الاحتلال يعتدي على المقدسيين بباب العامود عقب التصدي لاقتحام بن غفير

اعتداءات واعتقالات في باب العامود عقب تصدي المقدسيين لاقتحام المتطرف بن غفير

10 يونيو 2021
بن غفير في حماية عناصر الاحتلال أثناء اقتحامه اليوم (Getty)
+ الخط -

وسط توتر شديد، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، على المواطنين المقدسيين في منطقة باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة من القدس التي كان وصل إليها عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير رافعاً علم الاحتلال، ومطلقاً التصريحات الاستفزازية بحق الفلسطينيين، واصفاً إياهم بـ"الأعداء".

وجرى الاقتحام رغم القرار الذي أصدرته شرطة الاحتلال أمس معلنة فيه منع بن غفير من الوصول إلى منطقة البلدة القديمة في القدس، بعد يومين من محاولته اقتحام المسجد الأقصى مستخدمًا "حصانته البرلمانية"، قبل أن تعترض شرطة الاحتلال طريقه.

ولدى تصدي المواطنين لبن غفير، اعتدت قوات الاحتلال عليهم، وقامت بحملة مطاردة وملاحقة للشبان، واعتقلت عدداً منهم، بعد أن أوسعتهم ضرباً، كما قامت بتفريق جموع الشبان مستخدمة قنابل الصوت.

وقال بن غفير لدى وصوله إلى باب العامود: "جئت إلى هنا لأخبر جميع أعدائنا بذلك، على الرغم من خضوع مفتش الشرطة لتهديداتكم. ما هي الخطوة التالية؟ هل ستهددنا حركة "حمـاس" بعدم ركوبنا مثلًا القطار والسفر إلى هنا أيضًا؟ هذا جنون".

ولم تعترض عناصر شرطة الاحتلال بن غفير هذه المرّة، واكتفت بمرافقته إلى السيارة التي كانت تقلّه، بعد أن اعتدت في المقابل على الفلسطينيين الذين حاولوا التصدّي لاقتحامه. 

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس بان طواقمه تعاملت مع 15 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في باب العامود في القدس المحتلة، منها إصابتان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و5 إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و4 إصابات بالضرب، وإصابات بقنابل الصوت.
 وكانت حراكات شبابية قد دعت، اليوم الخميس، للتصدي لتهديد عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف بالوصول إلى منطقة باب العامود في القدس برفقة مستوطنين للإدلاء ببيان هناك، احتجاجًا على قرار شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمنعه من الوصول للمكان، وإقامة "مسيرة الأعلام" الاستفزازية واقتحام المسجد الأقصى.

وكان بن غفير قدّم التماسًا للمحكمة العليا التابعة للاحتلال ضد قرار منعه من الوصول إلى باب العامود مساء اليوم، معتبراً ذلك بمثابة خرق لقانون الحصانة البرلمانية لأعضاء الكنيست.

وأُطلقت دعوات شبابية للتواجد في باب العامود للتصدي لاقتحام المكان.

يُشار إلى أن بن غفير وأعضاء كنيست آخرين هددوا بإقامة "مسيرة الأعلام" التي كان من المقرر أن تقام في العاشر من مايو/أيار الماضي، وأفشلها المقدسيون وصواريخ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وفي المرة الثانية، كان من المفترض إقامة مسيرة "تعويضية" اليوم، لكن شرطة الاحتلال قامت بإلغائها، وخلال جلسة الكبينيت الإسرائيلي تم تأجيل عقد المسيرة حتى الثلاثاء المقبل.

في غضون ذلك، اقتحم أكثر من 160 مستوطناً باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال التي اعتدت على عدد من الشبان واعتقلت آخرين لدى خروجهم من هناك.

وكان أحد المستوطنين قد اقتحم باحات المسجد مرتدياً علماً إسرائيلياً، في حين اخترقت مجموعة أخرى من المستوطنين ساحة باب العامود وهي ترفع الأعلام الإسرائيلية.

واندلعت اشتباكات بالأيدي بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحام أفراد "القوات الخاصة" و"حرس الحدود" صحن قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث تصدى الشبان لقوات الاحتلال وهتفوا بالتكبيرات قبل قيام الجنود باعتقال عدد منهم.

وأفاد عضو لجنة الدفاع عن بلدة العيسوية في القدس المحتلة، محمد أبو الحمص، بقيام طواقم مما يعرف بـ"الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال بهدم غرفة زراعية وتجريف مساحات من أراضي البلدة تعود للمواطن أمجد حسن علي مصطفى، بعد تسليمه أمر هدم مباشر من بلدية مستوطنة "بيت أيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال مدينتي رام الله والبيرة.

كذلك، عادت طواقم ما يسمى "المراقبة على البناء" في بلدية الاحتلال بالقدس، بتسليم مزيد من إخطارات الهدم لمواطنين في البلدة وفي بلدات سلوان، والطور وجبل المكبر، وتسليم أوامر هدم ذاتي لمنازل آخرين.

على صعيد آخر، تكبد عدد من المزارعين في قرية جالود جنوب شرق نابلس خسائر فادحة، بعد أن جرف المستوطنون مساحة كبيرة من أراضي السفوح الشرقية المزروعة بالقمح، والواقعة بين بؤرتي "احياه" و"ايش كودش" في القرية، وسرقوا كميات كبيرة من التربة، ونقلوها إلى سفح الجبل المقابل الذي تم تمهيد عشرات الدونمات منه لزراعتها بالعنب، وفق ما أكده مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

في سياق آخر، شرعت سلطات الاحتلال بعمليات مسح لأراضي الفلسطينيين في منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية، وذلك استكمالاً لعملية الاستيلاء على تلك الأراضي، لتوسعة عدة مستوطنات، وفق تصريحات للناشط الحقوقي عارف دراغمة.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس، وشرعت بتفتيش ثلاثة منازل تعود لأسيرين محررين وأسير ما زال داخل سجون الاحتلال.