الناشط البريطاني المتطرّف تومي روبنسون يزور إسرائيل وعلى جدوله لقاء مع موفق طريف

16 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 15:00 (توقيت القدس)
تومي روبنسون في دولة الاحتلال الإسرائيلي، 16 أكتوبر 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زار الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون إسرائيل بدعوة من وزير الشتات الإسرائيلي، حيث أشاد بقيادة إسرائيل وانتقد السياسات البريطانية تجاه إسرائيل والفلسطينيين، مشيراً إلى التحديات الأمنية المشتركة.
- انتقدت منظمات يهودية بريطانية زيارة روبنسون، معتبرةً أنها تقوض جهود مكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي، ووجهت انتقادات للوزير الإسرائيلي لدعوته.
- يمتلك روبنسون سجلاً جنائياً يشمل تهم الاحتيال وجرائم المخدرات، واشتهر بتأسيسه لرابطة الدفاع الإنكليزية، وتورطه في نشر معلومات كاذبة وتحريض على العنف.

يواصل ناشط اليمين المتطرف البريطاني تومي روبنسون واسمه الحقيقي ستيفن كريستوفر، جولته في إسرائيل، بعد وصوله أمس الأربعاء إلى تل أبيب، تلبية لدعوة وزير الشتات في الحكومة الإسرائيلية عن حزب الليكود عميحاي شيكلي. وكتب روبنسون المعروف بآرائه المعادية للمسلمين والمهاجرين، على إكس، فور وصوله: "وصلت إلى دولة إسرائيل الجميلة. شكرًا عميحاي شيكلي. يشرفني أن أكون هنا، وأتطلع للقاء أكبر عدد ممكن من الناس. بلدٌ بقيادة قوية ووطنية، بقيادة بيبي نتنياهو وحزبه. على عكس الضعيف والجبان كير ستارمر وحزبه المُضلّل في المملكة المتحدة".

وفي منشور آخر، نشر مؤسس رابطة الدفاع الإنكليزية سابقًا فيديو من مطار بن غريون يقول فيه: "أنا في تل أبيب، يشرفني أن أكون هنا وتتم دعوتي هنا. رغم أن لدينا حكومة جبانة وضعيفة اعترفت بدولة الإرهاب الفلسطينية، الشعب البريطاني يقف مع دولة إسرائيل".

ويظهر لاحقًا إجراؤه مقابلة مع شخص إسرائيلي يدعى "آفي" كان في استقباله في المطار ضمن الفيديو الذي أُعدّ بشكل خاص لوصوله وظهر عليه لوغو موقع "آوربان سكوب نيوز" المعادي للمسلمين والذي ينشر توجهات لليمين المتطرف. ويقول روبنسون في الفيديو "إسرائيل محاطة بالجهاد، بريطانيا ستكون محاطة بالجهاد. المشكلة التي تواجهها إسرائيل هنا هي نفس المشكلة التي سنواجهها نحن. المشكلة الأمنية التي تواجهها إسرائيل هنا سوف نواجهها في أوروبا".

ويضيف تومي روبنسون أنه لم يُدفع له مال مقابل منشوراته عن إسرائيل، وأنه صديق جيد لإسرائيل. وكرر في الفيديو مقولات البروبوغندا الإسرئيلية ومفادها أن إسرائيل دولة حقوق إنسان وديمقراطية. وقال أيضًا بعد أن أخبره المحاور أنه في زيارة دولة إلى إسرائيل: "عدو دولة في بريطانيا وصديق في دولة إسرائيل".

ودان عدد من المنظمات اليهودية في بريطانيا، وعلى رأسها مجلس نواب يهود ومجلس القيادة اليهودية، زيارة الناشط اليميني المتطرف البريطاني تومي روبنسون إلى إسرائيل، التي تمت بدعوة من وزير شؤون الشتات الإسرائيلي؛ حيث وصفت المنظمتان روبنسون، في بيان مشترك، بأنه "بلطجي يمثل أسوأ ما في بريطانيا"، مؤكدتين أن وجوده يقوّض الجهود الحقيقية لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي، كما انتقدتا الوزير شيكلي لتجاهله آراء الغالبية العظمى من يهود بريطانيا الذين يرفضون روبنسون بشكل قاطع.

ورغم أن المنظمتين اليهوديتين تعتبران صديقتين لإسرائيل، إلا أنهما انتقدتا الزيارة لأن وجوده "يقوض عمل أولئك الذين يعملون بصدق لمكافحة التطرف الإسلامي وتعزيز التماسك المجتمعي". كما دعت منظمة "أصدقاء حزب العمال لإسرائيل"، الوزير شيكلي سابقًا إلى سحب الدعوة، مشيرة إلى سجل روبنسون الإجرامي وإدانته، وأكدت أنه "ليس صديقًا للشعب اليهودي".

ونشر روبنسون اليوم فيديو جديدا خلال تجواله في أحد أحياء تل أبيب تحت عنوان "أزمة الهجرة غير الشرعية الخفية في إسرائيل". والتقى خلال الجولة بالناشطة شيفي باز، التي تُلقب غالبًا بـ"تومي إسرائيل الصغيرة" بحسب منشوره. ويقصد بالمهاجرين غير الشرعيين اللاجئين الأفارقة الذين يصلون إلى إسرائيل. كما زار ميدانا في تل أبيب مخصصا لقتلى عملية "طوفان الأقصى".

قبل الزيارة، أعلن روبنسون أنه سيلتقي بجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي و"قادة مجتمعيين" في جنوب تل أبيب "الذين يحاربون الهجرة غير الشرعية". ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصدر في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه من المتوقع أن يلتقي روبنسون "بمسؤول غير مبتدئ في الجيش الإسرائيلي قاتل في سديروت"، وأن متحدثًا باسم جيش الاحتلال سيعرض على روبنسون "فيديو الرعب" عن هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر. فيما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن الشيخ موفق طريف رئيس الطائفة الروحية للدروز الموحدين في الداخل الفلسطيني، سيكون ضمن الشخصيات التي يلتقيها روبنسون.

سجل جنائي وتحريضي

لروبنسون سجل جنائي سابق وكبير، أذ سُجن خمس مرات خلال العشرين عامًا الماضية بتهم متنوعة، من الاحتيال وجرائم المخدرات إلى التشهير. وفي مايو/أيار الماضي، أُطلق سراحه من السجن بعد أن قضى سبعة أشهر بتهمة ازدراء المحكمة. وسُجن في أكتوبر/تشرين الأول لانتهاكه المتكرر لأمر قضائي صدر عام 2021 يمنعه من تكرار ادعاءات كاذبة ضد لاجئ سوري رفع عليه دعوى قضائية ناجحة بتهمة التشهير. وفي عام 2018، سُجن بتهمة ازدراء المحكمة بعد بث مباشر لفيديو على "فيسبوك" خارج محكمة ليدز كراون، حيث كان يجري تحقيقا في قضية عصابة اغتصاب، في انتهاك لحظر النشر المفروض من المحكمة.

واشتهر روبنسون بتأسيسه لرابطة الدفاع الإنكليزية في عام 2009، وهي منظمة يمينية متطرفة ومناهضة للإسلام نظمت العديد من المسيرات والاحتجاجات في المملكة المتحدة، والتي غالباً ما كانت تتسم بالعنف. قاد الرابطة حتى عام 2013، ثم انفصل عنها معلناً أنه يريد محاربة التطرف عبر الحوار، لكنه عاد لاحقاً للانخراط في أنشطة مماثلة مع مجموعات أخرى مثل "بيغيدا المملكة المتحدة".

وكان لروبنسون وزملاء له دور في نشر معلومات كاذبة في أعقاب حادثة الطعن في ساوث بورت الصيف الماضي، التي أدت إلى موجة أعمال شغب كبيرة لعدة أيام في بريطانيا منها استهداف مساجد. وانتشرت مزاعم كاذبة في حينه على وسائل التواصل الاجتماعي، روجت لها جماعات اليمين المتطرف، بأن منفذ الهجوم مسلم وطالب لجوء، الأمر الذي ثبت عدم صحته. ورغم عدم وجوده في بريطانيا خلال أعمال الشغب، إلا أنه واصل نشر المزاعم التي اعتبرتها حركات مناهضة العنصرية في بريطانيا تحريضًا على العنف. ويُتهم روبنسون من قبل عدد من حركات مناهضة العنصرية بأنه أحد أبرز الوجوه المحرضة ضد اللاجئين والمهاجرين في بريطانيا، والداعية إلى تظاهرات الكراهية أمام الفنادق التي تؤويهم.

اتهامات بمعاداة السامية ضد تومي روبنسون

في عام 2023، حثّ منظمو مسيرة بريطانية ضد معاداة السامية تومي روبنسون على عدم المشاركة. وفي عام 2018، حثّت رابطة مكافحة التشهير في الولايات المتحدة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى على رفض طلب تأشيرة تقدم به روبنسون. كان روبنسون في الماضي عضوًا في الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف، الذي كان تاريخيًا معقلًا سياسيًا لمعاداة اليهود، متأثرًا بأفكار أحزاب فاشية ونازية معروفة بعدائها للسامية.

وأشارت صحيفة ذا غارديان قبل أسبوع، أن منصة روبنسون الإعلامية، "أوربان سكوب"، قد أخفت نصًا طويلًا نشرته على الإنترنت عام 2022 تحت عنوان: "بيان تومي: المسألة اليهودية". على الرغم من أن النص الأصلي لم يعد متاحًا على الموقع، إلا أن الهدف من المقال كان محاولة تومي روبنسون تحليل التعليقات المعادية للسامية لمغني الراب كاني ويست حول دور اليهود في هوليوود ووسائل الإعلام.

المساهمون