استمع إلى الملخص
- شددت قوات الاحتلال إجراءاتها في البلدة القديمة من القدس، مما أعاق وصول آلاف المسيحيين إلى كنيسة القيامة، وفرضت قيوداً مشددة على حركة المصلين والزوار، مما حال دون مشاركة الكثيرين في مراسم سبت النور.
- وصف الناشط المقدسي جورج سحار الاعتداءات بأنها الأسوأ منذ احتلال القدس عام 1967، مشيراً إلى العنف الجسدي واللفظي وسوء المعاملة، ودعا إلى تدخل دولي عاجل لحماية حرية العبادة.
اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بالضرب على المسيحيين الوافدين إلى كنيسة القيامة في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، خلال إحيائهم "سبت النور"، بالتزامن مع عمليات تضييق ومنع آلاف المسيحيين من الوصول إلى القدس للاحتفال بهذه المناسبة.
وأوضح أمين مفتاح كنيسة القيامة، أديب جودة الحسيني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت بعد انتهاء احتفال الطوائف الكاثوليكية بسبت النور، على إفراغ كنيسة القيامة من الزوار والمصلين، بما في ذلك من يحملون تصاريح خاصة للدخول. وأشار الحسيني إلى أن قوات الاحتلال أخرجت الموجودين بالقوة وبأسلوب همجي، حتى أولئك الذين كانوا مصرحاً لهم بالوجود داخل الكنيسة وفق التصاريح التي أصدرتها شرطة الاحتلال.
وقال الحسيني: "هي عادة أصبحت متكررة، إذلالٌ متعمدٌ للمؤمنين والحجيج، وحرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، إذ تقوم قوات الاحتلال بإغلاق الطرقات المؤدية إلى كنيسة القيامة ومنع الجميع من الدخول، حتى في أكثر الأيام قدسية لدى المسيحيين".
وأكد الحسيني أن "سبت النور يسبق عيد الفصح المجيد ويُعد من أقدس الأيام لدى المسيحيين، ومع ذلك، فإن الاحتلال يمنع الحجاج من الوصول إلى الكنيسة، حتى من حصلوا على تصاريح رسمية من الشرطة الإسرائيلية، مشدداً على أن "الهمجية التي يتم التعامل فيها مع الحجيج المسيحيين لا مثيل لها".
وبحسب مصادر محلية، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وأقامت حواجز عسكرية عند مداخلها، ما أعاق وصول آلاف المسيحيين إلى كنيسة القيامة للمشاركة في الطقوس الدينية الخاصة بسبت النور. وعند أقرب نقطة إلى الكنيسة، واصلت قوات الاحتلال التضييق على المحتفلين، ومنعت الكثيرين منهم من عبور الحواجز، في انتهاك صارخ لحرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة.
كما فرضت سلطات الاحتلال إجراءات مشددة في المدينة، من بينها نشر كثيف لقوات الاحتلال، ونصب الحواجز الحديدية، وتقييد حركة المصلين والزوار، الأمر الذي حال دون مشاركة آلاف المسيحيين في مراسم سبت النور.
ناشط مقدسي: أسوأ اعتداء منذ احتلال القدس
من جانبه، وصف الناشط المقدسي جورج سحار في حديثه لـ"العربي الجديد" الاعتداء على حرية العبادة خلال سبت النور بأنه الأسوأ منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، مؤكداً أن ما جرى تميّز بإغلاق شامل للحواجز المؤدية إلى البلدة القديمة وكنيسة القيامة، ما اضطر المسيحيين إلى الانتظار لساعات طويلة، فيما لم يتمكن كثيرون من الوصول إلى الكنيسة أو حتى محيطها.
وأوضح سحار أن هذا العام شهد أيضاً عنفاً جسدياً ولفظياً من قبل قوات حرس الحدود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، مع سوء معاملة واضح، مشيراً إلى أن "قوات الاحتلال كانت صريحة بأن المسيحيين ممنوعون من الوصول إلى الكنيسة". وقال سحار: "هذه الاعتداءات بحق المسيحيين لا يمكن فصلها عن الانتهاكات التي يتعرض لها إخواننا المسلمون خلال شهر رمضان، وخاصة في أيام الجمعة، حيث يُمنعون أيضاً من الوصول إلى المسجد الأقصى".
وأكد سحار أن هناك "سياسة واضحة للتضييق على حرية العبادة لكل من المسيحيين والمسلمين في القدس"، مشيراً إلى أن الوضع هذا العام كان سيئاً جداً ويستدعي تدخلاً عاجلاً من حكومات العالم وكنائس العالم ومؤسسات حقوق الإنسان، لاحترام حرية العبادة في مدينة مقدسة للجميع". وقال سحار: "وصولنا إلى كنيسة القيامة في يوم سبت النور هو حق طبيعي، ولا نطلب منة من أحد، نحن نحتاج إلى تدخل دولي سريع لحماية حرية العبادة في القدس".