الاحتلال يوسع عمليته البرية لمناطق في جباليا شمالي غزة لأول مرة
استمع إلى الملخص
- يعاني السكان من الجوع والعطش بسبب السيطرة النارية، مع تكدس العشرات في كل منزل، وزيادة خطر المجازر. تُصدر أوامر الإخلاء عبر اتصالات مباشرة، بينما تحلق الطائرات المسيرة على مستويات منخفضة.
- يتوغل جيش الاحتلال ضمن خطة "عربات جدعون" في مناطق متعددة، بهدف تهجير سكان غزة. وبلغت حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023، 56,077 شهيداً و131,848 إصابة.
قصف مكثف على مناطق جباليا وسط أوامر إخلاء للسكان
يخطط الاحتلال لضغط الفلسطينيين في نطاق جغرافي ضيق
عمليات تدمير ممنهجة للبيوت في المناطق المستهدفة
صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، من وتيرة القصف والاستهدافات الجوية والمدفعية لبلدتي جباليا البلد والنزلة شمالي مدينة غزة، إلى جانب أوامر الإخلاء التي أصدرها للعائلات التي تقطن تلك المنطقة. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأنّ البلدتين تتعرّضان لعمليات تدمير ممنهجة على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات قصف البيوت والمنازل بوتيرة متسارعة.
وأوضحت المصادر أنّ قوات الاحتلال كثفت من طلبات الإخلاء للمنازل عبر اتصالات تجري مع السكان تزامناً مع عمليات القصف الجوي والمدفعي، مشيرة إلى أن منازل عائلات نصر والنجار وسعد الله والسرساوي وعدد آخر من العائلات تعرضت للاستهداف.
ووفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد" فإنّ مناطق جباليا البلد والنزلة ومحيطها تعرضت لاستهداف مركز خلال الأسبوع الأخير في ظل معاناة السكان من الجوع والعطش جراء السيطرة النارية التي يفرضها الاحتلال على المنطقتين. وذكر شهود العيان أنّ السكان المتبقين في تلك المنطقة يتكدسون بالعشرات في كل منزل ما يتسبب في وقوع مجازر مع كل عملية استهداف إسرائيلي، في وقت يجبر فيه الاحتلال الفلسطينيين على النزوح إلى المناطق الغربية التي باتت مكتظة.
وأكد الشهود أنّ الاحتلال يعمد إلى نشر أمر الإخلاء سواء بالاتصال المباشر بأصحاب المنازل وسكانها أو عبر اتصالات مسجلة مسبقاً تأمر بإخلاء المنطقة التي يصنفها بأنها منطقة عمليات خطرة. وأظهرت لقطات بثها نشطاء أمس الثلاثاء طبيعة الأوضاع الأمنية في تلك المنطقة حيث تحلق الطائرات المسيرة "كواد كابتر" على مستويات منخفضة للغاية بين الفلسطينيين وتتنقل بين الشوارع والأزقة.
ويتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى في جباليا البلد والنزلة الواقعتين شمالي مدينة غزة منذ بداية حرب الإبادة على القطاع، حيث توقفت عمليات الإبادة في يناير/ كانون الثاني الماضي خلال سعي الاحتلال لتنفيذ "خطة الجنرالات". وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنّ الفرقة 162 تعمل في منطقة جباليا البلد للمرة الأولى منذ بداية الحرب على غزة، حيث شكّلت المنطقة مكاناً نزحت إليه عشرات العائلات مع اشتداد حرب الإبادة شمالي القطاع.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، أمس الثلاثاء، بمنشور على منصة إكس، إنه يوجه إنذاره "إلى كل سكان قطاع غزة الذين لم يخلوا بعد منطقة جباليا البلد وأحياء النهضة، الروضة وشمال التفاح في بلوكات 1800-1797، 1805-1803، 1817-1814". وأضاف: "أخلوا فوراً جنوباً إلى المواصي" جنوبي القطاع. وتابع: "يعمل الجيش الإسرائيلي بقوة شديدة جداً في مناطقكم لتدمير قدرات المنظمات (الفلسطينية)" وفق تعبيره.
ويتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق في القطاع ضمن ما تُعرف بخطة "عربات جدعون" التي بدأت في مايو/ أيار الماضي، خصوصاً مناطق بيت لاهيا وجباليا وجباليا البلد شمالي مدينة غزة، إلى جانب مناطق التفاح وحي الشجاعية والزيتون شرق وجنوب المدينة، بالإضافة لمنطقة خانيونس جنوبي القطاع، وذلك ضمن خطته الرامية لضغط السكان في نطاق جغرافي ضيق لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتهجير سكان غزة.
ووفقاً لآخر إحصائيات وزارة الصحة في غزة، أمس الثلاثاء، فإنّ حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حتى الآن، بلغت 56,077 شهيداً و131,848 إصابة، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار الماضي 5,759 شهيداً، و19,807 إصابة.