البرهان يعيد تشكيل قيادة الجيش السوداني: إضافة وترقية ضباط وإبعاد آخرين
استمع إلى الملخص
- تضمنت التعديلات تعيين الفريق أول محمد عثمان الحسين رئيساً لهيئة الأركان، واحتفاظ بعض القادة بمواقعهم منذ 2019، مع إبعاد وترقية بعض القادة مثل الفريق عباس حسن عباس.
- تأتي التعديلات وسط استمرار المعارك في مناطق مثل شمال كردفان، مع فرض الولايات المتحدة عقوبات على الطرفين، وخلفت الحرب دماراً واسعاً وآلاف القتلى والجرحى.
وسط حرب مشتعلة منذ نحو ثلاث سنوات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المنشقة عنه، أجرى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تعديلات جديدة في قيادة القوات المسلحة عبر تعيين قادة جدد لهيئة الأركان والوحدات العسكرية، وترقية ضباط إلى رتب أعلى وتعيين آخرين في مواقع جديدة وإحالة آخرين للتقاعد، كما تقرر إحكام سيطرة الجيش على قوات المجموعات العسكرية المساندة له في الحرب عبر إخضاعها لقانون القوات المسلحة، وذلك في أبرز تغييرات عسكرية عقب هدوء في جبهات القتال واستعادة عدد من الولايات من قبضة الدعم السريع.
ونص القرار الذي أصدره البرهان اليوم الاثنين على تعيين الفريق أول محمد عثمان الحسين رئيسا لهيئة الأركان، والفريق مجدي إبراهيم عثمان نائبا لرئيس هيئة الأركان للإمداد، والفريق خالد عابدين محمد نائبا لرئيس هيئة الأركان للتدريب، والفريق عبد الخير عبد الله نائبا لرئيس هيئة الأركان للإدارة، والفريق محمد علي أحمد رئيسا لهيئة الاستخبارات العسكرية، والفريق مالك الطيب خوجلي نائبا لرئيس هيئة الأركان للعمليات. كما أصدر البرهان قرارا بتعيين الفريق معتصم عباس مفتشا عاما للقوات المسلحة، والفريق علي عجبنا قائدا للقوات الجوية، والفريق زكريا إبراهيم مديرا للإدارة العامة للخدمات الطبية، واللواء عمر سر الختم قائدا لقوات الدفاع الجوي. كما تقررت ترقية كل من الفريق عباس حسن عباس والفريق عبد المحمود حماد حسين والفريق الطاهر محمد العوض إلى رتبة فريق أول وإحالتهم إلى التقاعد.
وتتمثل أبرز التعديلات في التشكيل الجديد لهيئة أركان الجيش السوداني في احتفاظ رئيس الهيئة الفريق أول محمد عثمان الحسين بموقعه منذ تعديلات العام 2019، التي جرى خلالها إلغاء العمل بنظام رئاسة الأركان المشتركة واعتماد نظام هيئة الأركان، كما احتفظ نائبه للإمداد الفريق مجدي إبراهيم عثمان بموقعه نفسه منذ العام 2019.
وجرى خلال هذه التعديلات إبعاد نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة الفريق عباس حسن عباس ونائب رئيس هيئة الأركان للتدريب الفريق عبد المحمود حماد اللذين توليا مواقعهما في العام 2022، وقد جرت ترقيتهما لرتبة فريق أول وإحالتهما إلى التقاعد، وبصحبتهما أيضا الفريق الطاهر محمد العوض الذي كان قائدا للقوات الجوية بعد ترقيته من رتبة لواء إلى فريق في أغسطس/آب 2022 وتعيينه في الموقع الذي أحيل منه الآن إلى التقاعد. فيما كان الفريق خالد عابدين نائبا لرئيس هيئة الأركان للعمليات منذ العام 2019، وجرى تحويله في هذه التعديلات إلى موقع نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب، كما جرى تعيين الفريق عبد الخير عبد الله نائبا لرئيس هيئة الأركان للإدارة بعد أن كان قائدا لقوات الدفاع الجوي منذ العام 2019.
وكان البرهان أصدر قرارا، أمس الأحد، بإخضاع جميع القوات الحاملة للسلاح المساندة للجيش في حربه مع الدعم السريع لقانون القوات المسلحة. وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله، في تصريح صحافي، إن القرار يأتي بموجب المادتين (14) و (2/5) الفقرات (2) و (2/هـ) من قانون القوات المسلحة، ومن أجل تأكيد سيادة حكم القانون وإحكاماً للقيادة والسيطرة. وأضاف أن قرار البرهان نص على إخضاع جميع القوات المساندة العاملة مع القوات المسلحة وتحمل السلاح لأحكام قانون القوات المسلحة لسنة 2007 وتعديلاته، ويطبق على منسوبيها. وأشار إلى أنه بموجب ذلك، تكون كل هذه القوات تحت إمرة قادة القوات المسلحة بمختلف المناطق. وأعلن البرهان أيضا في قرار منفصل ترقية عدد من ضباطه من دفعات مختلفة للرتبة الأعلى، وإحالة آخرين إلى التقاعد، لافتا، حسب القرار، إلى أن هذه الإجراءات راتبة وتأتي طبقا لقانون القوات المسلحة واللوائح المنظمة. وتتعلق المادة 14 من قانون القوات المسلحة السودانية لعام 2007 بضوابط الاختيار والتأهيل والتعيين والتجنيد، فيما تتعلق المواد 2 و5 بتفسير القانون وتعريف قوات الاحتياط والقوات الأخرى المساندة التي يجرى تكوينها بموجب القوانين واللوائح العسكرية.
وتأتي التعديلات الأخيرة في قيادة الجيش السوداني وسط استمرار المعارك مع مليشيات الدعم السريع في عدد من المناطق، أبرزها ولاية شمال كردفان وعاصمتها مدينة الأبيض وعدد من المناطق التابعة لها، بجانب معارك أخرى في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تحاصرها الدعم السريع منذ الأشهر الأولى للحرب.
ويشهد السودان منذ 15 إبريل/نيسان 2023 صراعاً عسكرياً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ويخضع كلاهما لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، وقد خلفت الحرب دماراً هائلاً في المدن والقرى والبنية التحتية للبلاد، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين، وفق بيانات الأمم المتحدة.