البابا: لا يستطيع الفاتيكان في هذه المرحلة إعلان إبادة جماعية في غزة

18 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 16:12 (توقيت القدس)
البابا لاوون خلال أول لقاء أسبوعي في الفاتيكان، 21 مايو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد البابا لاوون الرابع عشر أن الفاتيكان لا يستطيع حالياً إعلان الحرب الإسرائيلية على غزة كإبادة جماعية، رغم اتهام لجنة تحقيق دولية إسرائيل بذلك، مشيراً إلى عدم إمكانية إصدار بيان رسمي بهذا الشأن.
- منذ انتخابه، دعا البابا مراراً إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأدان التهجير القسري، ودعم حل الدولتين، معبراً عن قلقه من الظروف المعيشية الصعبة لسكان غزة.
- خلصت لجنة تحقيق دولية إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، مستندة إلى أدلة على عمليات قتل ممنهجة وفرض ظروف معيشية قاسية.

أكد البابا لاوون الرابع عشر في مقابلة أُجريت معه في يوليو/تموز الماضي لإعداد كتاب، ونُشرت اليوم الخميس، أنّ الفاتيكان "لا يستطيع أن يعلن" في هذه المرحلة أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إبادة جماعية علماً أن لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة اتهمت إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية في حربها على قطاع غزة التي تتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهدف القضاء على الفلسطينيين.

وقال البابا في كتاب نُشر بالإسبانية في البيرو بعنوان "لاوون الـ14، مواطن العالم، مرسل القرن الـ21"، إنّ الكرسي الرسولي "لا يرى في الوقت الحالي إمكانية إصدار أي بيان بشأن توصيف ما يحدث كإبادة جماعية". وفي أواخر يوليو، أعلنت منظمتان إسرائيليتان لحقوق الإنسان، هما "بتسليم" و"أطباء لحقوق الإنسان" أنّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، استناداً إلى تحقيقات أجرياها.

ومنذ انتخابه في الثامن من مايو/أيار الماضي، دعا البابا لاوون الـ14 مراراً إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع. والأربعاء، دان التهجير القسري لسكان غزة "الذين يعيشون في ظروف غير مقبولة"، على حد تعبيره.

ويدعم البابا، الذي اعترف بالدولة الفلسطينية، حل الدولتين، ويكثّف جهوده من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي وسلمي للصراع. وفي الكتاب، أشار البابا إلى أنّه "رغم التصريحات الواضحة جداً الصادرة عن الحكومة الأميركية، وأخيراً عن الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب، لم تكن هناك استجابة واضحة لتخفيف معاناة السكان، الناس الأبرياء في غزة". وقال إنّ هذا الأمر "مقلق للغاية" نظراً إلى "الظروف التي يعيشها كثيرون، خصوصاً الأطفال الذين يعانون الجوع الحقيقي".

وكان البابا فرنسيس سلف البابا لاوون الـ14، الذي توفي في إبريل/ نيسان، قد دعا إلى "تحديد ما إذا كان (الوضع في غزة) يتوافق مع التعريف التقني الذي صاغه خبراء القانون والمنظمات الدولية" بشأن الإبادة الجماعية. وقالت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة إنها خلصت، بناءً على أسس معقولة، إن إسرائيل ارتكبت الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأوضحت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي والمعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة، بما في ذلك القدس الشرقية وإسرائيل، في تقرير، صدر الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أربعة أصناف من الإبادة الجماعية؛ وهي القتل، والتسبب بأذى جسدي ونفسي جسيم، وفرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى التدمير، وفرض تدابير تهدف إلى منع الإنجاب، وأشارت إلى أن هذه الأصناف من الإبادة ارتكبتها السلطات الإسرائيلية وقواتها الأمنية بهدف محدد لتحطيم الفلسطينيين في غزة.

وأوضحت اللجنة المؤلفة من ثلاثة أعضاء أن خلاصات تحقيقها تستند إلى أدلة شاملة على عمليات قتل ممنهجة وغير مسبوقة، وتدمير مساكن ومواقع ثقافية، وتجويع متعمّد، وحرمان من الرعاية الصحية، وعنف جنسي وعنف قائم على النوع الاجتماعي، واستهداف مباشر للأطفال. ولفتت إلى أن تصريحات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس وزراء حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه المُقال يوآف غالانت، يُستشهد بها باعتبارها أدلة مباشرة على نية الإبادة الجماعية، مؤكدة أنها خلصت إلى أن نية الإبادة الجماعية هي الاستنتاج المنطقي الوحيد من مجمل الأدلة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون