استمع إلى الملخص
- التقى البابا بالرئيس الأوكراني زيلينسكي، واصفاً أوكرانيا بـ"الشهيدة"، ودعا إلى سلام عادل، في أول لقاء بينهما منذ انتخابه.
- يُعتبر البابا لاوون الرابع عشر أول بابا أميركي، وتعهد بالعمل من أجل الوحدة والسلام، مشيراً إلى دور الكنيسة الكاثوليكية كعلامة للوحدة في العالم.
لفت البابا لاوون الرابع عشر الأنظار إلى أزمة الجوع بقطاع غزة، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق، في حفل تنصيبه الرسمي بساحة القديس بطرس في الفاتيكان، الأحد، بحضور عدد كبير من القادة والمسؤولين الأجانب. وفي بداية المراسم، قلّد الكاردينال ماريو زيناري البابا الجديد "الباليو"، وهو وشاح أبيض يمثل أحد رموز البابوية، بينما سلّمه الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي "خاتم الصياد"، وهو الخاتم البابوي التقليدي.
وحضر في ساحة القديس بطرس عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تابعوا مراسم تنصيب البابا الجديد. كما حضر عدد كبير من القادة والمسؤولين الأجانب المراسم، من بينهم رئيس إيطاليا سيرجيو ماتاريلا، وملك إسبانيا فيليبي السادس، ورئيسة بيرو دينا بولوارتي، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
كما حضر المراسم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا. وشهدت المراسم إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوات الإيطالية حول الفاتيكان، وقامت طائرات مروحية بدوريات مراقبة جوية طيلة الاحتفال.
واستهل البابا لاوون الرابع عشر خطابه في المراسم بتأبين سلفه الراحل البابا فرنسيس، معرباً عن بالغ حزنه لوفاته. وقال: "لن ننسى إخوتنا الذين يعانون من ويلات الحروب. الأطفال والعائلات والمسنون الذين نجوا بالكاد من الموت في غزة، يواجهون حالياً الجوع. والصراعات الجديدة في ميانمار أنهت حياة شباب أبرياء. أما أوكرانيا المدمرة، فهي تنتظر بدء مفاوضات لتحقيق سلام عادل ودائم". وعقب المراسم، تقبّل البابا لاوون الرابع عشر التهاني داخل كاتدرائية القديس بطرس.
البابا يلتقي زيلينسكي
وفي وقت سابق اليوم، قال الفاتيكان إن البابا سيعقد اجتماعاً خاصاً مع الرئيس الأوكراني في وقت لاحق من اليوم الأحد، بعد قداس تنصيبه. وفي كلمة بعد لحظات من قداس الأحد، وصف البابا لاوون أوكرانيا بـ"الشهيدة"، ودعا إلى "سلام عادل ودائم". وناشد البابا لاوون القوى العالمية الكبرى "وقف الحروب"، في أول قداس له الأحد الماضي، أمام الحشود في ساحة القديس بطرس منذ انتخابه بابا للفاتيكان. وكان زيلينسكي أول قائد أجنبي تحدث معه البابا المنتخب حديثاً يوم الاثنين الماضي.
وكان زيلينسكي رفض، في مارس/ آذار 2024، دعوة البابا السابق فرنسيس للتفاوض مع روسيا ووصفها بأنها "وساطة افتراضية" عن بعد، وقال: "إنهم يدعموننا بالصلاة وبمناقشاتهم وبالأفعال. هذا حقا ما يجب على الكنيسة القيام به تجاه الناس"، ثم استدرك قائلا: "لكن ليس على بعد 2500 كيلومتر، في مكان ما، تجرى وساطة افتراضية بين شخص يريد أن يعيش وآخر يريد أن يدمرك". وكان فرنسيس قال في مقابلة صحافية: "أعتقد أن الأقوى هو من ينظر إلى الوضع ويفكر في الناس ويتحلى بشجاعة الراية البيضاء ويتفاوض".
وقدم البابا لاوون، وهو أول بابا أميركي في التاريخ، اليوم الأحد، رسالة التناول خلال القداس الافتتاحي في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الأشخاص والرؤساء والبطاركة والأمراء، وتعهد بالعمل من أجل الوحدة "حتى تصبح الكنيسة الكاثوليكية علامة للسلام في العالم". وقال بابا الفاتيكان الجديد في عظته إنه يريد أن يكون خادماً للمؤمنين من خلال بعدين للبابوية: المحبة والوحدة. وأضاف: "أود أن تكون رغبتنا الكبرى الأولى هي كنيسة موحدة، علامة على الوحدة والتناول، والتي تصبح خميرة لعالم متصالح"، وتعتبر دعوته للوحدة ذات أهمية كبيرة بالنظر إلى الاستقطاب في الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة وخارجها.
وافتتح بابا الفاتيكان رسمياً حبريته، اليوم الأحد، حيث ترأس قداساً افتتاحياً في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الأشخاص في مراسم مزجت بين طقوس قديمة ورموز مثيرة للذكريات وإشارة إلى مشاهير العصر الحديث. وغالباً ما أثارت حبرية سلفه فرنسيس، التي وصفت بالراديكالية واستمرت 12 عاماً وشددت على رعاية الفقراء والمهمشين وازدراء النظام الاقتصادي الرأسمالي، نفور المحافظين والمتمسكين بالتقاليد.
وانتُخب روبرت بريفوست بابا جديداً للكنيسة الكاثوليكية في 8 مايو/أيار الجاري، ليصبح أول أميركي يتولى منصب البابوية، خلفاً للراحل فرنسيس، وحمل البابا الجديد اسم لاوون الرابع عشر في سابقة هي الأولى منذ القرن التاسع عشر. وبعد تصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة القديس بطرس إيذاناً بانتخاب بابا جديد للفاتيكان، ظهر البابا لاوون الرابع عشر من شرفة الكنيسة وهو يرتدي الرداء الأحمر التقليدي للبابوية، وهو الرداء الذي تجنبه البابا فرنسيس لدى انتخابه في 2013. وفي كلمته الأولى، دعا إلى "السلام وبناء الجسور".
زيلينسكي يلتقي جاي دي فانس لأول مرة منذ المشادة بينهما
وعلى هامش مشاركتهما في تنصيب البابا، التقى نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الرئيس الأوكراني الأحد في روما، بحسب مسؤول أميركي، وذلك للمرة الأولى منذ المشادة الكلامية بينهما بحضور دونالد ترامب في 28 فبراير/شباط. وجرى اللقاء في مقر إقامة السفير الأميركي في إيطاليا، وانضم إليه وزير الخارجية ماركو روبيو. وقال مسؤول أوكراني لفرانس برس إنّ زيلينسكي تحدث مع فانس "لنحو نصف ساعة". وكان المسؤولان تصافحا صباحا في ساحة القديس بطرس، على هامش قداس بدء حبرية البابا لاوون الرابع عشر.
(العربي الجديد، وكالات)