الاحتلال يهجّر عشرات العائلات من أهالي مخيم العين غربي نابلس في اقتحام غير مسبوق

19 مارس 2025
مركبات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العين، 19 مارس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواصل الاحتلال الإسرائيلي تهجير عشرات العائلات من مخيم العين في نابلس، حيث يتم استخدام الأطفال والشباب كدروع بشرية، مع تحويل المنازل لنقاط اعتقال وسط تعزيزات عسكرية مكثفة.
- يواجه المهجرون ظروفًا قاسية، حيث يتم إخلاء المنازل بوحشية وتفتيشها، مع تهديدات بالقتل وإجبار العائلات على مغادرة منازلهم في دقائق معدودة، مما يشتت الأسر ويتركهم بلا مأوى.
- لا توجد أي جهة رسمية فلسطينية تقدم الدعم للمهجرين، بينما تواصل قوات الاحتلال تهديد الأهالي بمصير مشابه لمخيمات أخرى، وسط اعتقالات وإخلاء مستمر للمنازل.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تهجير عشرات العائلات من مخيم العين غرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، في ظل اقتحام كبير وغير مسبوق للمخيم وسط استمرار التعزيزات العسكرية للمخيم بمئات من الجنود والآليات العسكرية الإسرائيلية. وأكد مهجرون من أهالي مخيم العين أن جنود الاحتلال يستخدمون الأطفال والشباب دروعا بشرية في اقتحام بيوت المخيم، فيما يمهل الأهالي دقائق للخروج من منازلهم تحت التهديد بالقتل.

وحسب شهود عيان لـ"العربي الجديد" فإن "اعتقال الشبان مستمر وتم تحويل عدد من المنازل لنقاط اعتقال". ومن غير المعلوم عدد المعتقلين حتى الآن من شبان المخيم. وقال الشاب أمير عبد الكريم سيف (34 عاما) أحد المهجرين لـ"العربي الجديد": "نحو الثالثة فجرا دهم أكثر من ستين جنديا إسرائيليا بيتنا المكون من عدة طبقات، ويسكن فيه أربع عائلات عددها 18 من الرجال والنساء والأطفال". وتابع: "كانوا يتعاملون معنا بوحشية كبيرة، وقاموا باستخدامي درعا بشرية للصعود إلى بيوت إخوتي في الطوابق العلوية، حيث تم إجباري على المسير أمام الجنود والبندقية في ظهري".

وقال: "تم تجميعنا بالكامل في غرفة واحدة، وبدأوا بتفتيش البيت بشكل وحشي، حيث اقتحم المنزل ومحيطه نحو 100 جندي على أقل تقدير". وأضاف: "لاحقا حضر الجنود إلينا وأبلغونا أن لدينا سبع دقائق فقط لإخلاء المنزل، فقلنا لهم إن تجميع أدوية أمي المسنة المريضة وتهيئتها للخروج من المنزل يحتاج إلى وقت أطول، فبدأوا بالصراخ، وقام جندي آخر بتكسير زجاج المنزل".

وقال: "عندما سألناهم عن عدد الأيام التي سنمضيها خارج المنزل، أجابني أحد الجنود ربما 3 أيام أو 20 يوما أو أكثر". وتابع: "لقد تشتتنا بالكامل، كل أفراد العائلة توزعت على الأقارب، وبقيت أنا وأخي في الشارع، لا نستطيع أن نثقل على أقاربنا أكثر". وأضاف: "لا أعرف ماذا أفعل، أو أين سأذهب، حولي في متنزه جمال عبد الناصر في نابلس أكثر من 60 عائلة هجرت منذ الصباح، النساء والأطفال يذهبون إلى بيوت الأقارب ويبقى الرجال". وختم: "المشكلة لا يوجد أي جهة رسمية فلسطينية تواصلت معنا لتساعدنا، قمت بالاتصال مع شرطة نابلس وطلب المساعدة منهم وسألتهم لمن ألجأ؟ فأجابوني "هذا احتلال لا نستطيع أن نفعل شيئا"".

وقامت قوات الاحتلال بنشر منشورات في مخيم العين تهدد الأهالي فيه بأن مصيرهم سيكون مثل مصير مخيم جنين ومخيمات طولكرم. وفي شهادته، قال شادي القاطوني أبو يسري من مخيم العين لـ"العربي الجديد": "هناك قوات كبيرة جدا تنتشر في المخيم ومحيطه بشكل غير مسبوق، عشرات الآليات العسكرية ومئات الجنود الذين حوّلوا المخيم لثكنة عسكرية". وأضاف: "اقتحم منزلنا عشرات الجنود الإسرائيليين صباحا، وقاموا باستخدام جارنا الشاب سائد أبو ربيع درعا بشرية لفتح باب منزلنا، ومنازل كل الحي". وقال: "قاموا بتحطيم صورة ابني الذي يعمل في حرس الرئاسة". وتابع: "هناك اعتقال للعشرات من الشبان، وتم إخلاء عشرات المنازل حتى الآن، ولا نعرف إلى متى ستستمر الحملة".

ومنذ الصباح الباكر، تقوم طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني بإخلاء مرضى غسيل الكلى والأطفال المرضى من مخيم العين والمصلين الذين تم حصارهم في مسجد المخيم.

المساهمون