البنتاغون: التهديد لمطار كابول لا يزال حقيقياً ومحدداً

البنتاغون: التهديد لمطار كابول لا يزال حقيقياً ومحدداً

30 اغسطس 2021
أكدت "طالبان" أنها لا تحتاج لتأمين أمن مطار كابول إلى مساعدة أي دولة (Getty)
+ الخط -

أعلن البنتاغون أن التهديد الإرهابي لمطار كابول يبقى مرتفعاً جداً بعدما استهدف، الاثنين، بصواريخ أطلقها تنظيم "داعش" عشية الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من أفغانستان، بعد 20 عاماً من الوجود فيها.

وحدد الرئيس الأميركي جو بايدن مهلة تنتهي الثلاثاء لسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان، وإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة بدأت ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

وأكدت "طالبان" أنها لا تحتاج لتأمين أمن مطار كابول إلى مساعدة أي دولة، وثمة أسئلة كثيرة حول مستقبل أفغانستان، ومن أبرز تلك الأسئلة كيف ستقوم طالبان بإدارة مطار حامد كرزاي الدولي؟ وهل ستستعين هي بأي دولة؟.

وسبق أن جرى الحديث حول النقاشات بين "طالبان" وتركيا ودولة قطر من أجل تأمين أمن مطار كابول، لكن الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد قال اليوم، في تصريح صحافي له مع وسائل إعلام أفغانية، إن الحركة قادرة على تأمين أمن مطار العاصمة بشكل كامل.

وأكد مجاهد أن قوات "طالبان" الخاصة تمركزت قرب مطار كابول، وهي على أهبة كاملة لتأمينه، كما أن "قوات "طالبان" قادرة على توفير الأمن والحماية اللازمين لجميع مناطق أفغانستان".

وذكر أن "طالبان لا تحتاج إلى أي جهة في مجال تأمين المطار، ولكن في مجالات أخرى إذا دعت الحاجة، حينها سنحاور بعض الدول"، ولكنه لم يذكر أسماءها.

وتسببت سيطرة "طالبان" مجددا على السلطة في 15 أغسطس/آب، بعدما أطاحها ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة العام 2001، في تدفق أعداد كبيرة من الأفغان إلى مطار كابول أملا في أن يستقلوا طائرة في إطار عمليات الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة.

وأتاح هذا الجسر الجوي الضخم، الذي بدأ في 14 أغسطس وينتهي الثلاثاء، إجلاء 122 ألف شخص بحسب آخر الأرقام التي أعلنها البنتاغون الاثنين.

وبلغ التوتر المحيط بالمرحلة الأخيرة من عمليات الإجلاء ذروته منذ اعتداء الخميس عند مدخل المطار، والذي تبناه تنظيم "داعش" - ولاية خراسان، موقعا أكثر من مئة قتل بينهم 13 عسكرياً أميركياً.

وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي "لطالما كانت هذه العملية خطيرة، لكننا الآن في فترة على قدر خاص من الخطورة"، مضيفا "التهديد لا يزال حقيقيا وناشطا، وفي العديد من الحالات لا يزال محددا".

وتبنى الاثنين تبنى تنظيم "داعش" - ولاية خراسان إطلاق ستة صواريخ على المطار، لكنها لم تؤثر على عمليات الإجلاء التي استمرت "بدون توقف" بحسب البيت الأبيض. وقال مسؤول من "طالبان" في المكان إن الصواريخ أوقفها نظام الدفاع المضاد في المطار.

"لا يمكننا النوم"

والتقط مصور لـ"فرانس برس"، الاثنين، صورا لسيارة مدمرة مع قاذفة صواريخ لا تزال ظاهرة على المقعد الخلفي، على بعد حوالى كيلومترين من المطار. لم تتسن معرفة ما إذا كانت دمرت من جراء عصف الصواريخ أو بهجوم من طائرة من دون طيار.

وقال عبد الله الذي يقيم قرب المطار لوكالة فرانس برس "منذ تولى الأميركيون الإشراف على المطار لا يمكننا النوم بشكل سليم. فإما نسمع إطلاق نار أو دوي صواريخ أو صفارات إنذار أو ضجيجا هائلا لمحركات الطائرات. والآن يتعرضون لهجمات مباشرة، ما قد يعرض حياتنا للخطر".

واستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يواجه انتقادات بسبب إدارته الأزمة، الأحد، جثامين الجنود الـ13، الذين قتلوا الخميس، في قاعدة دوفر العسكرية في ديلاوير.

وقتل 2500 أميركي في أفغانستان، وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من ألفي مليار دولار في 20 عاما. وهي تخرج الآن من هذه الحرب الأطول في تاريخها، وقد مست صورتها بسبب عجزها عن توقع سرعة انتصار "طالبان" وإدارتها عمليات الإجلاء.

برر بايدن قراره سحب القوات الأميركية برفضه إطالة أمد هذه الحرب، وبأن مهمتها أنجزت مع مقتل أسامة بن لادن على أيدي القوات الخاصة الأميركية في باكستان عام 2011.

وقال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في مقابلة مع "فرانس برس"، إن "هجمات تنظيم الدولة الإسلامية ستتوقف بعد رحيل الأميركيين، وإلا فإن النظام الجديد سيهتم بذلك".

رداً على هجوم الخميس، نفذت الولايات المتحدة السبت ضربة من طائرة بدون طيار في شرق أفغانستان، ما أدى إلى مقتل عضوين "رفيعي المستوى" من تنظيم "داعش" - ولاية خراسان وإصابة ثالث بجروح.

ويرتقب عقد اجتماع للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وستطلب فرنسا وبريطانيا خلال الاجتماع إقامة "منطقة آمنة" في كابول للقيام بعمليات إنسانية، بحسب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي فكرة رحبت بها موسكو.

وتعهدت حركة "طالبان" بالسماح لكل الأجانب والرعايا الأفغان الذين يملكون تصريح إقامة في الخارج بالرحيل حتى بعد يوم الثلاثاء.

وأكدت حركة "طالبان"، التي استولت على السلطة في أفغانستان منتصف آب/اغسطس بإطاحتها الحكومة المدعومة من الدول الغربية، أنها ستحكم بطريقة مختلفة عن فترة حكمها بين 1996 و2001 عندما منعت الفتيات والنساء من الدراسة والعمل.

وحاولت أن تظهر بمظهر الاعتدال والانفتاح، لكن عددا من الدول والمراقبين يشككون في ذلك.

وأكد وزير التعليم العالي بالإنابة في حركة "طالبان" عبد الباقي حقاني، الأحد، أنه سيُسمح للأفغانيات بمتابعة الدراسة في الجامعات، لكن من دون الاختلاط مع الطلاب الذكور.

وأعلن متحدثان باسم "طالبان" الأحد أن الزعيم الأعلى للحركة هبة الله أخوند زادة، الذي لم يسبق أن ظهر علنا، موجود في أفغانستان وتحديدا في مدينة قندهار.