الاحتلال يصيب شابين بقصف على ريف دمشق ويجرف أراضي في القنيطرة

08 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 14:42 (توقيت القدس)
دبابة إسرائيلية في منطقة الحمادية بالقنيطرة، 16 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت منطقة بيت جن لقصف جوي إسرائيلي، مما أدى إلى إصابة شابين، وزعم جيش الاحتلال أن الغارة استهدفت عنصرًا من حماس، بينما استمرت الانتهاكات بتجريف الأراضي ومصادرة الأغنام في القنيطرة.
- شهدت بلدة الشجرة هجومًا مسلحًا على نقطة أمنية، مع تصاعد العنف في درعا، حيث قُتل أحد عشر شخصًا منذ بداية الشهر، مما يعكس تحديات أمنية بسبب انتشار الأسلحة وفشل المؤسسات الأمنية.
- يعاني الجنوب السوري من تداخل عوامل معقدة، حيث تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية مع فشل الأمن، ويؤكد الصحافي علي الحسين على الحاجة لسياسات شاملة تعيد تعريف الأمن.

أصيب شابان، أحدُهما بجروح خطيرة، جرّاء قصف جوي إسرائيلي، صباح اليوم الأحد، على منطقة بيت جن في الريف الجنوبي الغربي لدمشق. وذكر الناشط محمد الشمالي لـ"العربي الجديد" أنّ طائرة مُسيّرة إسرائيلية استهدفت الشابَين في مزرعة بيت جن ما أدى لإصابة أحدهما بجروح خطيرة في حين أصيب الآخر بجروح طفيفة.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على منصة "إكس"، أن الغارة استهدفت أحد عناصر حركة حماس من دون ذكر تفاصيل إضافية. وكان جيش الاحتلال قد زعم في فبراير/شباط الفائت أنه استهدف بقصف جوي موقعاً لحركة حماس وذلك في منطقة دير علي جنوبي سورية. وفي إطار الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي السورية، جرفت قوات الاحتلال، اليوم الأحد، أراضيَ زراعية في منطقة الشحار القريبة من الشريط الحدودي بريف القنيطرة الشمالي. وأكد الناشط محمد البكر لـ"العربي الجديد" أن الجرافات الإسرائيلية بدأت عمليات التجريف في الساعات الأولى من فجر اليوم، ودمرت مساحات من الأراضي القريبة من الشريط الحدودي.

وكنت قوات الاحتلال قد صادرت، أمس السبت، قطيعاً من الأغنام يبلغ نحو مئتي رأس، يعود لشخص يُدعى أحمد صالح الحسن من قرية الرزانية التابعة لناحية صيدا بريف القنيطرة الجنوبي، ونقلت القطيع إلى داخل الأراضي المحتلة عند الساعة العاشرة، ولا تزال تحتجزه حتّى الآن. وقال أحد الرعاة لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال كثيراً ما تلجأ إلى مصادرة قطعان الماشية ثم تعيدها في اليوم التالي أو بعد أيام عدّة، لكنها تكون غالباً ناقصة العدد، ما يشير إلى عملية سرقة منتظمة يقوم بها جنود الاحتلال في تلك المنطقة، كما يقول أبو محمد اليوسف.

وأضاف اليوسف: "في إحدى المرات عمد جنود الاحتلال في ريف القنيطرة إلى تكبيل أحد الرعاة تحت شجرة واختاروا أكبر كبش غنم في القطيع وسرقوه، وتركوا الراعي مكبلاً إلى أن حضر أهالي القرية القريبة وفكوا قيده بعد رحيلهم"، ورأى أن هذه التصرفات تستهدف إضافة إلى "التعفيش" (مصطلح كان يستخدمه السوريون لوصف سرقة جنود النظام السوري السابق للممتلكات)، ترهيب الأهالي، خاصة الرعاة، ومنعهم من الاقتراب من بعض المناطق، وهو ما يتسبب لهم بصعوبات وخسائر، لأن المناطق القريبة من الحدود تعد خصبة، وواسعة وهي الأنسب للرعي.

في سياق منفصل، هاجم مسلحون مجهولون، فجر اليوم الأحد، نقطة للأمن الداخلي في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، مستخدمين أسلحة رشاشة، وذكر "تجمع أحرار حوران" أن المهاجمين استقلوا سيارة أثناء تنفيذهم الهجوم، في حين ردّ عناصر النقطة بإطلاق النار على مصدر الهجوم، من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات في صفوف الطرفَين.

ويشير الناشط محمد المحاسنة إلى أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، بل جاءت بعد أيام قليلة من عملية مماثلة أسفرت عن مقتل عنصرين من شرطة المرور قرب بلدة جلين في الريف الغربي للمحافظة، مما يؤشر على نمط متنامٍ من استهداف القوى الأمنية.

وتشير إحصائيات نشرها موقع "درعا 24" المحلي إلى تصاعد مقلق في أعمال العنف منذ بداية الشهر الجاري، حيث سُجل مقتل أحد عشر شخصاً في حوادث متفرقة، توزعت بين اشتباكات مسلحة في مدينة الصنمين شمالاً راح ضحيتها سبعة أشخاص، وحوادث اغتيال فردية وخلافات عشائرية في مناطق أخرى.

ويبقى الانتشار العشوائي للأسلحة أحد أبرز التحديات الأمنية، كما تجلى في حادثة تفجير منزل أحد الموالين السابقين للنظام في بلدة الشيخ مسكين شرق درعا مساء أمس، الذي أدى إلى إصابات طفيفة بين أطفال في منازل مجاورة نتيجة تطاير الزجاج والأنقاض. ويشهد الوضع الأمني في الجنوب السوري تداخلا لعوامل خارجية وداخلية معقدة، فمن جهة تستمر الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة التي تستهدف استنزاف الموارد الزراعية وترهيب المدنيين، ومن جهة أخرى يعاني السكان من فشل المؤسسات الأمنية الوليدة في حفظ الأمن واحتواء الأوضاع نتيجة غياب آليات الحوكمة الفعالة والبنية القضائية الموحدة ما خلق فراغاً تستغله الجماعات المسلحة.

وبهذا الصدد، يرى الصحافي علي الحسين في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع الراهن للمحافظات السورية الجنوبية يشكل نموذجاً مصغراً لأزمات سورية المتشابكة، حيث تختلط تداعيات الاحتلال بتركات الصراع الداخلي، وتتقاطع الملفات الأمنية مع الكوارث الإنسانية، في دائرة مفرغة تحتاج إلى تدخلات استراتيجية تتجاوز الإجراءات الترقيعية"، معتبراً أن الحاجة الملحة اليوم تتلخص بإعادة النظر في صياغة وتنفيذ سياسات شاملة تعيد تعريف مفهوم الأمن ليصبح حماية للحياة اليومية وليس مجرد مواجهة لعنف طارئ.

المساهمون