استمع إلى الملخص
- الوضع في غزة بعد وقف إطلاق النار: أظهرت حماس قدرتها على استعادة الأمن والخدمات رغم الدمار. بدأت القوات الإسرائيلية بالانسحاب، مع استمرار المفاوضات حول إدارة غزة بعد الحرب.
- التحديات المستقبلية والتهديدات المستمرة: حذرت أفريل هينز من تأثير الحرب على الإرهاب عالميًا. التهديد مستمر رغم تقليل السفير الإسرائيلي من أهمية تجنيد حماس، مع دعم أمريكي لإسرائيل في حال تراجع حماس.
قال مصدران في الكونغرس مطلعان على معلومات مخابرات أميركية إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنّدت ما بين 10 آلاف و15 ألفاً منذ بداية الحرب على غزة. وتُشير معلومات المخابرات إلى استشهاد عدد مماثل من مقاتلي حماس منذ بداية الحرب. وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه التقديرات الرسمية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، بعد قرابة 15 شهراً من حرب الإبادة على غزة. وأضاف المصدران المطلعان على معلومات المخابرات، التي وُضعت في سلسلة من التحديثات قدمتها وكالات مخابرات أميركية في الأسابيع الأخيرة لإدارة الرئيس السابق جو بايدن، أنه "رغم نجاح حماس في تجنيد أعضاء جدد، فإن عدداً كبيراً منهم من الشباب غير المدربين الذين ينفذون مهام أمنية بسيطة". وأحجم مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية عن التعليق.
وقال وزير الخارجية الأميركي السابق أنتوني بلينكن في 14 يناير/ كانون الثاني إن الولايات المتحدة تعتقد أن "العدد الذي جندته حماس يماثل العدد الذي فقدته تقريباً في غزة"، محذراً من أن ذلك "مؤشر على استمرار التمرد والحرب". ولم يقدم بلينكن مزيداً من التفاصيل بشأن التقييم، لكن بيانات إسرائيلية تقول إن "إجمالي عدد القتلى من المسلحين في غزة يصل إلى نحو 20 ألفاً".
وقال بلينكن "في كل مرة تكمل فيها إسرائيل عملياتها العسكرية وتنسحب، يعيد مسلحو حماس تنظيم صفوفهم ويعاودون الظهور لأنه لا يوجد شيء آخر يملأ الفراغ". ورداً على طلب للتعليق، قال قيادي من حماس إنه يتحقق من الأمر مع الجهات المعنية في الحركة. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس في يوليو/ تموز إن الحركة تمكنت من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد.
وأظهرت حماس في الأيام التي تلت وقف إطلاق النار مدى ترسخها العميق في غزة، على الرغم من توعد إسرائيل بتدميرها. وتحركت حماس بسرعة لإعادة فرض الأمن والبدء في استعادة الخدمات الأساسية إلى أجزاء من القطاع، الذي تحولت مناطق كثيرة فيه إلى أرض خراب بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع. ولم يعلن المسؤولون الأميركيون منذ بداية الحرب عن عدد المقاتلين الذين تعتقد واشنطن أن حماس فقدتهم، مشيرين فقط إلى أن الحركة تدهورت قدراتها بشكل كبير وأنها فقدت الآلاف على الأرجح.
تحذيرات من استمرار التهديد
وخلال جلسة استماع بالكونغرس في مارس/ آذار 2024، قالت مديرة المخابرات الوطنية في ذلك الوقت أفريل هينز إن الحرب على غزة سيكون لها "تأثير على الإرهاب يمتد لأجيال"، وإن الأزمة "حفزت العنف من قبل مجموعة كبيرة من الجهات الفاعلة حول العالم".
وعند سؤاله يوم الأربعاء عن تصريحات بلينكن، أقرّ سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بأن حماس تجند مقاتلين، لكنه قلّل من أهمية هذا التهديد. وقال دانون "نحن نعلم أن حماس تجنّد شباناً... لكن حتى لو فعلوا ذلك، فإنهم ليس لديهم أسلحة ولا مرافق تدريب. لذلك، نعم، يمكنكم تحريض هؤلاء الشبان ضد إسرائيل، لكن لا يمكنهم أن يصبحوا إرهابيين، لأنكم لن تتمكنوا من تزويدهم بالأسلحة أو الصواريخ". وبدأت القوات الإسرائيلية بالانسحاب من بعض مواقعها داخل غزة في أعقاب وقف إطلاق النار. وقد تفضي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار إلى نهاية الحرب بصورة دائمة. ولا تزال شروط تلك المرحلة بحاجة إلى التفاوض بشأنها.
وفي خطاب استقالته يوم الثلاثاء، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي إن "أضراراً بالغة لحقت بحماس، وإن معظم قادتها العسكريين قتلوا"، لكنه أشار إلى أن الحركة لم يُقض عليها بعد وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال من أجل تفكيك ما تبقى من قدرات حماس. وتتعلق إحدى القضايا الشائكة في مفاوضات المراحل المقبلة بالجهة التي ستدير غزة بعد الحرب. ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إنهم لن يقبلوا بقاء حماس في السلطة. لكن الحركة لا تزال صامدة في مكانها حتى الآن. وقال مايك والتس، مستشار الأمن القومي الجديد في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، إن حماس لن تحكم غزة أبداً وإن واشنطن ستدعم إسرائيل "في القيام بما يجب عليها فعله" إذا تراجعت الحركة عن الاتفاق.
(رويترز، العربي الجديد)