هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، منشأة تجارية في القدس، وأجبرت مواطنين فلسطينيين على هدم منازلهم في القدس، بينما أقامت قوات الاحتلال بؤرة استيطانية في جنين شمال الضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال، صباح اليوم، حي جبل المكبر جنوب القدس، وهدمت منشأة تجارية تعود للمواطن أحمد مشاهرة، بحجة عدم الترخيص، فيما ترافقت عملية الهدم هذه مع إغلاق لموقع الهدم، ومنع المواطنين من الوصول إليه، ومحاولة الاعتداء على مواطنين هناك.
وكانت بلدية الاحتلال في القدس أرغمت، أمس الأحد، المواطن المقدسي عاصم جعابيص، من سكان حي جبل المكبر، على هدم منزله الذي يؤويه وعائلته منذ سبع سنوات، بدعوى عدم الترخيص.
وسبق ذلك إرغام بلدية الاحتلال في القدس، عائلة الدلال، في بلدة بيت حنينا شمالي القدس، على هدم ثلاثة مساكن تؤوي ثلاثة من أبنائه. فيما باتت عمليات الهدم لمنازل المواطنين تتم بصورة جماعية، كما حدث مع عائلات العبيدي وخضر والدلال، حيث فقدت خمس عشرة أسرة مساكنها منذ مطلع أغسطس/آب الجاري.
يأتي ذلك، في وقت كثفت فيه بلدية الاحتلال في القدس حملات الدهم للأحياء المقدسية، حيث سلمت طواقم ما يُسمّى المراقبة على البناء فيها، أمس واليوم، 11 إخطاراً بالهدم في بلدات العيسوية وسلوان وبيت حنينا، حيث تركزت أخيراً عمليات الهدم هذه.
وفي آخر عملية هدم ذاتي لمنزل مواطن مقدسي من حي المروحة في بيت حنينا، تُوفي فتى في السادسة عشرة من عمره، وهو علي برقان، بعد أن سقط عليه جدار منزل كان يعاون أصحابه من عائلة عابدين على هدمه بيديه. وجرت، أمس، مراسم تشييع للفتى بمشاركة عدد كبير من المواطنين.
من ناحية أخرى، استأنف المستوطنون اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى المبارك، اليوم الإثنين، حيث شارك فيها العشرات، من بينهم عناصر جيش ومخابرات الاحتلال ورؤساء جمعيات استيطانية، بالإضافة إلى طلاب جامعات.
في سياق آخر، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، في وضع "كرفانات" (بيوت متنقلة) في منطقة جبلية قرب حاجز برطعة، خلف جدار الفصل والتوسع العنصري جنوب غرب جنين، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان لها اليوم، "إن الشروع في إقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب حاجز برطعة العسكري، جنوب غرب جنين، ضم تدريجي للضفة الغربية".
وأدانت الخارجية الفلسطينية انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق أبناء شعبنا ومقدراته، وعمليات هدم المنازل المتواصلة في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في القدس.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإمعان اسرائيلي رسمي في تعميق الاستيطان، وإدامة الاحتلال، وصولاً إلى نظام فصل عنصري بغيض في فلسطين المحتلة.
وأكدت خارجية فلسطين أن هذه الجرائم تندرج في إطار إصرار حكومة "بينت-لبيد" على تنفيذ مشاريعها الاستيطانية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين، على طريق ضم الضفة المحتلة، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ذات سيادة، متصلة جغرافياً، بعاصمتها القدس الشرقية.
وحمّلت الوزارة، الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية كاملة عن نتائج وتداعيات عملياتها الاستيطانية، والتهجير القسري، والتطهير العرقي الذي تمارسه في عموم المناطق المصنفة (ج) التي تشكل غالبية مساحة الضفة.
وحذرت الخارجية الفلسطينية من التعامل مع تلك الانتهاكات كأمور اعتيادية، مألوفة، كونها باتت تتكرر يومياً، مطالبة مجلس الأمن الدولي باحترام التزاماته وتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وشددت الخارجية الفلسطينية على ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات والتدابير التي يفرضها القانون الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، كترجمة عملية لمواقف الدول التي تدّعي الحرص على تطبيق مبدأ حل الدولتين.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، شاباً من بلدة سلوان جنوب القدس، بينما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، على طالب قرب حاجز أبو الريش العسكري المقام غرب الحرم الإبراهيمي، وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أثناء توجهه إلى مدرسته، ما تسبب في إصابته برضوض وكدمات في رأسه.
يأتي ذلك بعد يوم من اقتحام قوات الاحتلال مدرستين للذكور والإناث في بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وإطلاقها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في محيط المدارس في البلدة، ما خلق حالة من الهلع والخوف بين صفوف الطلبة.
وعلى صعيد آخر، أعادت قوات الاحتلال إغلاق ما تُسمّى "سدة قلقس" جنوب مدينة الخليل، بعد أن أعاد المواطنون فتحها قبل أيام، فيما كان مستوطنون حطموا تسع مركبات للمواطنين الفلسطينيين في حارة جابر في البلدة القديمة من مدينة الخليل.