استمع إلى الملخص
- يجري الجيش اللبناني تحقيقات لتعقب مصدر الصواريخ، مع تعزيز انتشاره في الجنوب، وسط اتصالات رفيعة المستوى لاحتواء الأزمة.
- حذر رئيس الوزراء اللبناني من مخاطر التصعيد العسكري، مطالباً الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل للانسحاب، بينما تسعى قوات اليونيفيل للحث على ضبط النفس.
معاريف: حزب الله يختبر إسرائيل
اتصالات رفيعة لتحديد الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ
نواف سلام يحذر من مخاطر جر لبنان إلى حرب جديدة
الاحتلال يحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ
اتهم الاحتلال الإسرائيلي حزب الله بإطلاق ستة صواريخ صباح اليوم السبت، مشيراً إلى اعتراضه ثلاثة منها، بينما سقطت الصواريخ الأخرى في لبنان، جاء ذلك فيما نفى مصدر نيابي في الحزب مسؤوليته عن القصف. وفي ضوء إطلاق الصواريخ، خرج وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مهدداً بأنه أوعز إلى جيشه "الرّد بقوّة"، محملاً "حكومة لبنان المسؤولية الكاملة".
ففي السابعة والنصف من صباح اليوم، دوت صفارات الإنذار في مستوطنة المطلة، بعد إطلاق صواريخ من لبنان، لم ينجم عنها أضرار بسبب اعتراضها. فيما اعتبرت صحيفة معاريف أن حزب الله "يختبر إسرائيل"، مشيرةً إلى أن "نتيجة الاختبار سيوضحها الرّد الذي بدوره سيحدد مستقبل الشمال". وتساءلت الصحيفة بشأن ما إذا كان الرّد سيقتصر على مكان إطلاق الصواريخ، أم سيمتد ليطاول بيروت.
وأكد مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد" أن الحزب لم يطلق أي صواريخ اليوم ولا علاقة له بما حصل في الجنوب. وأضاف المصدر أن حزب الله أبلغ الرئيسين (الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام)، بأن لا علاقة له بإطلاق الصواريخ من الجنوب ولا نيّة له في أي تصعيد.
وأتى إطلاق الصواريخ بعد أيام من استئناف الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استمرار العدوان وعمليات التهجير في الضفة الغربية، إضافة إلى قصف واستهداف أماكن متفرقة في لبنان، إذ خرق الاحتلال وقف إطلاق النار مئات المرات رافضاً في الوقت نفسه الانسحاب من 5 مواقع استراتيجية.
اتصالات رفيعة لاحتواء الأوضاع والجيش اللبناني يحقق
ولم يتبنَّ حزب الله ولا أي جهة أخرى حتى الساعة إطلاق الصواريخ، فيما قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد" إن "اتصالات رفيعة المستوى تجري الآن لمعرفة حيثيات إطلاق النار ومصدره". من جانبه، قال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إن الجيش يعزز انتشاره في الجنوب ويسيّر دورياته، كما يجري تحقيقات حول إطلاق النيران من لبنان والنقطة التي أطلقت منها الصواريخ باتجاه المطلة.
وقُبيل إطلاق الصواريخ من لبنان، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مطار الـ"تي فور" في مدينة تدمر السورية، فيما ذكرت "معاريف" أن القصف في سورية أتى بعد تعقب ومراقبة أجراها سرب الاستخبارات في سلاح الجو لقواعد عسكرية جوية كان يُسيطر عليها نظام بشار الأسد الذي سقط في 8 ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي، لافتةً إلى أن القصف الواسع النطاق "دمّر قدرات عسكرية جوية بهدف الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة".
وعلى الرغم من أن إسرائيل هي من تواصل التعدي على سورية ولبنان، من دون أي رد فعل يقابلها إلى الآن، اعتبرت "معاريف" أن "إيران ومن خلال وكلائها في المنطقة، تواصل تحدي إسرائيل خصوصاً في خضم الأزمة السياسية الداخلية التي تشهدها الأخيرة". في إشارة إلى تجدد التظاهرات الاحتجاجية على نحو واسع ضد حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب إقالة رئيس "الشاباك"، رونين بار، والسعي إلى إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، واستئناف سن بنود مخطط "الانقلاب القضائي".
وحرضت الصحيفة على استهداف لبنان على نحو واسع، حتّى يكون الرّد "عبْرة"، تدرك من خلاله الدولة اللبنانية "ما الذي يعنيه استهداف السيادة الإسرائيلية"، على حدِّ تعبيرها.
كاتس: المطلة مقابل بيروت
من جهته، هدد وزير الأمن يسرائيل كاتس، بأنه "لن نسمح بفرض واقع إطلاق الصواريخ من لبنان على مستوطنات الجليل"، مشيراً إلى أنه "تعهدنا بأن مستوطنات الجليل ستكون آمنة، وهذا ما سيكون"، محملاً الحكومة اللبنانية "المسؤولية عن إطلاق النار من أراضيها"، لافتاً إلى أنه "أوعزت إلى الجيش بالرّد المناسب". كما هدد كاتس بأن يكون الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ وفق معادلة "المطلة مقابل بيروت".
إلى ذلك، قال رئيس بلدية كريات شمونة، أفيخاي شطيرن، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة إنه "لدي سؤال واحد لقائد المنطقة الشمالية، أوري غوردين، الذي قال إنه لا يوجد ما يمنع سكان الشمال من العودة إلى منازلهم- هل ما زلت تعتقد ذلك؟".
وأجرى قائد أركان جيش الاحتلال، أيال زامير، صباح اليوم تقديراً للوضع، أعلن عقبه نيّته "الرّد بقوة على إطلاق النار من لبنان"، موضحاً أنه لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية للسكان.
وفي الإطار، قال رئيس مستوطنة المطلة ديفيد أزولاي، في مقابلة مع موقع "واينت" العبري، "نزور أولئك الذين عادوا إلى بيوتهم، لنستوضح كيف يشعرون.. قائد المنطقة الشمالية أوري غودين أعلن مطلع الشهر أنه لا يوجد ما يمنع عودة السكان.. لكننا لن نقبل بالعودة إلى واقع 6 أكتوبر، وأرغب في تذكير الجميع، 23 عاماً من التقطير (إطلاق نار متقطع من لبنان)، وهذا ما يحاول الجيش والقيادة الشمالية وحكومة إسرائيل تطبيعه. لن نسمح لهم بذلك".
نواف سلام يحذر من مخاطر حرب جديدة
في المقابل، حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين. وقالت رئاسة الوزراء اللبنانية إن سلام أجرى اتصالاً بوزير الدفاع الوطني ميشال منسى، مشدداً على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم.
ولفتت إلى أن سلام اتصل أيضاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ويلتزم به لبنان.
وفي السياق، أكدت مصادر "العربي الجديد"، أن اليونيفيل تجري اتصالات مع جميع الأطراف من أجل الحث على ضرورة ضبط النفس، وسط مخاوف من تطور الأوضاع. وقال مصدر في اليونيفيل لـ"العربي الجديد"، إن صفارات الإنذار تدوي في مراكزها في دير سريان وعدشيت القصير في إجراء روتيني يحصل عند حصول إطلاق نار.