محاولة اغتيال سلمان رشدي: اتهام المعتدي بالشروع في القتل

محاولة اغتيال سلمان رشدي: اتهام المعتدي بالشروع في القتل

13 اغسطس 2022
حمّل نشطاء ومعارضون للنظام الإيراني طهران مسؤولية الاعتداء على رشدي (Getty)
+ الخط -

وُضع رشدي على جهاز تنفس صناعي

هادي مطر المتهم بمحاولة اغتيال رشدي من أصول لبنانية

اتهم مطر بالشروع في القتل والاعتداء من الدرجة الثانية

مطر له ميول متطرفة وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني

قال ممثلو الادعاء الأميركي، اليوم السبت، إنّ الرجل المشتبه به في تنفيذ محاولة اغتيال الروائي سلمان رشدي، أمس الجمعة، وُجهت إليه تهمة الشروع في القتل والاعتداء.

وقال جيسون شميدت، المدعي العام لمقاطعة تشوتاكوا، في بيان: "الشخص المسؤول عن هجوم الأمس، هادي مطر، تم اتهامه رسمياً بالشروع في القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية". وأضاف "تم توجيه هذه التهم الليلة الماضية وتم احتجازه بدون كفالة".

ونقلت شبكة "أن بي سي نيويورك" عن مصادر في أجهزة إنفاذ القانون قولها، اليوم السبت، إنّ المشتبه به في الهجوم على سلمان رشدي خلال محاضرة في ولاية نيويورك له ميول شيعية متطرفة، وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

وتعرّض الروائي هندي المولد الذي عاش سنوات مختبئاً، بعد أن دعت إيران المسلمين إلى قتله بسبب روايته "آيات شيطانية"، إلى هجوم طُعن خلاله في الرقبة والبطن على المنصة خلال إلقائه محاضرة أمس الجمعة. وبعد جراحة على مدى ساعات، وُضع رشدي على جهاز تنفس صناعي، مساء الجمعة، وليس في استطاعته التحدث حتى الآن، مع تلف في الكبد، وقطع في أعصاب ذراعه ومن المحتمل أن يفقد عينه.

وأفادت شبكة "أن بي سي نيويورك"، نقلاً عن المسؤول الذي لم تكشف عن هويته، لكنها قالت إنه على دراية بالتحقيق في الهجوم، بأنّ مراجعة أولية لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أنّ لديه ميولاً شيعية متطرفة، وأبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني.

وذكرت الشبكة في تقريرها أن مطر وُلد في كاليفورنيا وانتقل أخيراً إلى نيوجيرزي، مضيفة أن قوات الأمن عثرت معه على رخصة قيادة مزورة.

وأشارت الشبكة إلى أنّ مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" ذهبوا، مساء أمس الجمعة، إلى آخر عنوان مدرج له في فيرفيو، وهي إحدى مناطق مقاطعة بيرجن على الضفة الأخرى لنهر هدسون من مانهاتن.

ولم ترد شرطة نيويورك ونيوجيرزي على الفور على طلبات للتعليق على تقرير "إن بي سي نيويورك".

وحمّل نشطاء ومعارضون للنظام الإيراني، السبت، طهران مسؤولية الاعتداء الذي تعرّض له رشدي، مشيرين إلى أنّ الجمهورية الإسلامية لم تلغ فتوى هدر دمه التي أصدرها مؤسسها آية الله روح الله الخميني في عام 1989.

وفي حين أنّ فتوى هدر الدم الصادرة على خلفية رواية "الآيات الشيطانية" التي كتبها رشدي ونشرها في عام 1988 لم تعد منذ فترة حديث الساعة في إيران، لم يتّخذ النظام الإيراني بقيادة علي خامنئي الذي خلف الخميني في منصب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أي خطوة تشير إلى إلغائها، لا بل أكّد في مناسبات عدة أنها قائمة.

المعتدي على رشدي من أصول لبنانية

وأوضحت الشرطة الأميركية أنّ المعتدي، هادي مطر، يبلغ من العمر 24 عاماً، ويقطن في مدينة فيرفيلد في ولاية نيوجيرزي.

وأفاد رئيس بلدية قرية يارون في جنوب لبنان، علي قاسم تحفة، بأنّ هادي مطر "من أصول لبنانية". وتابع، في حديث مع وكالة فرانس برس: "وُلد ونشأ في الولايات المتحدة، ووالده ووالدته من يارون".

وعندما سئل عما إذا كان مطر أو والداه ينتمون إلى "حزب الله" أو يدعمونه، قال تحفه إنه "ليست لديه معلومات على الإطلاق" عن الآراء السياسية للوالدين أو مطر لأنهم يعيشون في الخارج.

وقال مسؤول في "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، اليوم السبت، إنّ الحزب ليست لديه معلومات إضافية عن حادث الطعن الذي تعرض له رشدي. وقال المسؤول لـ"رويترز"، شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا نعلم شيئاً عن هذا الموضوع، وبالتالي لن يصدر عناً أي تعليق".

الصورة
هادي مطر/سلمان رشدي (تشارلز فوكس/أسوشييتدبرس)
هادي مطر يبلغ من العمر 24 عاماً وهو من أصول لبنانية (تشارلز فوكس/أسوشييتدبرس)

وهنأت صحيفة "كيهان" الإيرانيّة المحافظة المتشددة، السبت، منفذ محاولة الاغتيال. وكتبت الصحيفة التي يعين المرشد الأعلى علي خامنئي رئيسها: "مبروك لهذا الرجل الشجاع المدرك للواجب الذي هاجم المرتد والشرير سلمان رشدي". وأضافت: "لنقبّل يد من مزق رقبة عدو الله بسكين".

إدانات دولية

وتواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بمحاولة اغتيال رشدي، إذ دان الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، ما وصفه "الهجوم الشرس"، وأشاد برشدي "لرفضه الترهيب والإسكات"، مؤكداً أنه وزوجته السيدة الأولى جيل و"جميع الأميركيين وجميع الناس حول العالم" يصلّون من أجل "تعافي" رشدي.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، إنه يدين "بشدة" الهجوم على رشدي. وقال بوريل في تغريدة على تويتر إنّ "الرفض الدولي لمثل هذه الأعمال الإجرامية التي تنتهك الحقوق والحريات الأساسية هو السبيل الوحيد نحو عالم أفضل وأكثر سلاماً".

وكان رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، اليوم السبت، قد قال إنّ "الهجوم على رشدي ضربة لحرية التعبير". وكتب على تويتر: "يجب ألا يتعرض أحد للتهديد أو الأذى على أساس ما يكتبه. أتمنى له عاجل الشفاء".

من جهته، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، في تغريدة، محاولة الاغتيال التي تعرض لها رشدي، مضيفاً: "نقف إلى جانبه أكثر من أيّ وقت مضى".

بدوره، دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم "المروّع"، مؤكداً أنّ "العنف لا يمكن في أي من الأحوال أن يكون رداً على الكلام". وصدر تنديد مماثل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

(رويترز، فرانس برس)