جيش الاحتلال يُجنّد يهود الخارج: لملء نقص صفوفه أم لربطهم بإسرائيل؟

18 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 14:48 (توقيت القدس)
حريديم يتظاهرون في القدس ضدّ التجنيد، 23 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي لتجنيد شبان يهود من الجاليات في الخارج لتعويض نقص الجنود، بعد فشله في تجنيد الحريديم الذين يرفضون الخدمة العسكرية.
- أطلق الجيش حملة "نبدأ من جديد" لاستقطاب شبان المعاهد الدينية الحريدية، لكنه يبحث الآن عن بدائل بسبب عدم الامتثال للأوامر، مستهدفًا تجنيد 600-700 جندي سنويًا من الولايات المتحدة وفرنسا.
- تهدف هذه الجهود لتعزيز ارتباط الجاليات اليهودية بإسرائيل، في ظل تراجع مكانتها العالمية وشرعيتها بعد الحرب على غزة.

يفحص جيش الاحتلال الإسرائيلي التوجّه إلى "الجاليات اليهودية في الشتات" بهدف تشجيع تجنيد الشبان اليهود من خارج إسرائيل إلى صفوفه، وذلك في إطار بحثه عن مخرج لقضية تجنيد الحريديم التي فشل في حلّها، وكادت تتسبب بإطاحة حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب تمسّك الأحزاب الحريدية بقوننة التهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وتأتي الخطوة الجديدة، بحسب ما ذكرته إذاعة جيش الاحتلال، غداة إعلان الأخير أمس الأحد عن حملة "نبدأ من جديد" لدارسي التوراة من شبان المعاهد الدينية الحريدية الذين وصلتهم أوامر تجنيد من الجيش ولم يمتثلوا لها، وتُعد الحملة بمثابة "صفحة جديدة"، إذ تعهد الجيش بعدم إخضاع المخالفين للأوامر لمسارات قضائية. ولكن على ما يبدو، فقد الجيش الأمل، وبات يبحث عن خيارات بديلة.

وطبقاً لما نقلته الإذاعة عن الجيش اليوم، فإن السبب وراء بحث الأخير عن "خيارات بديلة" يعود إلى حاجته لحوالى 10-12 ألف جندي ينقصون صفوفه، فضلاً عن كون الحريديم لا يمتثلون للأوامر، ولذلك فهو يطرح كل الاحتمالات لتعبئة النقص الذي يعانيه.

الجهد التجنيدي في أوساط الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18-25 (أي الذين هم في سنّ التجنيد) في الجاليات والمجتمعات اليهودية الكبيرة في الخارج هو أكثر من 10 آلاف كل عام. وعلى المعطى المتقدم، علّق مسؤولون كبار في الجيش بالقول إنّ "الهدف الذي نُخطط لتحقيقه هو تجنيد نحو 600-700 جندي إضافي سنوياً من الجاليات اليهودية في الخارج"، مضيفين أن "الجاليات الأساسية التي ستتركز عليها جهود التجنيد ستكون الولايات المتحدة وفرنسا".

وعلى الرغم من أن الجيش يدّعي أن السبب المباشر وراء اللجوء إلى تجنيد أبناء الجاليات اليهودية في الخارج هو نقص الجنود، الذي يعانيه بالفعل في ظل الحرب؛ وكذلك ورفض الحريديم التجند، فإن لاستجلاب شبان يهود إلى إسرائيل جانب إضافي يتجاوز هذه المسألة، ويتعلّق بالإطار الذي تنظر دولة الاحتلال من خلاله لنفسها بوصفها "وصيّة على يهود العالم"، وحاجتها إلى ربط الأجيال الشابة في الخارج بها، عن طريق تجنيدهم لخدمتها وتقديم مغريات لهم، خصوصاً لأنّ مكانتها العالميّة قد تراجعت، وشرعيتها قد تدهورت عقب الحرب على غزة وجرائم الإبادة التي ترتكبها منذ ما يقرب العامين بحق الفلسطينيين. 

إلى ذلك، يُشار إلى أن الحريديم يُشكلون نحو 13% من سكان دولة الاحتلال البالغ عددهم 10 ملايين نسمة. وتتمسك هذه الشريحة التي تحيا في مجتمع شمولي مغلق برفض الخدمة العسكرية، مقابل تكريس حياة شبانها لدراسة التوراة، باعتبار أن الاندماج في المجتمع العلماني في إسرائيل يهدد هويتهم الدينية، ونمط حياتهم المحافظ والمتشدد جداً.