الاحتلال يوسّع عدوانه على مخيمات نابلس.. مداهمات واعتقالات ونزوح
استمع إلى الملخص
- أدى اقتحام مخيم العين إلى تعطيل التعليم في نابلس الغربية، وإجبار أكثر من 10 عائلات على مغادرة منازلها، مع توزيع منشورات تحذر من احتضان المقاومين.
- انسحبت قوات الاحتلال من مخيمي عسكر بعد اعتقال تسعة شبان وتدمير منازل، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف وتدمير البنية التحتية، وارتفاع عدد الشهداء إلى 75 منذ بدء عملية "السور الحديدي".
تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم الأربعاء عدواناً عسكرياً واسعاً على مخيم العين غرب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، وسط عمليات مداهمة واعتقال وتهجير، وذلك على غرار ما يجري في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس. واستشهد الشاب عدي عادل قاطوني (22 عاماً) برصاص جنود الاحتلال، بعد إطلاق وابل من الرصاص على مركبة متوقفة داخل المخيم، ما أدى إلى إصابته واعتقاله، بعد منع سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إليه وتقديم العلاج اللازم له، ليعلن الاحتلال لاحقاً عن استشهاده واحتجاز جثمانه.
وقال محافظ نابلس، غسان دغلس، لـ"العربي الجديد"، إن "العدوان على مخيم العين وتهجير عدد من العائلات، وانتشار القناصة على أسطح البنايات العالية، واعتقال عدد من الشبان، يأتي في إطار الهجمة الشرسة على أبناء شعبنا في أماكن وجوده كافة". وأضاف: "اليوم العدوان متركز على مخيم العين، وسبقته اقتحامات موسعة خلال اليومين الماضيين لمخيمات بلاطة وعسكر واعتقال أكثر من ثلاثين مواطناً".
وشلّ اقتحام مخيم العين العملية التعليمية، خاصة في المنطقة الغربية لمدينة نابلس، لأن المخيم يقع في المدخل الرئيسي الغربي لنابلس. من جهته، قال الناشط عمار خالد، من مخيم العين، إن الاحتلال أجبر أكثر من 10 عائلات على مغادرة منازلها، ما دفعها إلى اللجوء إلى منازل الأقارب في المخيم لعدم تمكنها من الخروج منه. وأشار، نقلاً عن بعض ممن أجبروا على الخروج من منازلهم، إلى أن ضباط الاحتلال أبلغوهم بعدم العودة إلى منازلهم إلا بعد يومين.
وألقى جنود الاحتلال منشورات مكتوبة باللغة العربية تحذر سكان المخيم من احتضان المقاومين، جاء فيها "إلى سكان مخيم العين: مخيمات جنين وطولكرم ونور دفعت ثمناً باهظاً لسماحها للإرهابيين بالعمل داخلها. أي مكان يحتضن هؤلاء سيدفع ثمنه باهظاً، وستأتي قوات الأمن الإسرائيلية لتجتثهم بالقوة وكل الوسائل"، وفق ما ورد في المنشورات.
من جهة أخرى، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيمي عسكر القديم والجديد شرق نابلس بعد اعتقال تسعة شبان، وتدمير وتخريب عدد من المنازل. وقال رئيس لجنة خدمات مخيم عسكر الجديد محمد أبو كشك لـ"العربي الجديد"، إن "حملة الاعتقالات اليوم وأمس أسفرت حتى اللحظة عن اعتقال ما لا يقل عن ثلاثين مواطناً وتدمير ثلاثة منازل وتكسير كل محتوياتها". ولفت أبو كشك إلى أن الاحتلال يقتحم مخيمي عسكر الجديد والقديم بصورة شبه يومية منذ أكثر من أسبوعين، بادعاء البحث عن مطلوبين.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الثاني والخمسين على التوالي، وكذلك مخيم نور شمس لليوم التاسع والثلاثين على التوالي، ومخيم جنين لليوم الثامن والخمسين على التوالي، فيما كانت قد نفذت اقتحامات في بلدات ومخيمات بمحافظتي جنين وطوباس استمرت لعدة أيام. وأجبر التصعيد العسكري الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية عشرات الآلاف من العائلات على النزوح من المخيمات، وسط عمليات تدمير واسعة للمنازل والبنية التحتية، إضافة لهدم عدد كبير من المنازل. ومنذ بدء الاحتلال عملية "السور الحديدي" في جنين يوم 21 شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، والتي توسعت لاحقاً إلى مدن ومخيمات أخرى، وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ بدء ذلك العدوان إلى 75 شهيداً، بالإضافة إلى عشرات الإصابات ومئات المعتقلين، علاوة على هدم عدد كبير من المنازل. ولا توجد إحصائيات دقيقة حتى الآن.