الاحتلال يوسّع عدوانه على مخيم الدهيشة: قياسات للشوارع ووضع علامات على المنازل

02 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 16:09 (توقيت القدس)
آليات عسكرية إسرائيلية في مخيم الدهيشة، 2 إبريل 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع عملياتها في الضفة الغربية، حيث اقتحمت مخيم الدهيشة في بيت لحم، ونفذت حملات اعتقال وتحقيق ميداني، ووضعت علامات تهديدية على جدران المخيم.
- شهد الاقتحام تفتيشًا واسعًا للمنازل، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، واعتداءات على السكان، وتدمير محتويات المنازل، ورفع علم الاحتلال، مما يعكس نية الاحتلال في تنفيذ عمليات هدم.
- فرضت قوات الاحتلال إغلاقًا كاملًا للمخيم، ومنعت الحركة، وأُجبرت المحال التجارية على الإغلاق، مما يهدف إلى ترهيب السكان وترسيخ وجود الاحتلال.

وسّعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مخيّمات الضفة الغربية ليصل اليوم الأربعاء إلى مخيم الدهيشة في بيت لحم جنوبي الضفة، بعدما اقتحمته عشرات الآليات العسكرية وجرّافات الهدم، ومئات الجنود الذين داهموا المنازل والمحلّات التجارية ونفّذوا حملات اعتقال وتحقيق ميداني، ووضعوا علامات على جدران المخيم. 

وبحسب ما كشفته مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، نفّذ جنود الاحتلال عمليات تفتيش للمنازل وحوّلوا بعضًا منها إلى ثكنات عسكرية، كما أخضعوا السكّان إلى تحقيق ميداني رافقه تهديد بالاعتقال، كما ألصق الجنود منشورات على جدران مخيم الدهيشة تهدّدهم بمصير مشابهٍ لمخيّمات شمال الضفة الغربية، وتحّذر من مقاومة الاحتلال. وكتب على المنشورات النص التالي: "كما رأيتم مخيمات شمال الضفة الغربية دفعت ثمنًا بسبب نشاط الإرهاب والمسلحين. في كل مكان فيه إرهاب تتضرر الحياة. وقد أعذر من أنذر". 

وقال عضو اللجنة الشعبية في مخيم الدهيشة محمد بشير، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الاقتحام الحالي هو الأوسع على المخيّم منذ فترات طويلة، حيث بدأ في الساعة العاشرة صباحًا من جميع مداخل المخيم بما في ذلك المدخل الرئيسي، والشمالي، والغربي، كما رافقت قوات الاحتلال أربع جرافات من نوع D9". وأضاف بشير: "وضع جنود الاحتلال علامات على بعض المنازل، مستخدمين أرقامًا تبدأ من 1000 إلى 1120 بلون أزرق، كما قامت فرق الاحتلال بقياس الشوارع، وتصوير أسطح المخيم بالكامل باستخدام طائرات الدرون".

واقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة بشير، حيث حطمت محتوياته وأثاثه، ورفعت علم دولة الاحتلال الإسرائيلي داخله، كما ألصقت منشورات تحذيرية تهدف إلى بث الرعب في نفوس أصحاب المنزل. وتستمر عملية الاقتحام، بحسب بشير، في منازل المخيّم، حيث بدأت بمنازل الضاحية وهي الحارة الشرقية للمخيم، ثم انتقلت للحارة الوسطى، وينتشر جنود الاحتلال في حارات المخيّم الست، ويعملون على تمزيق صور الشهداء المنتشرة عند مداخل وأزقة المخيم.

ولفت بشير إلى أن قوات الاحتلال تنفذ تحقيقات ميدانية مع السكان وتعتدي عليهم بالضرب، في محاولة لاستفزازهم ودفعهم إلى المواجهة، ما قد يُستخدم لاحقًا مبرراً لتوسيع الاقتحام، وتنفذ عمليات تدمير وتجريف تحت ذريعة مقاومة السكان لقوات الاحتلال، ولاسيّما أن وجود الجرافات في محيط المخيم يؤكد نيّة الاحتلال تنفيذ عمليات هدم بمجرد صدور الأوامر، خاصة في ظل تصاعد الاقتحامات التي تتم دون مواجهات مسبقة بين الشبّان وجنود الاحتلال. و"من هذا المنطلق، كانت القوى الوطنية في مخيم الدهيشة قد قررت سابقًا عدم الاحتكاك بقوات الاحتلال المقتحمة؛ تفاديًا لإعطائها ذريعة لتنفيذ عمليات تطاول هدم المنازل، علمًا أن قوات الاحتلال لا تحتاج إلى ذرائع في عدوانها"، وفق بشير.

وتتمركز جرافات الهدم على مداخل المخيم الأربعة، وسط فرض منع كامل للحركة، وإغلاق للطرقات، كما أُجبرت بعض المحال التجارية الواقعة على الشارع الرئيسي خارج المخيم على إغلاق أبوابها بموجب أمر صادر عن الاحتلال الذي يحمل جنوده ورقة تنصّ على إغلاق المحلات إلى حين انتهاء الاقتحام.

ويهدف الاقتحام، بحسب بشير، إلى "إرسال رسالة ترهيب واضحة لسكان المخيم، وخاصة الأطفال، لترسيخ فكرة أن الاحتلال حاضر بقوة في حياتهم اليومية، ولاسيما أن الاقتحام يعكس حالة من الهمجية لم يشهدها المخيم منذ الاجتياح الكبير عام 2002".

بدوره، قال منسق القوى الوطنية في مخيم الدهيشة، سامي شاهين لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال تقتحم منزلًا تلو الآخر في المخيّم، وتحقق ميدانيًا مع سكّان المنازل، كما اعتقلت عددًا من أبناء المخيم، ثمّ أفرجت عنهم، واعتقلت عددًا آخر غير معلوم حتى اللحظة". وأشار شاهين إلى أن وجود جرّافات الاحتلال على مداخل المخيّم "غير مفهوم أو مبرر، كونه لا يوجد أي إخطار مسبق بهدم منازل داخل المخيّم، ما يثير مخاوف السكّان من تنفيذ عدوان كما جرى في مخيّمي طولكرم وجنين يطاول هدم المنازل وتجريف الطرقات".