الاحتلال يعلن عن تنفيذ عمليات برّية في جنوب لبنان وحزب الله ينفي
استمع إلى الملخص
- نفى حزب الله وجود عملية برية، موضحًا أن الاحتلال نفذ تفجيرات في مناطق تواجده، وأن التحركات الإسرائيلية ليست جديدة، مشيرًا إلى تواجد الجيش الإسرائيلي في مواقع محددة جنوبي لبنان.
- تأتي العمليات بعد ثمانية أشهر من اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعكس استمرار الخروقات الإسرائيلية وتصاعد التوترات مع حزب الله الذي يستهدف المواقع العسكرية الإسرائيلية دعمًا للمقاومة في غزة.
زعم الاحتلال العثور على مجمعات ومخازن أسلحة
المرة الأولى التي يعلن فيها الاحتلال عن عملية برية منذ الاتفاق
مصدر في حزب الله: العدو توغل في عدد من القرى الحدودية
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عن تنفيذه عمليات برية داخل الأراضي اللبنانية، أمس، مرفقاً الإعلان بمشاهد من التوغلات التي قال إنها استهدفت "بنى تحتية" لحزب الله، فيما نفى مصدر في الحزب وجود عملية برية قائلا إن الاحتلال نفذ تفجيرات في مناطق موجود فيها أساسًا. وزعم بيان للجيش أن قوات الفرقة 91 "تقوم بإحباط عمليات لمسلحين وتدمير بنى تحتية تابعة لتنظيم حزب الله في جنوب لبنان، بتوجيه من لواء النيران التابع للفرقة".
وزعم الجيش أنه "استناداً إلى معلومات استخباراتية ورصد وسائل قتالية وبنى تحتية لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان، نفّذ الجنود عمليات خاصة ومركّزة لتدميرها ومنع إعادة تموضع التنظيم في المنطقة". ووفق البيان فإنه في "إحدى العمليات في سلسلة جبل بلّاط، عثرت قوات اللواء 300 على مجمّع يحتوي على مخازن أسلحة، ونقاط إطلاق نار تابعة لحزب الله، وتم تدميرها من قبل قوات الاحتياط".
وفي عملية أخرى، "اكتشف جنود الاحتياط من لواء عوديد 9، وسائل قتالية مخبأة في منطقة كثيفة الأشجار قرب لبونة، من بينها قاذفة صواريخ متعددة الفوهات، ورشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة. وتمّت مصادرة هذه الوسائل وتدميرها"، زاعما أيضا العثور على منشأة تحت الأرض تُستخدم لتخزين الأسلحة، و"تدميرها في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء". وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيانه أنه "سيواصل العمل لإزالة التهديدات عن دولة إسرائيل ومنع حزب الله من إعادة التمركز. وقال إن هذا يأتي "وفقاً للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل ولبنان"، على الرغم من أن الاتفاق الذي وقع في نوفمبر/تشرين الأول 2024 يقضي بسحب الاحتلال كافة قواته من لبنان.
مصدر في حزب الله: الحديث عن عملية برية "مضخم"
في المقابل، نفى مصدر في حزب الله لـ"العربي الجديد"، ما ورد في إعلان الاحتلال، وقال "العدو لم يبدأ عملية برّية في الجنوب اللبناني، لكنّه توغّل داخل عدد من القرى الحدودية في الأيام والساعات الماضية، وعمد إلى نسف وتفجير بعض المباني". وأضاف المصدر أن "جيش الاحتلال توغل في منطقة حرجية باللبونة وجبل بلاط ومروحين ونفذ تفجيرات فيها ومن ثم غادر باستثناء النقاط التي يحتلها اساساً"، مشيراً إلى أن "جيش الاحتلال موجود أساساً في جبل بلاط ضمن النقاط الخمسة المحتلة جنوبي لبنان، بموقع مستحدث، ولم يغادره، فيما اللبونة هي منطقة حرجية يتحرك في أحراجها بشكل مستمرّ، وبالتالي، فإنّ الحديث عن عملية برية مضخّم".
ويأتي الإعلان عن هذه "العمليات الخاصة والمركّزة" على الأراضي اللبنانية من قبل جيش الاحتلال، بعد ما يقارب ثمانية أشهر اتفاق وقف إطلاق النار، ويعتبر فعلياً وجهاً آخر لاستمرار الخروقات الاسرائيلية للاتفاق، إلى جانب القصف الجوي المتكرر لمواقع في لبنان. في المقابل، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يعترف فيها الجيش الإسرائيلي بنشاط بري داخل لبنان. ووصف موقع "والاه" العبري بيان الجيش حول "عملية برية في جنوب لبنان" بأنه استثنائي وغير عادي. واعتبرت صحيفة معاريف عبر موقعها الإلكتروني، أنه في الوقت الذي هدّد فيه نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في لقاء تلفزيوني أمس، بأن التنظيم قد يهاجم إسرائيل رداً على الغارات المتكررة التي تنفذها في لبنان خلال الأشهر الأخيرة، فإن الجيش الإسرائيلي هو من يواصل حالياً الهجمات على لبنان.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ حزب الله باستهداف المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية قرب حدود جنوب لبنان، في إطار ما سماه عمليات إسناد المقاومة في غزة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي عدوانا واسعا على لبنان تخلله قصف مكثف وتوغل بري لاحقا، ما أسفر عن استشهاد آلاف اللبنانيين وتهجير أكثر من مليون. وخلال الحرب اغتال الاحتلال معظم قيادات الصف الأول في حزب الله، لتنتهي الحرب باتفاق تهدئة، إلا أن جيش الاحتلال لم يلتزم به ويواصل خرقه بشكل شبه يومي.