البرلمان الإيراني يبحث الأحد الرد على الخطوة الأوروبية بتفعيل "سناب باك"

06 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 21:39 (توقيت القدس)
مبنى البرلمان الإيراني في طهران، 26 سبتمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعتزم البرلمان الإيراني مناقشة رد فعل إيران على تفعيل الدول الأوروبية لآلية "سناب باك"، مع احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وسيتم بحث التقرير بصفة عاجلة.
- أكد وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده للتفاوض مع الولايات المتحدة، رغم الانتقادات للخطوة الأوروبية، وتسعى إيران لإطار جديد للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- صرح القائد العام للجيش الإيراني بأن العدو لم يحقق أهدافه في الحرب المفروضة، مشدداً على أهمية الاستعداد الدائم للحفاظ على استقلال إيران.

قال عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني علي رضا سليمي، اليوم السبت، إنّ البرلمان سيبحث غداً الأحد ردّ فعل إيران على خطوة الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لإعادة تفعيل خطوة "سناب باك"، عبر فرض العقوبات وإحياء قرارات مجلس الأمن الملغاة.

وأوضح سليمي، في حديثه لوكالة "تسنيم" المحافظة، أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس ستقدّم غداً تقريراً حول إجراءات طهران إزاء تفعيل آلية الزناد، مشيراً إلى أنّ من بين هذه الإجراءات بحث موضوع انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT).

وأضاف: "إذا قدّمت لجنة الأمن القومي هذا التقرير إلى الجلسة العلنية للبرلمان، فسيُبحث بصفة عاجلة". كما قال عضو هيئة رئاسة المجلس إنّ أعضاء مجلس صيانة الدستور سيحضرون الجلسة العلنية للبرلمان، حتى إذا أُقرّ الانسحاب، تتم المصادقة عليه في الحال ليكون جاهزاً للإبلاغ لتنفيذه. وأكد أنّ هذا المسار يُظهر أنّ البرلمان وبقية المؤسسات المعنية تتابع بحزم الإجراءات المضادة لمواجهة الضغوط الغربية، وأن القرارات اللازمة سيجرى اتخاذها وتنفيذها في أقصر وقت ممكن.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم، بأنه "إذا كان الأميركيون مستعدين للتفاوض على أساس المصالح المشتركة وبالاستناد إلى الاحترام المتبادل، فإننا أيضاً سنكون مستعدين لبدء الحوار". وأشار إلى اتصالاته الهاتفية قبل عدة أيام مع وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث: ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وإلى لقائه أول من أمس الخميس في الدوحة مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، موضحاً أن محادثاته معها استمرت أكثر من ساعتين، و"أفضت إلى فهم أفضل لمواقف الدول الأوروبية".

وفي الوقت نفسه، شدد عراقجي، وفق التلفزيون الإيراني، على أنّ الدول الأوروبية الثلاث ارتكبت "خطأً كبيراً" باللجوء إلى الآلية المعروفة بـ"تسوية النزاعات" في القرار 2231، والتي تُسمّى "آلية الزناد" أو "سناب باك"، مضيفاً أنّها "عملياً جعلت المسار أكثر صعوبة وتعقيداً". وأوضح أنّه "يجرى تَبادل الرسائل مع الولايات المتحدة أيضاً عبر وسطاء، وفي اليوم الذي يتوصّل فيه الأميركيون إلى قناعة مفادها أنّهم مستعدون للتفاوض على أساس المصالح المشتركة وبالاستناد إلى الاحترام المتبادل، فإننا أيضاً سنكون جاهزين لبدء الحوار".

وتحدث عراقجي عن أن مفاوضات بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "اقتربت" للوصول إلى إطار جديد للتعاون. وأعرب عن أمله في الوصول إلى "مرحلة جديدة من التعاون مع الوكالة". وفي السياق نفسه، أعلن رضا نجفي، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم السبت، عن انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات الفنية بين إيران والوكالة.

وأضاف أنّ الجولة الثالثة من المفاوضات الفنية بين إيران والوكالة، بهدف "إعداد نظام عمل لتنفيذ الالتزامات الخاصة بالضمانات في الوضع الجديد عقب الهجمات غير القانونية التي شنّها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد المنشآت النووية في بلادنا، قد عُقدت يومي الجمعة والسبت في فيينا، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول النقاط الواردة في نص نظام العمل".

يُذكر أن الدول الأوروبية الثلاث ـ فرنسا وبريطانيا وألمانيا ـ كانت قد قدمت أخيراً طلباً رسمياً إلى مجلس الأمن لبدء تفعيل آلية "سناب باك"، بهدف إعادة فرض العقوبات وقرارات المجلس على إيران بعد انتهاء مهلة ممنوحة لها، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال 30 يوماً، فستعود العقوبات والقرارات تلقائياً إلى حيز التنفيذ.

إلى ذلك، صرّح القائد العام للجيش الإيراني اللواء أمير حاتمي، اليوم السبت، بأنّ "العدو لم يتمكن من تحقيق أهدافه الرئيسية في الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً"، مؤكداً وفق التلفزيون الإيراني: "لقد كان العدو يهدف إلى القضاء التام على القدرة النووية لإيران الإسلامية، لكنه فشل في ذلك، لأن القدرة النووية هي علم وتكنولوجيا محلية، ولا يمكن القضاء عليها".

وأكد أيضاً أن "مؤامرات العدو لم تنتهِ بعد، وما زالت هذه المؤامرات مستمرة. لكن الشعب الإيراني صامد وعازم على البقاء مستقلاً"، لافتاً إلى أن هذه الحرب، "رغم أنّها لم تدم سوى 12 يوماً خلال يونيو/ حزيران الماضي وكانت قصيرة المدة، إلا أنّها حَمَلت في طياتها دروساً ثمينة، موضحاً: "لقد قاتلنا فعلياً عصارة تكنولوجيا الغرب وحلف الناتو".

وأشار حاتمي إلى أنّه "ينبغي الاستعداد دائماً للقتال، وإذا أردنا ألا تكون هناك حرب، فعلينا أن نكون أكثر استعداداً وأقوى"، مضيفاً أن "العدو خبيث بالقدر الذي أظهره في الحرب، ولن يتورع عن ارتكاب أي جريمة".

المساهمون