الاستهدافات الإسرائيلية في سورية تتمدد إلى ريف إدلب

10 نوفمبر 2024
آثار قصف إسرائيلي على المزة بدمشق، 21 أكتوبر 2024 (ماهر المؤنس/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصعيد إسرائيلي في سورية: شهدت سورية تصعيدًا في الاستهدافات الإسرائيلية، حيث استهدفت صواريخ مواقع لحزب الله ومليشيات مدعومة من إيران في شمال غرب البلاد، مما يعكس نية الجيش الإسرائيلي في استهداف الوجود الإيراني على كامل الجغرافيا السورية.

- استراتيجية قطع الإمداد: تأتي الضربات الإسرائيلية ضمن استراتيجية لقطع طرق تزويد حزب الله بالسلاح، مع زيادة وتيرة الهجمات بعد العدوان على غزة والوجود الإيراني في سورية، مستهدفة مواقع في دمشق وريفها وأرياف حلب.

- استهداف معامل الدفاع: استهدفت الصواريخ الإسرائيلية "معامل الدفاع" في السفيرة جنوب شرق حلب، وهي قاعدة إيرانية لتطوير الأسلحة، مما يجعلها هدفًا للهجمات الإسرائيلية نظرًا لدورها في النشاط العسكري الإيراني.

طاولت صواريخ إسرائيلية خارقة للتحصينات للمرة الأولى، أمس السبت، مواقع لحزب الله اللبناني ومليشيات مدعومة من إيران في شمال غرب سورية، في مؤشر إلى تمدد الاستهدافات الإسرائيلية في سورية وإلى أن الجيش الإسرائيلي بصدد استهداف الوجود الإيراني على كامل الجغرافيا السورية، لا سيما أن هذا القصف غير المسبوق تزامن مع قصف مماثل على ريف حلب الجنوبي الشرقي. وقالت مراصد تابعة للمعارضة السورية إن صواريخ إسرائيلية خارقة للتحصينات استهدفت، فجر أمس، مواقع عسكرية ومقار ومستودعات للأسلحة في مدينة سراقب وريفها، الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين "أم 4" و"أم 5" بريف إدلب الشرقي، ليس بعيداً عن خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية، شمال غربي سورية، فيما نقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر عسكري قوله، أمس، إنه "بعد منتصف الليل، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه جنوب شرق حلب مستهدفاً عدداً من المواقع في ريفي حلب وإدلب، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين ووقوع بعض الخسائر المادية". وردت قوات النظام على القصف الإسرائيلي بقصف مدفعي طاول المدنيين في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ومدينة سرمين، شرقي إدلب، المحاذية لسراقب.

وذكر مصدر من وحدات الرصد والمتابعة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية أن سبعة عناصر قُتلوا وأصيب 15 عنصراً من مليشيات "سرايا العرين وسرايا عاشوراء وعصائب أهل الحق"، التابعة للحرس الثوري الإيراني جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مقار عسكرية ومستودعات للأسلحة في منطقة الصناعة، ومبنى البريد في داخل مدينة سراقب. وأشار إلى أن الغارات الإسرائيلية "استهدفت أيضاً تل الرمان جنوبي مدينة سراقب، ومقار عسكرية على طريق بلدة كفرعميم القريبة من مدينة سراقب"، موضحاً أنها "المرة الأولى التي يستهدف بها الجانب الإسرائيلي أهدافاً في شمال غرب سورية حيث يوجد العديد من المليشيات التابعة لطهران والمساندة لقوات النظام (السوري) ضد فصائل المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي".

تقارير عربية
التحديثات الحية

توسّع الاستهدافات الإسرائيلية في سورية

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف، بعد منتصف ليل الجمعة-السبت، مقرين عسكريين في سراقب فيهما عناصر من قوات النظام وحزب الله اللبناني، ما أدى إلى سقوط قتيل وستة جرحى. ولفت إلى أن القصف جاء بعد ساعات من اجتماع بين الجانبين الروسي والتركي في سراقب، مشيراً إلى أن "هذا الاستهداف يشكل تطوراً جديداً في القصف الإسرائيلي داخل الأراضي السورية"، وأن "أي وجود لحزب الله داخل سورية سوف يُستهدف". ومدينة سراقب من أهم المدن ذات البعد الاستراتيجي في سورية، إذ يلتقي عندها طريقان دوليان هما الأهم في البلاد. وكانت قوات النظام السوري وحزب الله والمليشيات الإيرانية قد سيطرت عليها في الربع الأول من عام 2020 بعد معارك مع فصائل المعارضة السورية، وهي واقعة ضمن مناطق النفوذ العسكري الروسي.

يوسف حمود: استهداف سراقب في سياق الاستراتيجية الإسرائيلية لقطع طرق تزويد حزب الله بالسلاح والإمداد

وبشان الاستهدافات الإسرائيلية في سورية رأى المحلل العسكري الرائد يوسف حمود، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الضربات الإسرائيلية على سراقب "جاءت في سياق الاستراتيجية الإسرائيلية المعلنة القائمة على قطع طرق تزويد حزب الله بالسلاح والإمداد". ولم يستبعد استمرار الهجمات الإسرائيلية في المرحلة المقبلة على الشمال الغربي من سورية و"انتشارها على نطاق أوسع". كان الجيش الإسرائيلي يركز على استهداف مواقع يُعتقد أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني بعيداً عن الشمال السوري، فيما تنتشر المليشيات الإيرانية في محيط مدينة حلب، خصوصاً في الريف الجنوبي وفي الريف الشمالي. ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، والوجود العسكري الإيراني في سورية في مرمى الضربات الإسرائيلية. إلا أن وطأة هذه الضربات زادت أخيراً مع بدء العدوان على لبنان منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، وطاولت العديد من مواقع تابعة لحزب الله، خصوصاً في دمشق وريفها وأرياف حلب الغربي والجنوبي الغربي. ويحتفظ حزب الله اللبناني بوجود عسكري واسع في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، لا سيما على نقاط التماس مع فصائل المعارضة السورية في أرياف إدلب وحلب.

قصف إسرائيلي على مستودعات للأسلحة ومركز لتصنيع المسيّرات في منطقة السفيرة

استهداف "معامل الدفاع"

بالتزامن مع تمدد الاستهدافات الإسرائيلية في سورية والقصف على ريف إدلب الشرقي، ضربت الصواريخ الإسرائيلية مجدداً "معامل الدفاع" في منطقة السفيرة الواقعة جنوب شرق حلب بنحو 20 كيلومتراً، والتي يُعتقد أنها باتت قاعدة إيرانية منذ سنوات، وتضم مراكز لتطوير وتصنيع الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيّرة. وبحسب مراصد عسكرية تابعة للمعارضة السورية، فإن الصواريخ الإسرائيلية طاولت، فجر أمس، مستودعات للأسلحة ومركزاً لتصنيع الطائرات المُسيّرة من نوع "أف بي في" ضمن منطقة البحوث العلمية في منطقة السفيرة. وهذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها معامل الدفاع في ريف حلب من قبل الجانب الإسرائيلي، حيث ظلت هدفاً له طيلة السنوات الماضية، فهي، بحسب مصادر المعارضة السورية، مركز نشاط عسكري واسع النطاق للجانب الإيراني منذ العام 2013. وهذه المعامل من أكبر المجمعات العسكرية في سورية، إذ تمتد على مساحة كبيرة من أراضي منطقة السفيرة تُقدّر بنحو 15 كيلومتراً متربعاً، و"تحوي مستودعات كبيرة للأسلحة والذخائر فوق الأرض وتحتها". كما يُعتقد أن "معامل الدفاع" في منطقة السفيرة تضم معامل لإنتاج الغازات السامة التي استخدمها النظام عشرات المرات ضد المدنيين السوريين منذ عام 2011، فضلاً عن البراميل المتفجرة رخيصة التكلفة التي كانت السلاح الأكثر فتكاً بالسوريين طيلة سنوات.