الاحتلال يعلن السماح بدخول مساعدات إلى غزة بإشراف الأمم المتحدة

26 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 23:23 (توقيت القدس)
بيوت متنقلة على معبر رفح جنوبي غزة، 15 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إجراءات لتحسين الاستجابة الإنسانية في غزة، تشمل السماح بدخول قوافل المساعدات عبر ممرات إنسانية واستئناف إسقاط المواد الغذائية بالتعاون مع منظمات دولية، مع تعليق مؤقت للعمليات القتالية في مناطق مكتظة بالسكان.
- سيتم ربط خط كهرباء بمحطة تحلية المياه الجنوبية لزيادة إنتاج مياه الشرب، بينما نفى جيش الاحتلال وجود سياسة تجويع ممنهجة، متهماً حماس بترويج "حملة كاذبة".
- أعلن مسؤول إسرائيلي عن وقف إنساني لإطلاق النار في بعض مناطق غزة لتسهيل دخول المساعدات، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل.

الخطوة تأتي بعد تصاعد التنديدات والضغوط الدولية على خلفية المجاعة

زعم الاحتلال أنه مستعد لتعليق مؤقت للعمليات في مناطق مكتظة

الخطوة لا تغطي إلا جزءًا من احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، أنه بدأ سلسلة من الإجراءات التي وصفها بـ"تحسين الاستجابة الإنسانية" في قطاع غزة، من بينها السماح بدخول قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية عبر ممرات إنسانية محدّدة، وذلك بعد تصاعد التنديدات والضغوط الدولية على خلفية المجاعة التي تسببت بها السياسات الإسرائيلية، التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء في القطاع المحاصر.

وجاء في بيان جيش الاحتلال أنه سيجري تحديد ممرات "آمنة" لقوافل المساعدات، بالتوازي مع استئناف عمليات إسقاط المواد الغذائية من الجو بالتعاون مع منظمات دولية، إذ سيجري إسقاط سبع منصات تحوي طحيناً وسكراً ومعلبات غذائية، في محاولة لاحتواء الكارثة الإنسانية المتفاقمة. وزعم الجيش أنه مستعد لتعليق مؤقت للعمليات القتالية في مناطق مكتظة سكانياً، فيما يواصل عدوانه في مناطق أخرى من القطاع.

كما أشار البيان إلى أنه سيجري السماح بربط خط كهرباء "كيلع" بمحطة تحلية المياه الجنوبية، بهدف رفع إنتاجها إلى نحو 20 ألف متر مكعب من مياه الشرب يومياً، في خطوة متأخرة لا تغطي إلا جزءاً من احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف بالغة القسوة.

وفي محاولة للتنصل من المسؤولية، نفى جيش الاحتلال وجود سياسة "تجويع" ممنهجة، واتهم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بالوقوف خلف ما وصفها بـ"حملة كاذبة"، ملقياً اللوم على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في توزيع المساعدات، رغم أن تقارير أممية وحقوقية أكدت أن إسرائيل تعرقل وصول الإغاثة وتستخدم الغذاء سلاحاً ضد السكان المدنيين.

ونقل مراسل موقع "أكسيوس" باراك رافيد عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنّ جيش الاحتلال سيبدأ تطبيق وقف إنساني لإطلاق النار اعتباراً من صباح الأحد وحتّى المساء، في عدد من المراكز السكانية في قطاع غزة، بما يشمل مناطق في شمال القطاع. وجاء القرار خلال محادثة هاتفية أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع وزير الأمن يسرائيل كاتس ووزير الخارجية جدعون ساعر وكبار المسؤولين العسكريين، بهدف تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وأوضح المسؤول أن جيش الاحتلال سيسمح، خلال الهدنة المؤقتة، بوصول آمن لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى المناطق السكانية، مشيراً إلى أنّه من المتوقع أن يسهم ذلك في "زيادة كبيرة في كميات الغذاء الداخلة"، وأضاف أن مثل هذه الهدن الإنسانية ستتكرّر "من وقت لآخر بحسب الحاجة"، في سياق الجهود التي تبذلها الحكومة الإسرائيلية للرد على الضغوط الدولية المتزايدة.

ويأتي نفي جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود سياسة "تجويع" في قطاع غزة، رغم شهادات ناجين ومقاطع فيديو توثق حالات موت مدنيين أثناء بحثهم عن الغذاء، إلى جانب تقارير مؤسسات دولية، تؤكد جميعها أن سكان القطاع يواجهون كارثة إنسانية حقيقية. وقد وثّقت منظمات حقوقية استخدام إسرائيل لسياسات الحصار والتجويع كسلاحاً في الحرب، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وانعدام الأمن الغذائي في معظم أرجاء غزة.

كما شددت الأمم المتحدة وعدد من الوكالات الإغاثية على أن إسرائيل تعيق دخول المساعدات على نحو ممنهج، ما فاقم الأزمة ودفع بمجتمعات بأكملها إلى حافة المجاعة. وقد تصاعدت الضغوط الدولية، بما في ذلك من شركاء إسرائيل الغربيين، للمطالبة بفتح ممرات آمنة والسماح بدخول المساعدات دون قيود، بعد أسابيع من التنديد العالمي بسياسات الاحتلال في القطاع، التي أودت بحياة المئات نتيجة الجوع ونقص الدواء والماء.

المساهمون