الاحتلال ينفذ سلسلة تفجيرات في بلدات جنوبي لبنان

22 يناير 2025
قصف إسرائيلي على جنوبي لبنان، 22 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تفجيرات جنوب لبنان، متجاوزًا اتفاق وقف إطلاق النار، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 30 شخصًا وتدمير البنى التحتية، واستغل الفرصة لدخول مناطق جديدة.
- يواصل الجيش اللبناني تفجير الذخائر غير المنفجرة وينتشر في المناطق التي ينسحب منها الاحتلال، بالتنسيق مع اليونيفيل، مع دعوات للأهالي بعدم العودة حتى صدور التعاميم الرسمية.
- أكد السفير البريطاني دعم بلاده للبنان وتعزيز قدرات الجيش، مشيرًا إلى أهمية تطبيق القرار 1701 والاستقرار وتشكيل الحكومة لإعادة الإعمار.

نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، سلسلة تفجيرات في بلدات عيتا الشعب وحولا ومركبا والطيبة والمجيدية في الجنوب اللبناني، وذلك قبل أربعة أيام من انتهاء مهلة الستين يوماً التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

وفاقت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الـ500 وأسفرت عن استشهاد أكثر من 30 شخصاً، بينهم مواطن عثر اليوم على جثته داخل سيارته في وادي السلوقي التي تتعرض في الأيام الماضية لعمليات نسف متتالية، حيث أطلق الاحتلال النار باتجاهه أثناء توجهه إلى بلدته طلوسة في الجنوب.

ويعمد الاحتلال منذ اليوم الأول لدخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ إلى تنفيذ سياسة تفجير المنازل والمساجد والبنى التحتية، حتى أن نسبة التدمير فاقت في عدد من البلدات والقرى الحدودية تلك المسجلة قبل 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كما استغل جيش الاحتلال الفرصة ودخل إلى مناطق لم يكن يدخلها أو كان يصعب عليه الوصول إليها أثناء الاشتباكات البرية مع حزب الله.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية في لبنان (الوطنية للإعلام)، فقد صعّد جيش الاحتلال اليوم وتيرة اعتداءته على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة لإلحاق الأذى أكثر بالقرى الحدودية، ولا سيما عيتا الشعب ويارون وغيرهما من القرى، كما أنهى بناء الجدار الإسمنتي بين لبنان وفلسطين المحتلة على طول الخط الأزرق من يارين إلى الضهيرة.

في المقابل، يواصل الجيش اللبناني تفجير الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي خصوصاً في الجنوب والبقاع، مكرراً دعواته إلى أهالي القرى الجنوبية الأمامية بالتريث وعدم العودة إلى بلداتهم بانتظار التعاميم الرسمية والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.

وقال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ غالبية القرى الحدودية لا تزال محتلة باستثناء الناقورة، والبياضة، وشمع، وطيرحرفا، والجبين، وراميا، والقوزح، وبنت جبيل والخيام، لافتاً إلى أن "الخروقات لا تزال تسجل والأجواء حتى الساعة غير إيجابية"، داعيا الأهالي إلى التريث في العودة وانتظار التعاميم الرسمية، حتى بعد تاريخ 26 يناير/كانون الثاني الجاري، وهو آخر يوم في مهلة الستين يوماً.

وأشار إلى أنّ الجيش يستكمل انتشاره وتعزيز تمركزه في المناطق التي ينسحب منها الاحتلال، وذلك لبسط سلطة الدولة وتنفيذاً للقرار 1701، الذي يلتزم به لبنان بالكامل، والتنسيق قائم مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وفي إطار اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. كما دعت عدة بلديات في القرى الحدودية الأهالي إلى انتظار بيان رسمي من السلطات المختصة والجيش اللبناني الذي سيوضح، مساء السبت، مسار الأمور وما إذا كانت العودة آمنة، مع ضرورة التروي وعدم التسرع والانفعال.

بريطانيا تؤكد الوقوف إلى جانب لبنان

في السياق، أكد السفير البريطاني لدى لبنان هاميش كويل، خلال لقائه الرئيس جوزاف عون وتسليمه رسالة تهنئة من ملك بريطانيا تشارلز، وقوف بلاده إلى جانب لبنان واستمرارها في تقديم الدعم في المجالات كافة، ولا سيما تعزيز قدرات الجيش والقوات المسلحة اللبنانية. ورأى كويل أن انتخاب الرئيس عون يشكّل فرصة للبنان للنهوض من جديد بعد الأزمات التي عصفت به، مؤكداً أن "المجتمع الدولي عموماً وبريطانيا خصوصاً، سوف يواكبان هذا المسار ويقدمان الدعم اللازم في هذا الإطار". وتناول اللقاء الوضع في الجنوب وضرورة تطبيق القرار الدولي 1701، وتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بما فيها انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال موجودة فيها. وشدد كويل على أهمية الاستقرار في لبنان.

من جهته، أكّد عون ضرورة "الترفع عن كافة الصغائر كي يتم تأليف الحكومة اللبنانية لتنطلق عجلة العمل"، معتبراً أنّ "من أهم أهداف الاستعجال بتشكيلها هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضرّرت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة".

المساهمون