استمع إلى الملخص
- شهد مخيم نور شمس تصعيدًا خطيرًا، حيث أحرقت قوات الاحتلال منازل ودمرت البنية التحتية، مما أجبر آلاف العائلات على النزوح، بينما استمرت عمليات التهجير القسري في مخيم طولكرم.
- أسفر العدوان عن استشهاد 13 مواطنًا وإصابة واعتقال العشرات، مع تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمات بالسواتر الترابية.
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها شمالي الضفة الغربية المحتلة خلال أيام عيد الفطر المبارك، وذلك في ظل الاقتحام الواسع المستمر منذ 64 يوماً.
وشنت قوات الاحتلال منذ اليوم لأول لعيد الفطر، الأحد، حملات اعتقال ومداهمات عنيفة، شملت قمع المواطنين والاعتداء عليهم. وقالت اللجنة الإعلامية في طولكرم إن قوات الاحتلال عززت وجودها العسكري في المدينة ومحيطها، ونشرت آليات وجنوداً في الأحياء والمخيمات، وأقامت حواجز متنقلة أعاقت حركة المواطنين، إضافة إلى اقتحامات واعتقالات طاولت العديد من الشبان.
وقالت اللجنة في بيان: "في ساعات الفجر، اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية اكتابا شرق طولكرم، واعتقلت كلًا من عبد الله علارية، وهو أسير سابق، والشاب محمد سميح أبو حرب، بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما. كما شهدت ضاحية ذنابة اعتقال خمسة شبان عند حاجز طيار (غير دائم) أقيم قرب منصات العطار، وهم: عزيز عطار، وجواد عطار، ومحمد فرج الله، ومهند الحلقوم، حيث أفرج الاحتلال عن الأخيرين فجرًا بعد تعرضهما للضرب المبرح".
وبحسب اللجنة، شهد مخيم نور شمس تصعيدًا خطيرًا، حيث قامت قوات الاحتلال بإحراق منازل في حارة المنشية، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان، وسط استمرار الحصار الخانق على المخيم، كما نشرت قوات الاحتلال جرافاتها في عدة مناطق، خاصة في المنشية والمسلخ، ودمرت المنازل والبنية التحتية، وطردت العديد من العائلات من مساكنها، لا سيما في منطقتي جبلي النصر والصالحين.
وفي مخيم طولكرم، تتواصل عمليات التهجير القسري لسكانه، حيث باتت معظم أحيائه شبه خالية من الأهالي، خاصة في حارتي الحدايدة والربايعة، بعدما تعرضت البنية التحتية والمنازل والمنشآت التجارية لدمار واسع نتيجة الاقتحامات المستمرة.
وتزامنًا مع فترة العيد، صعّدت قوات الاحتلال من إجراءاتها التعسفية ضد المواطنين، حيث أقامت حواجز عسكرية متنقلة في شوارع طولكرم، وضيّقت على حركة الأهالي، كما عمدت إلى مطاردة الأطفال أثناء لعبهم في الشوارع وصادرت ألعابهم البلاستيكية.
وكثّفت قوات الاحتلال من وجودها في شارع نابلس، خاصة في المنطقة المقابلة لمخيم طولكرم، وأغلقت أجزاء منه بسواتر ترابية، واستولت على عدد من المنازل وحوّلتها إلى نقاط عسكرية، في إطار سياسة التضييق على السكان.
وفي بلدة كفر اللبد شرق طولكرم، اقتحمت مدرعات الاحتلال من طراز "إيتان" البلدة، تزامنًا مع انتشار واسع لقوات المشاة في حارة المدورة، حيث أطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة وأوقفوا المركبات المارة، كما أطلقوا قنابل ضوئية باتجاه المنازل. وفي قرية كفر عبوش جنوب طولكرم، جابت قوات الاحتلال الشوارع والأحياء.
وأسفر العدوان المتواصل على طولكرم ومخيماتها عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، كما أجبر أكثر من 4000 عائلة على النزوح من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد استيلاء الاحتلال على منازلهم وتحويل بعضها إلى مواقع عسكرية.
وأكدت اللجنة أن الدمار امتد ليشمل البنية التحتية والمحال التجارية والمركبات، حيث دُمّر 396 منزلًا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي، وذلك مع تواصل إغلاق مداخل المخيمات بالسواتر الترابية، في تصعيد يعكس حجم الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين.