الاحتلال يواصل تجريف المقبرة اليوسفية بالقدس واعتقالات وهدم بالضفة
يسود التوتر منذ صباح اليوم الثلاثاء في محيط المقبرة اليوسفية، المتاخمة للمسجد الأقصى المبارك، مع مواصلة طواقم ما يسمى بـ"سلطة الطبيعة" الإسرائيلية العمل في المقبرة، بما في ذلك أعمال تجريف ووضع أتربة فوق بعض القبور والأضرحة، بينما نفذت قوات الاحتلال اعتقالات وهدم منشآت بالضفة الغربية بما فيها القدس.
وكانت مجموعات من المواطنين المقدسيين اعتصمت داخل المقبرة، وحاولت منع طواقم سلطة الطبيعة من مواصلة اعتدائها قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتبعد عدداً منهم بالقوة وتعتقل اثنين على الأقل.
وفي وقت لاحق، استدعت قوات الاحتلال أعداداً إضافية من عناصرها إلى المقبرة اليوسفية، وفرضت حصاراً عليها مع تواصل توافد مواطنين إلى هناك، حيث اندلعت اشتباكات بالأيدي بين المواطنين من جهة وطواقم السلطة وشرطة الاحتلال من الجهة الأخرى.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، حذر المهندس مصطفى أبو زهرة، رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس، من استمرار الاعتداء على المقبرة اليوسفية، وقال "الاحتلال ماض في اعتدائه ولا يتوقف عن ذلك"، مناشداً المواطنين الدفاع عن قبور موتاهم والتي تتعرض للنبش والتدمير، مؤكدًا أن "ما يحدث يعد جريمة كبرى على العالم وقفها في الحال".
في حين، انتقد المحامي حمزة قطينة ما سماه الصمت الرسمي وضعف الحراك الشعبي حيال ما يجري من اعتداء على اليوسفية، وقال لـ"العربي الجديد": "إن ما تقوم به سلطة الطبيعة الإسرائيلية جريمة يجب أن تتوقف في الحال، وأن يعلَن موقف رسمي فلسطيني وعربي إزاء ذلك".
يذكر أنّ سلطات الاحتلال كانت هدمت سور المقبرة اليوسفية والدرج في المدخل المؤدي إليها، مطلع شهر يناير/ كانون الثاني 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، لصالح "مسار الحديقة التوراتية".
في سياق آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على فترتين صباحية وبعد الظهيرة.
كما استدعت قوات الاحتلال مروان الغول، رئيس نادي سلوان الرياضي، للتحقيق معه بمركز تحقيق المسكوبية في القدس، بينما جرى اعتقال الشاب محمد أبو شوشة فجر اليوم، من حي واد الجوز بمدينة القدس.
هدم منازل بالقدس
في شأن آخر، أجبرت بلدية الاحتلال في القدس، عائلتين، على هدم منازلهما في حي واد الجوز في مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة-القدس، أن بلدية الاحتلال في القدس أجبرت عائلة جابر على هدم منزلين، وعائلة عرامين على هدم منزل، في حي واد الجوز بالقدس، واضطرتا "عرامين وجابر" لتنفيذ القرار تفادياً لدفع غرامات مالية وأجرة هدم لطواقم وآليات البلدية، ولعدم إلحاق الضرر بالمنازل المجاورة لها في حال تنفيذ الهدم بالجرافات.
في سياق آخر، اقتلع مستوطنون، الثلاثاء، 25 شتلة زيتون في أراضي قرية المعصرة جنوب غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تعود للمواطن محمد بريجية، وفق ما أفاد به مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم، حسن بريجية.
على صعيد منفصل، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية بأن قوات الاحتلال هدمت، الثلاثاء، 4 محال تجارية قيد الإنشاء في قرية دير قديس غرب رام الله وسط الضفة الغربية، تعود للمواطن أيمن عدنان سطيح، فيما أشارت مصادر صحافية إلى أن قوات الاحتلال كانت أخطرت صاحبها بهدمها بحجة قربها من سياج إحدى المستوطنات القريبة.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، الشاب أحمد فؤاد قط من قرية مادما جنوب نابلس شمال الضفة، والشابين نسيم جميل حمايل وجلال ربحي دويكات من بلدة بيتا جنوب نابلس، كما استدعت الأسير المحرر إبراهيم عرفة من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم وتزامن ذلك مع اقتحام المخيم واندلاع مواجهات مع الشبان دون وقوع إصابات، كما سلمت قوات الاحتلال بلاغاً للشاب وسيم حسني من بلدة دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، لمراجعة مخابراتها.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، الشاب إيهاب الحويطي من قرية كفا جنوب شرق طولكرم شمال الضفة الغربية على حاجز "الكونتينر" المقام شمال بيت لحم، خلال توجهه إلى مستشفى بيت جالا لاستكمال علاجه، علماً بأنه يستخدم كرسياً متحركاً للتنقل نتيجة إصابته في حادث سير قبل نحو شهر، بينما احتجزت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، أربعة فلسطينيين بينهم قاصران في حارة جابر بالبلدة القديمة من مدينة الخليل ثم أطلقت سراحهم.
كذلك أصيب شاب فلسطيني بالرصاص الحي في يده وفلسطينيون آخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع الاحتلال، الليلة الماضية، في بلدة يعبد جنوب جنين شمال الضفة الغربية، فيما اعتدى جنود الاحتلال بعد الاعتداء عليه بالضرب، وأصيب شاب برضوض بعد أن دهسته دورية عسكرية إسرائيلية ونقل للمستشفى لتلقي العلاج.
إلى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال لعدة ساعات، مساء الإثنين، مدخل قرية ترمسعيا شمال رام الله، ومنعت الفلسطينيين من الدخول أو الخروج منها، بحجة إلقاء الحجارة على سيارات المستوطنين، فيما تسبب الإغلاق بأزمة مرورية خانقة واحتجاز مئات المركبات الفلسطينية.
