الاستثمار في خطر مخيم الهول

الاستثمار في خطر مخيم الهول

24 ابريل 2022
يضم المخيم عائلات مقاتلي "داعش" ونازحين (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

لا يزال مخيم الهول في أقصى الشمال الشرقي من سورية، يشكّل البقعة الأكثر خطورة في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وربما في كل سورية، كما أنه لا يزال المرشح الأول لقيام عملية كبيرة لتنظيم "داعش" فيه، على غرار عملية سجن غويران في الحسكة، وهو الأمر الذي تروج له "قسد" أيضاً.

المخيم الذي يضم عائلات مقاتلي "داعش" من نساء وأطفال وشبان، بالإضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، قسم منهم من مؤيدي التنظيم الأقل خطورة، لا يزال يشهد عمليات اغتيال شبه يومية تستهدف بعض قاطنيه، من دون أي تدخّل من القوات التابعة لـ"الإدارة الذاتية" التي تقوم بحراسة وحماية المخيم، ومن دون أن يتم الكشف حتى الآن عن المسؤولين عن تلك العمليات.

أسباب عديدة تسهّل اختراق مخيم الهول، وتجعل منه مرشحاً لأن يكون مسرح العملية المقبلة لتنظيم "داعش". فالمخيم يقع ضمن منطقة صحراوية مفتوحة على مقربة من الحدود العراقية، كما أن طريقة إدارته وحراسته حوّلت بعض أقسامه إلى مناطق خارج سيطرة القوات التي تحرسه، مع انتشار السلاح بشكل كبير داخله. يضاف إلى ذلك وجود أشخاص يمكن أن يكونوا خلايا نائمة لـ"داعش" داخله، بالتوازي مع انتشار الفساد من قبل إدارته التي تسهّل عمليات تهريب أشخاص خارج المخيم، ودخول مختلف أنواع الممنوعات إليه مقابل رشى مالية.

كل ذلك يطرح العديد من التساؤلات حول سبب ترك مخيم بهذه الخطورة من دون حماية وتدخّل كافيين، من قِبل "الإدارة الذاتية" وذراعها "قسد". فهل أن الإدارة لا تمتلك فعلاً إمكانيات لهذه الحماية، أم أن القضية ترتبط بحسابات سياسية، إذ تستخدم خطر "داعش" لجني مكاسب سياسية؟

من غير المرجح والمنطقي أن يكون ترك المخيم على ما هو عليه إجراءً بريئاً، بعدما بات قسم كبير من أحيائه خارج السيطرة، ويضم كل أنواع الأسلحة، وأنفاقاً سرية، وتُرتكب فيه جرائم قتل شبه يومية من دون حتى الإعلان عن القبض على مرتكبي تلك الجرائم، خصوصاً بعد قيام "داعش" بعملية سجن غويران الأخيرة التي تمكّن من خلالها من الدخول للمربع الأمني لـ"الإدارة الذاتية" في الحسكة. كان من المفترض بعد تلك العملية أن تتخذ الإدارة كل الإجراءات التي من شأنها أن تمنع تكرار تلك العملية، خصوصاً بعد تهديد التنظيم بعملية انتقامية لمقتل زعيمه، في العملية التي نفذها التحالف الدولي بمساعدة "قسد".

من غير المعقول أن يكون الرد على تهديدات "داعش" مجرد التحذير من أن تكون العملية المقبلة له في مخيم الهول، من دون اتخاذ أي إجراء، إلا إذا كانت "الإدارة الذاتية" تنوي استدراج التنظيم لتنفيذ عملية في المخيم تتمكن من خلالها من كسب المزيد من الدعم والحماية، خصوصاً أنها باتت تمتلك الكثير من الخبرة باللعب على ورقة الإرهاب التي تشكل أساس وجودها.