- لا توجد معطيات واضحة حول أعداد المعتقلين، حيث أعلنت إدارة السجون عن وجود 1772 معتقلاً، بينهم أربع أسيرات وعشرات الأطفال، واستحدثت معسكرات مثل سديه تيمان وعناتوت.
- كشفت شهادات المعتقلين عن جرائم تعذيب وتنكيل غير مسبوقة، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية، واستشهاد العشرات، مع استمرار الاحتلال في إخفاء الأسماء ومنع زيارات الصليب الأحمر.
أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استحداث معسكرات جديدة لاحتجاز المزيد من معتقلي غزة الذين يقدرون بالآلاف، وكان آخرها معسكر نفتالي، الذي يُحتجز فيه بين 80 و90 معتقلاً، وذلك استناداً لرواية المعتقلين الذين تمت زيارتهم أخيراً.
وأوضحت الهيئة والنادي، في بيان صحافي مساء اليوم الأربعاء، أنّ هذا المعسكر من بين عدد من المعسكرات التي استحدثها الاحتلال أو أعاد استخدامها بعد الحرب، وذلك في ضوء استمرار حملات الاعتقال الكثيفة، والتي طاولت الآلاف من غزة، إلى جانب استخدام السجون المركزية لاحتجازهم. ولفتت الهيئة والنادي إلى أنّه واستناداً لكل الزيارات التي تمت خلال الفترة الماضية لعدد من المعسكرات التي يُحتجز فيها معتقلو غزة، فإن ظروف الاحتجاز متشابهة، ومجدداً فإن جميع من تمت زيارتهم كانوا يتوقفون مطولاً عند فترة التحقيق، حيث تعرض جميعهم لعمليات تعذيب ممنهجة، ونقلوا إفادات صادمة ومروعة، حيث استخدم جنود الاحتلال وسائل وأساليب التعذيب كافة، وحُوّل كل شيء في بنية السجن إلى أداة للتعذيب والتنكيل.
ووصف المحامي الذي أجرى الزيارة لثلاثة من المعتقلين في معسكر نفتالي، أن الزيارة تمت بمرافقة أحد جنود الاحتلال منذ لحظة الدخول إلى المعسكر حتى انتهاء الزيارة، وقد خصص "كونتينر" كحيز لإتمام الزيارة، مقسماً إلى نصفين، يحتوي على شباك بلاستيكي مغلق وبدون هاتف، وبدون إنارة، وفي حال تم إغلاق الباب، لا يمكن للمحامي رؤية الأسير.
وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أنّه وحتّى اليوم، لا توجد معطيات واضحة عن أعداد معتقلي غزة، وتحديداً المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، علماً أنّ إدارة سجون الاحتلال أعلنت في بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول 2024 عن وجود 1772 معتقلاً في السجون ممن صنفتهم بالمقاتلين غير الشرعيين، وما زال المئات منهم رهن الاختفاء القسري.
ومن ضمن إفادات أحد المعتقلين الذين تمت زيارتهم، أكّد أنّه "اعتقل في شهر مارس/ آذار الماضي من مستشفى الشفاء، رغم أنّه كان يعاني من إصابات في قدميه، نتيجة تعرضه لحادث، وقد تعمّد جنود الاحتلال التحقيق معه داخل المستشفى، وأجبروه على التوقيع على ورقة باللغة العبرية لا يعرف ما تضمنت، واعتدوا عليه بالضرب المبرح بعد اعتقاله، مما دفعه للاعتراف بأمور ليست له أي علاقة بها".
يُشار إلى أن أبرز المعسكرات التي استخدمها الاحتلال لاحتجاز معتقلي غزة بعد الحرب، هي معسكرات سديه تيمان، وعناتوت، ومعسكر عوفر، بالإضافة إلى معكسر نفتالي، هذا عدا عن العديد من المعسكرات التي أنشأها بالقرب من غزة. وحتّى اليوم، ومنذ بدء حرب الإبادة، لا يوجد تقدير واضح لعدد المعتقلين من غزة في سجون ومعسكرات الاحتلال، والمعطى الوحيد المتوفر هو ما أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال في بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو 1772 ممن صنفتهم بالمقاتلين غير الشرعيين، من بينهم أربع أسيرات محتجزات في سجن الدامون، وعشرات من الأطفال تحديداً في سجن مجدو، ومعسكر عوفر.
ولم تتمكن مؤسسات الأسرى من رصد عدد حالات الاعتقال من غزة في ضوء جريمة الاختفاء القسري التي فرضها الاحتلال على معتقلي غزة منذ بدء الحرب، ويقدر عددهم بالآلاف. واستحدث الاحتلال عدة معسكرات خاصة لاحتجاز معتقلي غزة، إلى جانب السجون المركزية، منها ما هو معلوم، وقد تكون هناك معسكرات غير معلن عنها، كان أبرزها معسكر سديه تيمان، ومعسكر عناتوت، ومعكسر في حيز سجن عوفر، إضافة إلى معسكر نفتالي.
وشكّلت روايات وشهادات معتقلي غزة تحولاً بارزاً في مستوى توحش منظومة الاحتلال، والتي عكست مستوى غير مسبوق من جرائم التعذيب، وعمليات التنكيل، والتجويع، بالإضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة، والاعتداءات الجنسية، واستخدامهم دروعاً بشرية. وشكّل معسكر سديه تيمان عنواناً بارزاً لجرائم التعذيب، والجرائم الطبيّة المروعة بحق معتقلي غزة، إضافة إلى ما حملته روايات وشهادات معتقلين آخرين مفرج عنهم عن عمليات اغتصابات واعتداءات جنسية فيه، مع العلم أنّ هذا المعسكر ليس المكان الوحيد الذي يحتجز فيه معتقلو غزة، فالاحتلال وزّعهم على عدة سجون مركزية ومعسكرات، ونفّذ بحقّهم عمليات تعذيب ممنهجة، توازي عمليات التعذيب في معسكر سديه تيمان، منهم سجني النقب وعوفر.
وأدت هذه الجرائم إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، هذا عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين، علماً أنّ المؤسسات المختصة أعلنت فقط عن 29 شهيداً من معتقلي غزة، وهم من بين 47 معتقلاً وأسيراً استُشهدوا منذ بدء حرب الإبادة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء بقية أسماء معتقلين استشهدوا في المعسكرات والسجون. ويواصل منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم، كما الأسرى والمعتقلون كافة.
يشار إلى أنّ الاحتلال ينفذ حتى اليوم حملات اعتقال واسعة في شمال غزة طاولت بحسب التقديرات أكثر من ألف معتقل، علماً أن حملات الاعتقال هذه طاولت العشرات من الطواقم الطبية، وحتى اليوم لا تتوفر معلومات عن مصير من تم اعتقالهم أخيراً وما زالوا رهن الاختفاء القسري. من جانب آخر، نشرت الهيئة والنادي أسماء عدد من المعتقلين المحتجزين في معسكر نفتالي، وهم: عاشور دغمش، وحمزة شلوف، والصحافي محمد أبو شاويش، وغياث المدهون، وصلاح أبو شمالة، وخالد حسن جديدة، وحسين زعزوع، وهو قاصر يبلغ من العمر 17 عاماً، ويوسف نعمان عبود، بالإضافة إلى الدكتور محمد ظاهر رئيس العناية المركزة بمستشفى الإندونيسي، ومحمد تيسير عساف أحد الممرضين في مستشفى كمال عدوان، ومحمد سلامة كتاري.