الاحتلال يضيق الخناق على مدينة غزة: قصف لا يتوقف وروبوتات متفجرة
استمع إلى الملخص
- تتعرض أحياء مثل الصبرة والزيتون والرمال لقصف مكثف، مع استهداف مراكز النازحين، مما يزيد من معاناة السكان وسط مماطلة الاحتلال في الرد على المقترح القطري المصري لوقف التصعيد.
- وصف إسماعيل الثوابتة تهديدات الاحتلال بأنها "جريمة حرب"، محذراً من تدمير البنية الصحية وعمليات قتل جماعي، ودعا الأمم المتحدة للتدخل لحماية المدنيين.
صعد الاحتلال من وتيرة القصف خلال الأسبوعين الماضيين على مدينة غزة
شهد حيا الصبرة والزيتون قصفاً استهدف مدارس ومراكز تؤوي نازحين
تعتبر ساعات الليل الأصعب على السكان مع تكثيف عمليات النسف شرق غزة
الثوابتة: تهديدات الاحتلال باجتياح مدينة غزة جريمة حرب مكتملة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على مدينة غزة ضمن هدفه الرامي لاحتلال المدينة بعد مصادقة المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" على الخطة التي قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
، والتي وصفها بخطة "حسم الحرب" ضد حركة حماس. ويعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي ميدانياً على زيادة حجم الضغط على سكان مدينة غزة وأطرافها الشمالية على وجه الخصوص من أجل إجبارهم على النزوح نحو مناطق وسط القطاع وجنوبه تمهيداً للعملية العسكرية الكبرى.وصعّد الاحتلال من وتيرة القصف والاستهدافات خلال الأسبوعين الماضيين على مدينة غزة بشكل أكبر مما كان عليه في السابق، سواء عبر القصف المدفعي الذي يتركز في المناطق الشرقية والمناطق الجنوبية الشرقية من المدينة أو عبر الغارات الجوية التي تستهدف المناطق الغربية والشمالية الغربية منها. ويومياً، تشهد منطقة حي الصبرة جنوبي المدينة عمليات قصف واستهدافات مركزة، بالإضافة لعمليات النسف التي تشهدها منطقة حي الزيتون شرقي المدينة، والتي تجرى بشكل مكثف مع حلول ساعات الليل المتأخرة.
كما تشهد المنطقتان استهدافات مركزة لا تقتصر فقط على تدمير المنازل بل تصل إلى استهداف المراكز التي كان يوجد فيها سكان مثل المدارس والمنشآت والبنية التحتية، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى. أما حيا الشجاعية والتفاح شرقي المدينة، فإن جيش الاحتلال واصل عمليات القصف المدفعي المركز فيهما تزامناً مع عمليات إطلاق نار من الطائرات المسيرة "كواد كابتر" تستهدف الفلسطينيين في المنطقة أو الذين يحاولون الوصول إلى مناطق سكنهم لتفقد ما تبقى من ممتلكاتهم.
بدورها، منطقة حي الرمال وسط مدينة غزة تشهد هي الأخرى عمليات استهداف متكررة لبعض الشقق السكنية أو خيام النازحين، وهو ما تكرر عدة مرات خلال الأيام الماضية، ما تسبب في تسجيل عدد من الشهداء والجرحى في صفوف السكان. وتعرض حي الشيخ الرضوان شمال غربي مدينة غزة، حيث مئات الآلاف من السكان والنازحين، لعدة غارات طاولت خيام نازحين وشققاً سكنية خلال الأيام القليلة الماضية فضلاً عن استهدافات داخل المدارس التي تضم نازحين عبر المسيرات "كواد كابتر".
شعبياً، يخشى الفلسطينيون من حالة التصعيد خلال الفترة المقبلة في ظل مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في الرد على المقترح القطري المصري لإبرام صفقة جزئية لمدة 60 يوماً بالرغم من مرور نحو أسبوع على قبول حركة حماس والفصائل الفلسطينية له. كما يخشى السكان من تعرضهم لتجربة النزوح من جديد في ظل الاتصالات العشوائية التي يجريها جيش الاحتلال مع السكان والتي تطلب منهم النزوح، فضلاً عن الأصوات التحريضية التي تبثها الطائرات المسيرة.
وتعتبر ساعات الليل الأصعب على السكان، لا سيما مع تكثيف الاحتلال عمليات النسف في المناطق الشرقية لمدينة غزة أو الأطراف الشمالية لها في منطقة جباليا البلد، حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي روبوتات متفجرة تنتج عنها انفجارات ضخمة للغاية. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أن قوات اللواء 401 عادت خلال الأيام الماضية للقتال في جباليا شمالي قطاع غزة، مضيفاً: "نعمل في جباليا لاستهداف قدرات حماس وتدمير بنى تحتية عسكرية فوق الأرض وتحتها".
المكتب الإعلامي الحكومي: اجتياح مدينة غزة "جريمة حرب"
من جانبه، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، لـ"العربي الجديد"، إنّ تهديدات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة باجتياح مدينة غزة، وما يرافقها من مخططات لطرد المنظومة الصحية من المدينة، تمثل "جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف ما تبقى من مقومات الحياة في القطاع المحاصر". وأضاف الثوابتة أن الاحتلال صعد من وتيرة العدوان على مدينة غزة بهدف الضغط على الأهالي والسكان للنزوح، ما يعكس نية مبيتة للاستمرار في مخططه الرامي لاحتلال المدينة.
وأوضح أن "مدينة غزة، التي يقطنها أكثر من مليون وثلاثمئة ألف إنسان بينهم نحو نصف مليون طفل، تواجه خطراً حقيقياً في ظل التدمير الممنهج الذي ألحقه الاحتلال بالبنية الصحية في محافظتي غزة والشمال، الأمر الذي أدى إلى تعطيل المستشفيات عن العمل بكامل طاقتها". وعبّر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي عن "الرفض القاطع لأي محاولات لإفراغ المدينة من خدماتها الطبية، أو نقل المرضى إلى أماكن أخرى"، وأكد أن "المستشفى الأوروبي لا يمكن أن يكون بديلاً عن مستشفيات الشمال، إذ يحتاج إلى أكثر من ستة أشهر من العمل لإعادة تأهيله بعد تدميره، بما في ذلك البنية التحتية والمعدات والكوادر الطبية".
وحذر الثوابتة من أن هذه المخططات تكشف عن "نية مبيّتة لارتكاب عمليات قتل جماعي وتهجير قسري بحق المدنيين"، داعياً الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية كافة إلى "القيام بواجباتها القانونية والأخلاقية لوقف جرائم الاحتلال وحماية المدنيين".