب وغير مستقر"

21 اغسطس 2021
واشنطن تخوض سباقاً مع الزمن من أجل إجلاء الراغبين في الخروج من أفغانستان (Getty)
+ الخط -

قال مسؤولان أميركيان، اليوم السبت، إنّ الولايات المتحدة أجْلت 2500 أميركي من كابول، خلال الأسبوع الماضي، وأضافا أنّ واشنطن تخوض سباقاً مع "الزمان والمكان"، من أجل إجلاء الراغبين في الخروج من أفغانستان.

وقال الميجور جنرال وليام تايلور، في إفادة صحافية في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنّ 17 ألفاً في المجمل تم إجلاؤهم من أفغانستان، بينهم 2500 أميركي.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إنه ليس لديه "رقم محدد" بشأن عدد الأميركيين الذين لا يزالون في كابول وأفغانستان عموماً.

وقال كيربي "نخوض سباقاً مع الزمان والمكان... هذا هو السباق الذي نخوضه الآن. ونحاول القيام بذلك بأسرع ما يمكن وبأمان".

ورفض كيربي وصف "صور التهديد" بشكل محدد في كابول، لكنه قال إنّ الوضع الأمني ​​"مضطرب وغير مستقر". وقال إنّ هدف الولايات المتحدة هو "إجلاء أكبر عدد ممكن من الناس بأسرع ما يمكن. ينصبّ تركيزنا على ذلك".

وقال تايلور، وهو من هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، إنه تم إجلاء 3800 شخص على متن طائرات عسكرية أميركية ورحلات طيران عارض من مطار كابول، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، تم إطلاعه من جانب أعضاء فريقه للأمن القومي على تطورات الوضع في أفغانستان.

والتقى بايدن فريقه، اليوم السبت، في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، لمناقشة الوضع الأمني وعمليات مكافحة الإرهاب، بما فيها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في أفغانستان.

كما تمت مناقشة عمليات الإجلاء والجهود المبذولة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات مع دول ثالثة راغبة في العمل كمراكز عبور للأشخاص الذين يتم إجلاؤهم.

وانضمت نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى الاجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أثناء سفرها إلى سنغافورة.

ونصحت الولايات المتحدة رعاياها في أفغانستان بتفادي الذهاب إلى مطار كابول، وذلك في إشعار خاص بالتنقل صادر عن السفارة اليوم السبت، مع سعي الآلاف إلى الفرار من البلاد.

وجاء في الإشعار "بسبب تهديدات أمنية محتملة خارج بوابات مطار كابول، ننصح الرعايا الأميركيين بتفادي الذهاب إلى المطار وتحاشي بوابات المطار في الفترة الحالية، ما لم تتلقوا تعليمات فردية بذلك من ممثل للحكومة الأميركية".

كما نصحت السفارة الألمانية رعاياها في أفغانستان بعدم الذهاب إلى المطار، محذرة في رسالة بالبريد الإلكتروني من أن "طالبان" تفرض ضوابط صارمة بشكل متزايد حول المطار.

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إنّ بوابات مطار كابول أُغلقت لفترات قصيرة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، لكن لم ترد أنباء عن حدوث تغيير في الوضع "العدائي" داخل المطار أو في محيطه.

في المقابل، قال مسؤول في حركة "طالبان"، السبت، إنه لا يمكن استبعاد وجود مخاطر أمنية في مطار كابول، حيث يحتشد الآلاف يومياً على أمل مغادرة البلاد. وأوضح أنّ الحركة "تهدف إلى تحسين الموقف وتوفير خروج سلس" في المطار خلال الساعات المقبلة.

في غضون ذلك، تم إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص من أفغانستان إلى قطر، وفق ما أعلن مسؤول قطري، السبت.

وتُعد قطر والإمارات محطّتين رئيسيتين، في إطار عمليات الإجلاء التي تجريها دول غربية لرعاياها، ولمترجمين وصحافيين ومتعاونين أفغان.

وصرّح المسؤول القطري، لوكالة "فرانس برس"، طالباً عدم كشف هويته، بأنه "منذ بدء العمليات الدولية، تم إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص من أفغانستان إلى قطر".

وتابع المسؤول "بناء على طلب منظمات غير حكومية ومؤسسات تعليمية ومؤسسات إعلامية عالمية، أجلينا المئات من الموظفين الأفغان مع عائلاتهم، كما طالبات من مختلف أنحاء البلاد".

وأوضح أنه بالإضافة إلى ذلك "سهّلنا إجلاء رعايا للولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها"، مؤكدا أن جهود الإجلاء مستمرة.

وأكد مسؤولون أميركيون أن عمليات الإجلاء عُلّقت لمدة سبع ساعات، الجمعة، بسبب اكتظاظ القاعدة المستخدمة لاستقبال الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم.

وبحسب المسؤول القطري، سيستقر في قطر ما يصل إلى ثمانية آلاف أفغاني، موضحاً أنّ قسماً كبيراً من الأشخاص البالغ عددهم سبعة آلاف المتواجدين في قطر حالياً، هم بصدد التوجّه إلى دول أخرى.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الإيطالية إنها أجلت، اليوم السبت، 211 أفغانياً من كابول، ما يرفع عدد الأفغان العاملين في البعثات الإيطالية وعائلاتهم، الذين تم إجلاؤهم بأمان من أفغانستان، إلى حوالي 2100.

وأشار بيان وزارة الدفاع إلى أنه جرى نقل 1100 منهم إلى إيطاليا.

يشار إلى أنّ إيطاليا أطلقت عملية "أكويلا أومنيا" في يونيو/ حزيران، ونشرت 1500 جندي لإدارة جسر جوي من كابول إلى الكويت، باستخدام أربع طائرات من طراز "سي 130 جي"، ونقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى إيطاليا على متن أربع طائرات من طراز "كي سي 767".

بدورها، أجلت كندا نحو ألف أفغاني من بلادهم وفق ما أعلن مسؤولون حكوميون كنديون، مشدّدين على خطورة الأوضاع في محيط مطار كابول.

وقال المسؤولون في مؤتمر عبر الهاتف "حتى يومنا هذا، أجلينا نحو ألف من الرعايا الأفغان الذين كانوا عرضة للانتقام بسبب عملهم مع كندا والدول الحليفة".

وليس من المقدّر لجميع الذين يتم إجلاؤهم أن يتم استقبالهم في كندا. ووصل إلى كندا نحو 800 أفغاني في إطار برنامج خاص جديد للهجرة، وفق المسؤولين. وتلقّت السلطات الكندية نحو ستة آلاف طلب، جرى البت في نصفها تقريباً. وكانت كندا قد تعهّدت أخيراً باستقبال 20 ألف لاجئ أفغاني في إطار هذا البرنامج.

وشدد المسؤولون على أنّ "الظروف الميدانية محفوفة بالمخاطر وتسودها الفوضى واليأس"، مشدّدين على "خطورة المهمة". وأقروا بأن "مجرّد الوصول إلى المطار أمر بالغ الخطورة".

واستأنفت كندا، الخميس، رحلاتها إلى كابول، وقد أرسلت طائرتين عسكريتين، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط العاصمة الأفغانية في قبضة "طالبان".

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون