استمع إلى الملخص
- يصف عاصم منصور الوضع في مخيم الفارعة بأنه بالغ الصعوبة مع منع دخول طواقم الإصلاح والإسعاف، ومداهمات واعتقالات تعسفية، وتجريف مداخل المخيم.
- يؤكد سمير بشارات أن الحصار في طمون أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية وحليب الأطفال، مع تقييد حرية الحركة للطواقم الطبية، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار مشدد على بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوب طوباس شمال الضفة الغربية لليوم الخامس على التوالي، مما يزيد من المعاناة الإنسانية للأهالي، خاصة مع النقص الحاد بالمواد التموينية والأدوية وانقطاع الكهرباء والمياه.
ووصف رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم عاصم منصور، لـ"العربي الجديد"، الوضع في المخيم بأنه "بالغ الصعوبة"، ثم أضاف: "يعاني السكان من نقص في الماء والمواد التموينية، التي يمنع الاحتلال دخولها بشكل مستمر". كما أشار إلى أن العديد من مناطق مخيم الفارعة تعيش دون كهرباء جراء انقطاعها منذ خمسة أيام عن أجزاء من المخيم، أما مياه الشرب، فهي مقطوعة عن المخيم كله لليوم الخامس على التوالي، بسبب تدمير الاحتلال للبنية التحتية.
وأكد منصور أن قوات الاحتلال ترفض السماح بدخول طواقم الكهرباء والمياه لإصلاح الأعطال، لافتًا إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً في مخيم الفارعة بعد منع قوات الاحتلال حتى طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر من الوصول إلى المخيم. وبحسب منصور، تواصل قوات الاحتلال نشر نقاط عسكرية على أسطح عدد من المنازل، حيث حولتها إلى ثكنات عسكرية، ونصبت عليها قناصتها، وطردت أصحاب هذه المنازل منها واضطروا للنزوح لدى أقاربهم.
وقال منصور إن قوات الاحتلال تقوم بمداهمة المنازل الأخرى، وتجري اعتقالات وتحقيقات مع السكان وتتعمد إطلاق النار على أي تحرك داخل المخيم. ولم يقتصر الأمر على هذا، بحسب منصور، بل قامت قوات الاحتلال بتجريف مداخل المخيم وحفرها بعمق يصل إلى مترين، مما جعل الوصول إلى المخيم أكثر صعوبة ويشدد الحصار المفروض عليه، كما أن هناك تعزيزات كبيرة لقوات الاحتلال، مع تحليق مستمر لطائراته في سماء المنطقة.
ولفت منصور إلى أنه في ظل هذه الظروف القاسية، هناك حالة وفاة طبيعية لفتاة من سكان مخيم الفارعة، وما زال جثمانها موجودا في ثلاجة الموتى داخل المخيم، حيث لم يتمكن الأهالي من دفنها بسبب الحصار المتواصل.
في هذه الأثناء، أكد نائب رئيس بلدية طمون، سمير بشارات، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال شنت حملات مداهمات واعتقالات واعتداءات على المواطنين بالضرب باستخدام البنادق، كان آخرها فجر اليوم الخميس، إضافة إلى التحقيقات الميدانية التي تتم بشكل قسري، رغم الظروف الجوية القاسية.
وأكد أن حرية التحرك داخل البلدة أصبحت معدومة، إذ "يمنع على أي شخص من دخولها أو الخروج منها"، مما يزيد من حصار البلدة وعزلتها بشكل كامل. وأشار بشارات إلى وجود نقص حاد في المواد التموينية الأساسية وحليب الأطفال، حيث يمنع الاحتلال دخول أي إمدادات من هذا القبيل إلى البلدة.
ووفقاً لنائب رئيس بلدية طمون، فإن قوات الاحتلال تقوم بتجريف الشوارع في البلدة، كما تقطع الكهرباء بشكل مستمر، وعندما يتم إصلاح أي خلل في شبكة المياه أو الكهرباء، يتم استهدافها من قبل قوات الاحتلال مجدداً.
وقال بشارات "هناك تقييد لحرية عمل الطواقم الطبية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب نقص حاد في الأدوية ونقص في المواد التموينية، وتراكم النفايات في شوارع البلدة، ما قد يسبب خلال الأيام القليلة المقبلة وضعا إنسانيا صعبا حال استمر الحصار المطبق على طمون". وحذر بشارات من تفاقم الوضع الإنساني في طمون، مؤكدا أن الأوضاع الراهنة تتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل المؤسسات الدولية لإنقاذ الأهالي وتخفيف معاناتهم.