الاحتلال يعلن حوض اليرموك "منطقة عسكرية" ويفرج عن 3 سوريين

28 مارس 2025
نزوح أهالي كويا بعد الاعتداء الإسرائيلي على القرية، 25 مارس 2025 (بكر القاسم/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن ثلاثة شبان من قرية كويا بعد اعتقالهم واستجوابهم حول هجوم سابق على دورية إسرائيلية، محذرةً من الاقتراب من وادي اليرموك المعلن منطقة عسكرية مغلقة.
- شهدت قرى ريف درعا والقنيطرة توغلات إسرائيلية متكررة، مع قصف عنيف أسفر عن استشهاد سبعة سوريين، وسط دعوات محلية ودولية لوقف استهداف المدنيين.
- يواجه أهالي ريف درعا خيارين صعبين: المخاطرة بالعمل في أراضيهم أو الامتثال للتحذيرات الإسرائيلية، في ظل غياب الحماية الدولية الفعالة.

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، عن ثلاثة شبان من قرية كويا في ريف درعا الجنوبي، بعد اعتقالهم صباحاً أثناء عملهم في أراضيهم الزراعية القريبة من وادي اليرموك، وذلك بعد ساعات من الاستجواب، وفق ما ذكرته مصادر من المنطقة. وأكد علي الحفري، من قرية معرية المجاورة لقرية كويا لـ"العربي الجديد"، أن المفرج عنهم هم باسل الظاهر، والشقيقين حسين وسليمان الرمضان. وأشار إلى أن قوات الاحتلال استجوبت الشبان حول هوية مطلقي النار على دوريتها قبل يومين، وما إذا كانت تربطهم علاقات بجهات مسلحة تقف خلف الهجوم. كما حذرتهم من أن الاقتراب من وادي اليرموك الذي أعلنته "منطقة عسكرية مغلقة"، سيُعرضهم للقتل، وطلبت منهم نقل هذا التحذير إلى أهالي القرية.

وأضاف الحفري أن الاعتقال كان على خلفية المواجهات التي وقعت قبل يومين، حينما صد أهالي قرية كويا تقدم دورية إسرائيلية نحو منازلهم باستخدام أسلحة صيد. وردت إسرائيل بقصف عنيف على القرية بواسطة المدفعية والطائرات المسيّرة، أسفر عن استشهاد سبعة سوريين، بينهم امرأة، وإصابة العشرات، وفقاً لتوثيق محلي.

ومنذ مطلع 2025، كثفت إسرائيل من توغلاتها في ريف درعا الغربي المحاذي للجولان المحتل، حيث أعلنت مناطق زراعية حدودية "ممنوعة على المدنيين"، ونفذت عمليات اعتقال متكررة ضد مزارعين ورعاة من درعا والقنيطرة، واستهدفت بنية تحتية مثل آبار المياه وخطوط الكهرباء. ووصف أحد أهالي القرية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، الإفراج عن المعتقلين بالمشروط، معرباً عن رفضه وأبناء قريته للتسليم بسياسة الترهيب الإسرائيلية. ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لـ"وقف استهداف المدنيين العزل، ونهب الأراضي السورية". كما دعا الحكومة السورية الانتقالية لحماية مواطنيها وعدم الاكتفاء بالإدانات الورقية والكلام غير الفعال، وفق قوله.

وكان مصدر محلي تحدث مع "العربي الجديد" في وقت سابق اليوم، رجح أن تكون عملية الأسر جاءت ردَ فعل على المواجهات التي وقعت يوم الثلاثاء الماضي، عندما تمكن أهالي القرية من طرد دورية إسرائيلية حاولت التقدم نحو منازلهم.

وطالب ناشطون محليون منظمات حقوق الإنسان والجامعة العربية بالتحرك العاجل، محذرين من أن الصمت الدولي يشجع إسرائيل على تصعيد اعتداءاتها، مؤكدين أن "أهالي درعا والقنيطرة يبقون على خط النار، ويرفضون الخضوع لسياسة الترهيب الإسرائيلية". وتأتي هذه الأحداث ضمن سلسلة التوغلات الإسرائيلية المتكررة في المناطق المحاذية للجولان المحتل، حيث تشهد قرى ريف درعا والقنيطرة في جنوب سورية عمليات توغل يومية وسط صمت دولي ملحوظ. وعلى الرغم من إدانة الحكومة السورية الانتقالية الاعتداءات، إلا أن غياب إجراءات فعلية يترك الأهالي في مواجهة مباشرة مع آلة الحرب الإسرائيلية.

ورغم الإفراج عن المعتقلين، يبقى أهالي ريف درعا أمام خيارين صعبين: المخاطرة بالعمل في أراضيهم لسد حاجاتهم المعيشية، أو الامتثال للتحذيرات الإسرائيلية وفقدان مصدر رزقهم الوحيد. وبينما يُغلق ملف الاعتقال اليوم، تظل جروح القصف الإسرائيلي مفتوحة، والأسئلة حول غياب الحماية الدولية مطروحة.