الاحتلال يصعّد عدوانه على مدينة غزة... قصف وآليات عسكرية مفخخة
استمع إلى الملخص
- شهدت تل الهوى تقدمًا للآليات الإسرائيلية ووضع آليات مفخخة، واستمر القصف على مخيم الشاطئ، حيث دمر الاحتلال عمارتين في محيط جامعة القدس المفتوحة.
- تواصلت عمليات التدمير في المناطق الغربية والشمالية الغربية، مع حصار ناري ونقص حاد في المواد الغذائية، مما يهدد بانقطاع السلع الأساسية.
نشر جيش الاحتلال آليات عسكرية مفخخة في منطقة تل الهوى
يركز الاحتلال على مناطق معينة لدفع الناس للنزوح نحو الجنوب والوسط
هناك خشية من أن تشهد الأيام المقبلة انقطاعاً كاملاً للسلع
تصاعدت وتيرة العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة في ظل استمرار العملية الرامية لاحتلال المدينة، ضمن ما يعرف بعملية "عربات جدعون 2"، حيث كثف الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف الجوي والمدفعي، إلى جانب عمليات النسف والتوغل. وشهدت الساعات الأخيرة قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتركيز على مناطق بعينها، لدفع الناس للنزوح نحو مناطق الجنوب ووسط القطاع، في ظل وجود مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لم يغادروا مدينة غزة حتى اللحظة.
وركز الاحتلال في قصفه على منطقة تل الهوى والأطراف الجنوبية من حي الصبرة، حيث شهدت هذه المنطقة أحزمة نارية مكثفة على مدار يوم كامل، فضلاً عن عمليات القصف المدفعي التي تقوم بها الدبابات الإسرائيلية. ووصلت إلى مستشفى القدس التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني عشرات الإصابات من جراء عمليات القصف والاستهداف التي طاولت حي تل الهوى والأطراف الجنوبية من حي الصبرة، إلى جانب تسجيل عدد من الشهداء.
أما الحدث الأبرز، فهو ما ذكرته مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بشأن تقدم عدد من الآليات الإسرائيلية في منطقة تل الهوى، حيث قامت بوضع آليات عسكرية مفخخة، قبل أن تتراجع باتجاه الشرق قليلاً. وسبّب هذا التقدم حالة من القلق في صفوف الأهالي حيث لا يزال الآلاف في منطقة تل الهوى ولم ينزحوا، إضافة إلى الخشية من تفجير الاحتلال هذه الآليات في أي لحظة كما هو المعتاد خلال الفترة الأخيرة.
في المقابل، واصل الاحتلال قصفه على مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، وتحديداً ما يعرف بمنطقة "الشاطئ الشمالي"، حيث استهدف تجمعات سكنية عدة، إلى جانب عمارات. وبحسب مصادر محلية، فقد دمّر الاحتلال الإسرائيلي عمارتين في محيط جامعة القدس المفتوحة و"دوار" أبو يوسف القوقا، وهي منطقة تشهد وجوداً كبيراً للسكان، حيث يبدو الاحتلال معنياً بالضغط على الأهالي للنزوح.
وبالتوازي مع ذلك، تقوم المسيّرات الإسرائيلية المعروفة باسم "كواد كابتر" بملاحقة الأهالي، وإطلاق النار بشكل متفرق بين فترة وأخرى، وتفرض حصاراً بالنار، وسط استمرار الغارات بشكل مكثف سواء بشكل منفرد أو عبر أحزمة نارية. أما المناطق الغربية والشمالية الغربية للمدينة في منطقة الشيخ رضوان وحي الكرامة، فتشهد هي الأخرى عمليات تفخيخ وتدمير تقوم بها آليات الاحتلال العسكرية، إلى جانب التغطية النارية الكثيفة في تلك المنطقة. وبات من المستحيل الحركة أو الوصول إلى تلك المنطقة في ظل الواقع الميداني الصعب الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، سواء عبر القصف الجوي أو المدفعي، أو السيطرة النارية بالطائرات المسيّرة إلى جانب الدبابات المفخخة.
إلى ذلك، تشهد منطقة النفق، شمالي مدينة غزة، ومحيط ما يعرف بـ"بركة الشيخ رضوان" استمراراً لعمليات تدمير المربعات السكنية عبر الآليات العسكرية، حيث تقوم قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات تفخيخ مستمرة. وكان المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة قال، في وقت سابق، إن 700 ألف فلسطيني داخل مدينة غزة لا يملكون تكلفة النزوح، وهم جائعون ومنهكون، علاوة عن أن 90% من سكان مدينة غزة لا يملكون مالاً للنزوح، وليست لديهم القدرة على التحرك حتى مشياً على الأقدام.
وتعاني مدينة غزة من حصار مشدد بدأ يمس القطاعات المختلفة، وعلى رأسها الغذائي، بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي ما يعرف بـ"بوابة زيكيم"، فقد قام الاحتلال بإغلاقها تزامناً مع دعوته السكان للنزوح جنوباً مع انطلاق عمليته العسكرية، وسط خشية من أن تشهد الأيام المقبلة انقطاعاً كاملاً للسلع والمواد الأساسية.