استمع إلى الملخص
- الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا في مخيمي طولكرم ونور شمس مع انقطاع المياه والكهرباء، وإجبار أكثر من 90% من الأهالي على النزوح إلى منازل أقاربهم أو مراكز إيواء.
- تستمر عمليات الاقتحام والحصار في المخيمات، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات وتدمير كبير في البنية التحتية، وبلغ عدد الشهداء 54 منذ بدء عملية "السور الحديدي".
هدم الاحتلال 14 مبنى يضم نحو 60 وحدة سكنية في مخيم طولكرم
نزح أكثر من 90% من أهالي مخيمي نور شمس وطولكرم
العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها يتواصل لليوم الـ24 على التوالي
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، هدم 14 مبنى يضم نحو 60 وحدة سكنية في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، بهدف شق طريق داخل المخيم يسهل السيطرة عليه، وسط تحذيرات من تغيير معالم المخيم. وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم، مهند مطر لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه الخطوة جاءت بعد إخطار الاحتلال للارتباط الفلسطيني بنيته هدم المباني بدءًا من يوم أمس الثلاثاء"، وبالفعل؛ هدمت بعضًا منها يوم أمس على أن تستكمل عملية الهدم اليوم.
وأكد مطر أن قوات الاحتلال منحت أصحاب المنازل المنوي هدمها مهلة ساعتين فقط، من الساعة 6 حتى 8 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، لدخول منازلهم وإخراج مقتنياتهم، مشيرًا إلى أن الأهالي تمكنوا من نقل بعض الأشياء البسيطة التي استطاعوا حملها وذلك بسبب تدمير الاحتلال الطرق في مخيم طولكرم.
ولفت مطر إلى أن هذه الإجراءات "تأتي في محاولة لتغيير معالم مخيم طولكرم وشق طرق جديدة فيه"، مشيرًا إلى أن المنازل والوحدات السكنية التي تم هدمها تضاف إلى عشرات المنازل الأخرى التي دمرت أو أحرقت أو هدمت جزئيًا في مخيمي نور شمس وطولكرم منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحالي.
من جهة ثانية، أفاد مطر بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تقتحم وتحاصر مخيم نور شمس، وسط حملات الدهم والتفتيش، إذ تُسمع بين الحين والآخر أصوات انفجارات. وأوضح أن مخيمي طولكرم ونور شمس أصبحا شبه فارغين، ولم يتبقَ فيهما سوى عدد قليل من العائلات، بالإضافة إلى عائلات تسكن في أحياء تقع على أطراف المخيمين.
وأشار مطر إلى أن الأوضاع الإنسانية في مخيمي طولكرم ونور شمس تزداد سوءًا، حيث يعاني السكان من انقطاع المياه والكهرباء، وقد حاولت طواقم البلدية الوصول لإصلاح شبكتي المياه والكهرباء، لكنها واجهت صعوبات كبيرة بسبب الدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال. ودعا إلى تكثيف الجهود الحكومية الفلسطينية والمؤسسات الدولية للوصول إلى المخيمين والاطلاع على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان، معربًا عن استغرابه من الصمت الدولي تجاه ما يحدث في طولكرم ومخيماتها، والتي تتعرض لعدوان غير مسبوق.
من جانبها، أكدت الناشطة نادية عرسان من مخيم طولكرم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال سمح لأصحاب المنازل المنكوبة بالدخول إليها لمدة ساعتين فقط، لاستعادة مقتنياتهم، إلا أن الأهالي لم يتمكنوا سوى من الحصول على بعض الملابس والوثائق الشخصية، نظرًا لصعوبة الأوضاع والدمار الواسع في الشوارع. وأشارت عرسان إلى أن الاحتلال يعمل على شق طرق داخل مخيم طولكرم، في خطوة تهدف إلى تغيير معالمه.
ووفقًا لعرسان، فإنه في ظل الظروف الإنسانية القاسية، اضطر عدد من العائلات التي كانت لا تزال داخل مخيم طولكرم إلى النزوح اليوم. وأكدت أن إعادة تأهيل وترميم مخيم طولكرم ليصبح صالحًا للسكن ستحتاج إلى شهور عدة، في حال انسحاب قوات الاحتلال، نظرًا لحجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والمنازل.
ويأتي ذلك بعدما أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 90% من أهالي مخيمي نور شمس وطولكرم، أي ما يزيد عن 20 ألف فلسطيني، على النزوح إلى خارجهما، غالبيتهم لجأوا إلى منازل أقاربهم داخل مدينة طولكرم وضواحيها، بينما استُقبل آخرون في مراكز إيواء خصصتها الجهات المختصة، في حين يعيش من تبقى في المخيمين أوضاعاً إنسانية صعبة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ24 على التوالي، ولليوم الـ11 على التوالي في مخيم نور شمس. بالتوازي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم جنين لليوم الـ30 على التوالي، بينما تم إجبار آلاف العائلات في تلك المخيمات على النزوح إلى خارجه وسط تدمير كبير.
ومنذ بدء عملية "السور الحديدي" التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة ومخيم جنين في 21 يناير/كانون الثاني الماضي وحتى الآن، وتوسعت في عدة مخيمات ومدن في شمال الضفة، بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 54 شهيدًا.