تقاسم اليمين الجمهوري واليسار الفرنسي نتائج الجولة الثانية والنهائية من الانتخابات الإقليمية الفرنسية التي جرت اليوم الأحد، فيما خرج اليمين المتطرف من دون تحقيق الفوز بأي إقليم، على عكس التوقعات واستطلاعات الرأي التي أعطته الأفضلية في إقليم واحد على الأقل في منطقة بروفانس آلب كوت دازور، حيث حال تحالف بين الأحزاب دون تمكن مرشح اليمين المتطرف تيري مارياني، الذي فاز بالجولة الأولى، من حسم مقعد هذا الإقليم.
واحتفظ اليمين التقليدي في فرنسا بإقليم بروفانس آلب كوت دازور (باكا)، الذي فاز به رونو موزلييه، حيث حصل على 56.3 في المئة من الأصوات مقابل 42.3 لمنافسه المباشر في اليمين المتطرف تيري مرياني. وفي واوت دو فرانس فاز المرشح للانتخابات الرئاسية كزافييه برتران، وفي إقليم أوفيرني رون آلب فاز لوران فوكييه.
ويعد فوز موزلييه بإقليم "باكا" هو الأبرز في هذه الانتخابات، إذ نجم عن تشكيل الأحزاب "جبهة جمهورية" في وجه اليمين المتطرف لمنع فوز مرشحه، أسفرت عن انسحاب المرشح اليساري عن قائمة "البيئة" جان لوران فيليزيا، لإفساح المجال أمام "الجمهوريين" للفوز برئاسة الإقليم، في حين دعا حزب "الجمهورية إلى الأمام" الحاكم أنصاره للتصويت لموزلييه.
وفي إقليم إيل دو فرانس، الذي يضم العاصمة باريس، فازت الجمهورية فاليري بيكرس، رئيسة الإقليم المنتهية ولايتها، بحصولها على 46 في المئة، متفوقة على مرشح اليسار السكرتير الوطني لحزب "الخضر" جوليان بايو، الذي حصل على 33.6 في المئة من الأصوات بعد تحالفه مع مرشحة الحزب الاشتراكي أودري بولفار، ومرشحة حزب "فرنسا غير الخاضعة" اليساري الراديكالي كليمانتين أوتان.
لم ينجح حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" بالفوز بأي إقليم
أما اليسار الفرنسي، فقد احتفظ بدوره في مناطقه الخمس التي يحكمها منذ الانتخابات الأخيرة عام 2015؛ فحصلت رئيسة القائمة اليسارية كارول ديلجا على 57.8 في المئة من الأصوات في إقليم أوكسيتاني، وماري-غيت دوفاي في إقليم بورغون-فرانش-كوميتي 42.5 في المئة، وآلان روسيه في نوفيل-آكيتين 39.3 في المئة، وفرانسوا بونو في سنتر-فال دو لوار 38.6 في المئة ولويج شيناي-جيرارد في إقليم بروتاني 29.5 في المئة.
ومثل الجولة الأولى، كان الفائز الأكبر هو الممتنعون عن التصويت، إذ بلغت نسبتهم 65.7 في المئة، بانخفاض طفيف جداً عن الجولة الأولى التي جرت الأحد الماضي، عندما بلغت نسبة الامتناع عن التصويت 66.72 في المئة.
وبينما تعد هذه الانتخابات اختباراً مهماً قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ومؤشراً على مدى تفاهم الأحزاب وتمثيلها القواعد الانتخابية، لم ينجح حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" بالفوز بأي إقليم، برغم أنه رشّح 5 وزراء من حكومته، أبرزهم وزيرا الداخلية جيرالد درمانان والعدل أريك دوبون موريتي، اللذان خرجا من الجولة الأولى لحصولهما على أقل من 10 في المئة من الأصوات. وأقر حزب الرئيس الفرنسي بهذه الخسارة الموجعة، حيث قال رئيس حزب "الجمهورية إلى الأمام" ستانيسلاس غيريني إن "النتائج كانت مخيبة لآمال الغالبية الرئاسية".