الاحتلال يضرم النار بمسجد النصر في نابلس في الجمعة الأولى برمضان

07 مارس 2025   |  آخر تحديث: 13:47 (توقيت القدس)
عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس 4 مارس 2025 (ناصر اشتية/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت نابلس تصعيدًا خطيرًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث اقتحمت البلدة القديمة ومنعت صلاة الفجر في أول جمعة من رمضان، وأحرقت مسجد النصر التاريخي، مما أثار استنكارًا واسعًا.
- أكد محافظ نابلس أن إحراق المسجد يعد سابقة خطيرة، مشيرًا إلى استهداف الاحتلال للمقدسات الإسلامية بشكل متعمد.
- دانت وزارة الأوقاف الفلسطينية الانتهاكات، داعية المؤسسات الدولية للتدخل، وانتشرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة أوقات الإمساك والصيام بسبب الاقتحامات.

لم يكتف جنود الاحتلال الإسرائيلي بتدنيس كل مساجد البلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة ومنع الفلسطينيين من أداء صلاة الفجر في الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك خلال اقتحامهم للمدينة، فجر اليوم الجمعة، بل عمدوا كذلك إلى إضرام النيران في مسجد النصر وإحراقه بعد مداهمته وتفتيشه وتخريب محتوياته، وقال محافظ نابلس غسان دغلس  لـ"العربي الجديد": "إن ما جرى من إحراق الاحتلال لمسجد النصر وتدنيسه لبقية المساجد يعد تصعيداً خطيراً وعدواناً همجياً باستهداف بيوت الله بالحرق والتخريب".

وأضاف دغلس: "سبق وأن أحرق مستوطنون متطرفون مساجد في جنوب نابلس ومواقع أخرى، لكن هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها جيش الاحتلال على ذلك في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنه لم يتوان عن قصف وتدمير مئات المساجد خلال عدوانه على قطاع غزة"، مشيراً إلى أن الاحتلال أقدم على حرق مسجد النصر وهو "يدرك مكانة هذا المسجد التاريخي في قلوب أبناء نابلس، خاصة أنه يقع في قلب البلدة القديمة ويعد مزاراً لكل القادمين للمدينة، ويعرفه العالم أجمع من خلال آلاف الصور التي تلتقط لقبته الخضراء التي يمكن رؤيتها ومعاينتها من أي مكان في نابلس"، ولفت دغلس إلى أن "الاعتداء المشين تزامن مع منع قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين القاطنين في البلدة القديمة بنابلس من أداء صلاة الفجر بعد أن اقتحمتها من مداخلها كافة وداهمت كل المساجد الموجودة فيها".

ودان مدير أوقاف نابلس الشيخ ناصر سلمان في حديث مع "العربي الجديد" إقدام الاحتلال الإسرائيلي على إحراق مسجد النصر، معتبراً أن ما حدث دلالة على جنون هذا الاحتلال الذي يعمل باستمرار على انتهاك المقدسات الإسلامية والمساجد في وتيرة متسارعة مقارنة بتاريخ احتلاله، وقال السلمان: "يعلم الاحتلال مكانة المساجد لدى المسلمين خاصة في شهر رمضان، لكنه ضرب بكل ذلك عرض الحائط، ولم يُقِم أي اعتبار لحرمة المقدسات الإسلامية"، وأشار السلمان إلى أن الحريق مقصود ومفتعل وانتقامي لافتاً إلى منع الاحتلال لطواقم الإطفاء من الوصول إلى المكان، وطالب المؤسسات الحقوقية والقانونية ذات العلاقة، وعلى رأسها مؤسسة اليونسكو، بضرورة منع الاحتلال من الاستمرار في انتهاكاته لهذه الأماكن والمعالم الدينية والتاريخية.

وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، الجمعة، في بيان: "إن هذه الممارسات لا يوجد لها مثيل منذ نكبة 1948، وازديادها بهذا الشكل يؤكد على أن هذا الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القيم الدينية والأخلاقية، وجميع الأعراف الدولية والحقوقية التي أعلنت عنها المؤسسات الدولية وخاصة مبادئ حقوق الإنسان التي تعتبر الحق بالعبادة والوصول إلى أماكنها من أهم حقوق الإنسان"، وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت مسجد الساطون في حارة الياسمينة والمسجد الصلاحي الكبير في السوق الشرقي ومسجد التينة في حارة القريون ومسجد النصر في منطقة باب الساحة وأحرقته خلال انسحابها، ومسجد عجعج في منطقة رأس العين، ودنس جنود الاحتلال تلك المساجد بعد أن دخلوا إليها بأحذيتهم وفتشوها وعبثوا بمحتوياتها.

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي دعوة لأهالي مدينة نابلس لمتابعة وقت دخول الإمساك والصيام "لأن المؤذن لا يستطيع الوصول إلى مسجد الحاج نمر، حيث توجد شبكة الأذان الموحد بسبب الاقتحام الواسع لقوات الاحتلال الإسرائيلي للمدينة"، كما شمل الاقتحام مداهمة عدد كبير من المنازل وتفتيشها وتكسير محتوياتها، عُرف منها منزل الشهيد محمد العزيزي أحد مؤسسي مجموعات عرين الأسود في حارة الياسمينة في البلدة القديمة من مدينة نابلس.

المساهمون