البابا فرنسيس يعد بزيارة قريبة إلى لبنان

البابا فرنسيس يعد بزيارة قريبة إلى لبنان

21 مارس 2022
خلال لقاء البابا فرنسيس و عون في الفاتيكان (الرئاسة اللبنانية/تويتر)
+ الخط -

وجّه الرئيس اللبناني ميشال عون، الاثنين، دعوة رسمية للبابا فرنسيس لزيارة البلاد، والذي قال بدوره إنه يصر أكثر من أي وقتٍ مضى على أن يزور لبنان لإعادة إحياء الرجاء فيه.

وجاء ذلك خلال لقاء عون البابا فرنسيس في الفاتيكان، في اليوم الثاني من زيارته إلى العاصمة الإيطالية روما التي تستمر 3 أيام، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.

وقال البابا فرنسيس إن "للبنان مكانة خاصة في صلاته وفي صلب اهتماماته، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد، وهو لا يغيب عن اهتمامات الكرسي الرسولي".

وأبلغ البابا فرنسيس الرئيس اللبناني إصراره على زيارة لبنان، مشيراً إلى أنه في وقتٍ قريبٍ سيزور لبنان، الذي يبقى على الرغم من أي شيء نموذجاً للعالم.

وأشار الحبر الأعظم، بحسب البيان الرئاسي، إلى أنه يطلع بأسى على ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، مشدداً على أنه يسعى مع الجميع في العالم من أجل الحفاظ على هذا الوطن.

واستعرض الرئيس اللبناني مع بابا الفاتيكان الوضع في الشرق الأوسط عموماً وأوضاع لبنان خصوصاً، وما ساهم في تفاقم الأزمات التي بلغت ذروتها نتيجة الإدارات المالية الخاطئة لعقود، من دون أن يغفل ذكر تداعيات اللجوء السوري (تصر السطات اللبنانية الرسمية على توصيفهم بالنازحين) غامزاً من قناة المساعدات التي تقوم الدول الغربية بتأمينها لهم ولا تقدم مثلها إلى اللبنانيين، ما ساهم في تراكم الأعباء على لبنان، وفق تعبير الرئيس عون، مع الإشارة إلى أن الجهات الدولية المانحة قدمت الكثير من المساعدات للبنانيين واللاجئين، بيد أن السلطات اللبنانية لم تتعاطَ معها بشفافية وأمانة، وذهبت هدراً ومحاصصةً وفساداً، ما دفع بها إلى تقديم المساعدات مباشرة إلى مصدرها من دون المرور بالدولة.

كما تطرّق عون إلى تداعيات انتشار وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، وما سببته كل هذه الأزمات المتلاحقة من تداعيات سلبية، معرجاً على تداعيات موجة الهجرة الكثيفة إلى الخارج التي طاولت النخب في البلاد، ما يشكل خطراً على الهوية والتعددية في لبنان، ويساهم في إضعاف الوجود المسيحي في الشرق.

والجدير بالذكر أن الهجرة ارتفعت كثيراً في عهد الرئيس عون، وارتفعت نسبتها بعد انفجار المرفأ توازياً مع الانهيار المعيشي غير المسبوق تاريخياً، فيما يتهم رئيس الجمهورية بالجزء الأكبر من مسؤولية تهجير شعبه ويؤخَذ عليه قوله في إحدى المقابلات التلفزيونية ما معناه "اللي مش عاجبه يهاجر".

وقالت الرئاسة اللبنانية إن البحث بين عون والبابا فرنسيس تطرّق إلى العمل الذي يقوم به لبنان لوضع خطة التعافي والانطلاق بها من أجل قيامته.

وطلب الرئيس اللبناني من بابا الفاتيكان الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية، فكان أن تلقى وعداً منه بذلك، كما جدد له الدعوة الرسمية لزيارة لبنان.

وقال عون: "نأمل أن تساهم المساعدات الدولية، إضافة إلى الانتخابات النيابية المقبلة والإصلاحات الضرورية، في تمتين علاقات العيش المشترك السلمية بين مختلف المكونات الطائفية في بلاد الأرز".

ووصل عون مع الوفد اللبناني الرسمي إلى روما أمس الأحد، وتشمل لقاءاته اليوم البابا فرنسيس، وأمين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بيترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان المونسنيور جان بول غالاغر، على أن يزور غداً الثلاثاء الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة .

وخلال لقاء عون مع أمين سر الكرسي الرسولي بحضور وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بو حبيب، عرض الوضع في لبنان قائلاً إنه يجتاز مرحلة صعبة، لكنه ماض في استكمال كافة مقومات مسيرة التعافي، أياً كانت العقبات، وصولاً إلى أهمية إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وأقربها استحقاق الانتخابات النيابية في مايو/أيار المقبل.

وأضاف "آن الأوان ليقتنع الجميع، لا سيّما من يتخذون من لبنان منصة لمصالحهم، أن لبنان يجب أن يعود إلى لعب دوره كجسر تلاقٍ وهو ليس منبع أزمات"، لافتاً إلى أن "هناك مسؤولية على المجتمع الدولي لكي يقوم بواجباته في الحفاظ على وطن هو قيمة باعتراف الجميع، لا سيما أن أزمات لبنان متشابكة ومعقدة بين أسباب داخلية وتأثر بعواصف الصراعات المحيطة ونتائجها المدمرة أحياناً".

واقترح الرئيس عون أن يقوم الكرسي الرسولي بدعم إنشاء صندوق وطني للبنان بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، وقد أبدى بارولين، تبعاً لبيان الرئاسة اللبنانية، تفهم الكرسي الرسولي للاقتراح وترحيبه به، وقال "سندرسه باهتمام وإيجابية".