الاحتلال ينفذ حملة هدم واسعة في مخيمي طولكرم وجنين شمالي الضفة

تواصل جرافات الاحتلال، لليوم السابع على التوالي، عملية هدم واسعة في أحياء مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، طاولت قرابة 54 بناية سكنية حتى الآن، ضمن خطة معلنة لهدم 106 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس الواقعين في مدينة طولكرم، بينما شرعت اليوم الخميس، بتنفيذ عمليات هدم لنحو مائة مبنى في مخيم جنين شمالي الضفة. وبحسب المصادر المحلية، فإن سبع آليات على الأقل تنفّذ عمليات الهدم في منطقتين مختلفتين من مخيم طولكرم، أربع منها آليات مجنزرة.

وحتى الرابعة والنصف من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، هدمت جرافات الاحتلال ستة مبانٍ؛ فيما تتواصل عملية الهدم. وكان ضمن المخطط المعلن بداية مايو/ أيار الفائت هدم 58 مبنى في مخيم طولكرم، تحوي قرابة 250 شقة سكنية، وفقاً لتقديرات محلية، لكن جيش الاحتلال لا يلتزم بالمخطط المعلن، ويقوم بهدم مزيد من المنازل المجاورة. 

وقال الناشط حسين الشيخ علي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية الهدم تخرج عن الخريطة المعلنة، بحيث يجري فتح الشوارع بهدم المنازل في طريق الآليات وليس وفقاً للمدرج في المخطط المعلن من الاحتلال، بحيث جرى حتى الآن هدم ستة مبانٍ خارج ذلك المخطط". وأكد الشيخ علي أنّ "كثيراً من عمليات الهدم تؤدي إلى انهيار مبانٍ مجاورة للمباني المهدومة، بسبب طبيعة البناء في المخيم، من حيث اقتراب المباني من بعضها أو أنها مقامة على أساسات ضعيفة". وقال الشيخ علي: "يبدو أن الاحتلال يتجه لمسح كل شيء اسمه مخيم".

تقارير عربية

التحديثات الحية

شهر مايو في الضفة.. مخططات استيطانية استراتيجية وزيادة الاعتداءات

وأشار الشيخ علي إلى إقامة الجرافات فتحات لطرق لن تؤدي فقط إلى السيطرة على المخيم بل إلى إنهائه، مضيفاً: "نشعر بأننا في شابورة رفح (جنوبي قطاع غزة) وليس في مخيم طولكرم". وأوضح أنّ العديد من أهالي المخيم لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم قبل هدمها، خاصة أولئك الذين لم يُعلن مسبقاً عن نية الاحتلال استهداف منازلهم، فهُدمت دون سابق إنذار، ولم تتح لهم فرصة إخراج أي من ممتلكاتهم.

ولفت إلى أن من سُمح لهم بالدخول إلى منازلهم، لم يتمكنوا سوى من إخراج جزء يسير من ممتلكاتهم، وذلك بسبب ضيق الوقت الممنوح لهم، وغياب الطرق المؤدية إلى داخل المخيم، مما حال دون دخول مركبات نقل الأثاث. وكان جيش الاحتلال قد نفذ عملية هدم مشابهة في مخيم نور شمس المجاور، حيث كان مخطط الهدم يشمل إزالة 48 مبنى في المخيم.

من جانب آخر، باشرت آليات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عملية هدم جديدة داخل مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، تنفيذاً لمخطط يستهدف هدم قرابة 100 منزل داخل المخيم، كان الاحتلال قد أعلن، الأحد الماضي، نيته هدمها. وقال مسؤول الإعلام في بلدية جنين بشير مطاحن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الآليات الإسرائيلية باشرت عملية الهدم منذ الساعة التاسعة من صباح اليوم، وما زالت مستمرة".

وأشار مطاحن إلى عدم وجود تفاصيل عما يجري هدمه، أو أعداد المباني التي جرى هدمها حتى الآن؛ بسبب خطورة الاقتراب من أماكن عمليات الهدم. ولفت إلى أن الأمر العسكري الذي وصل عبر الارتباط إلى بلدية جنين كان أعطى الأهالي فرصة 72 ساعة للتوجه من أجل إخراج ممتلكاتهم من المنازل، لكن الاحتلال لم يسمح لهم بذلك، رغم توجههم إلى جهاز الارتباط في محاولة للحصول على إذن للوصول إلى منازلهم وإخراج ممتلكاتهم.

وأكد مطاحن أنّ عمليات الهدم الجديدة، هي في الواقع استكمال للطرق التي كان الاحتلال قد شقّها على أنقاض المنازل التي هدمها سابقاً، إضافة إلى مربعات سكنية كاملة اتخذ الاحتلال قراراً بتسويتها أرضاً ومسحها عن الخريطة. وحتى اللحظة منذ بداية العدوان المتواصل على مخيم جنين منذ 144 يوماً، فقد المخيم أكثر من 600 منزل هدمها الاحتلال، بحسب مطاحن.

ويواصل الاحتلال عملية عسكرية واسعة ضد محافظات الضفة لا سيما المخيمات الثلاثة؛ طولكرم ونور شمس وجنين. ومنذ 144 يوماً في مخيم جنين، و137 يوماً في مخيم طولكرم، و124 يوماً في مخيم نور شمس، أدت، بحسب مركز معلومات فلسطين (معطى) إلى استشهاد 45 شهيداً في مخيم جنين، و13 في مخيم طولكرم، فضلاً عن نزوح 22 ألف فلسطيني من مخيم جنين، وتدمير 60% من البنية التحتية، وهدم 660 منزلاً بشكل كامل، فيما نزح من مخيمي طولكرم ونور شمس، وفق المركز ذاته، قرابة 25 ألف فلسطيني؛ أي ما يقارب 90% من سكان المخيمين، فيما بدأ الاحتلال بتنفيذ عملية هدم أكثر من 100 منزل، فيهما. وكانت عمليات الهدم لمنازل أو منشآت في المخيمين قد وصلت إلى 396 منزلاً بشكل كامل، و2573 منزلاً بشكل جزئي.