حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حوليا، من أن زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله يمكن أن يدفع المنطقة إلى حرب كبيرة، وقال خلال كلمة ألقاها في ندوة نظمتها اليوم الإثنين، جامعة "رايخمان": "في كل ما يتعلق بعملية مفترق مجيدو اعتقد نصر الله أن بإمكانه شد المعادلات القائمة وهو يقترب من ارتكاب خطأ يمكن أن يشعل حرباً كبيرة".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في 13 مارس/ آذار تصفية شخصٍ كان يحمل حزاماً ناسفاً بعد أن عبر، على ما يبدو، من لبنان إلى فلسطين المحتلة وفجر قنبلة بالقرب من مفترق مجيدو في شمال فلسطين التاريخية. وقال مسؤولون في ذلك الوقت إنه يجري التحقيق في احتمال تورط "حزب الله"، المدعوم من إيران، في التفجير.
وحسب الأوساط الأمنية فقد تعقبت المخابرات الإسرائيلية منفذ التفجير أثناء محاولته العودة إلى لبنان وأطلقت عليه النار وقتلته.
وزعم حوليا، في تصريحاته التي نشرها موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" مساء اليوم الإثنين أن عملية "مجيدو لم تكن وحيدة"، دون أن يقدم تفاصيل أكثر.
وفيما يتعلق بإيران، قال حوليا: "حسب تقديراتنا فإنه لم يتخذ بعد قرار في طهران بالتوجه لإنتاج السلاح النووي".
وأضاف أن إيران دخلت عام 2023 "بشكل سلبي بفعل المظاهرات التي اندلعت فيها ونتاج تزويدها روسيا بالسلاح"، في إشارة أولاً للاحتجاجات الواسعة التي عرفتها طهران عقب وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول 2022 بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيّد بقواعد الحجاب. أما بخصوص السلاح، تنفي إيران تزويد روسيا بأسلحة "للاستخدام في حرب أوكرانيا"، فيما كررت كييف وحلفاؤها الغربيون أكثر من مرة اتهام موسكو، باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في استهداف مناطق أوكرانية.
وخلال لقاء جامعة "رايخمان" اتهم وزير الأمن يوآف غالانت "الحرس الثوري" الإيراني بتوظيف السفن التجارية كسفن حربية وتزويدها بمنظومات هجومية واستخبارية متطورة.
وأضاف غالانت أن هدف "الحرس الثوري" من هذه الخطوة تدشين "قواعد إرهاب في مناطق بعيدة عن حدود إيران". وادعى غالانت أن السفن التجارية المزودة بمنظومات هجومية واستخبارية "تعمل حالياً في المنطقة بشكل عملياتي".
وعرض غالانت صوراً لست سفن إيرانية يُزعم أنها أعيد توظيفها، وقال إن هذه "قواعد إرهاب عائمة" وإن واحدة منها أبحرت مؤخراً باتجاه خليج عدن.
وأضاف، وفق ما أوردته وكالة "رويترز": "يأتي هذا مباشرة في أعقاب الإرهاب البحري الذي مارسته إيران في الخليج العربي وبحر العرب. إنها تعمل على توسيع نشاطها ليشمل المحيط الهندي أيضاً، ولاحقاً إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط كذلك".
وشهد العامان الماضيان تبادل طهران وتل أبيب الاتهامات بالمسؤولية عن سلسلة هجمات على سفنهما في الخليج. ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن تلك الهجمات.
وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت في 12 مايو/ أيار الجاري، أنها سترسل تعزيزات عسكرية إلى الخليج في ظل "تهديدات" إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة الغنية بالنفط.
وجاء ذلك في أعقاب احتجاز طهران ناقلتي نفط في مياه الخليج، إحداهما كانت متجهة إلى الولايات المتحدة.