الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لجميع سكان مدينة غزة وسط تصعيد واسع
استمع إلى الملخص
- تشهد مناطق مختلفة من غزة قصفًا جويًا عنيفًا أدى إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين، مما يدفع السكان للنزوح إلى المناطق الغربية.
- أعلن نتنياهو عن تدمير 50 برجًا سكنيًا، ووصفت حماس هذه الأفعال بأنها سادية، في إطار عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى احتلال غزة وتهجير سكانها.
جيش الاحتلال يمهد للإبادة الشاملة في غزة
إنذار الإخلاء يشمل نحو مليون فلسطيني في منطقة مدينة غزة
طيران الاحتلال يواصل استهداف الأبراج السكنية
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إنذار إخلاء لجميع سكان مدينة غزة وأحيائها وذلك لأول مرة منذ الإعلان عن خطة الإبادة التي تستهدف احتلال المدينة وتدميرها. ونشر الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي ومنسق عمليات الاحتلال بياناً مرفقاً بصورة يوجه السكان من المدينة القديمة وحي التفاح شرقاً وحتى البحر غرباً بالذهاب إلى منطقة المواصي في جنوب القطاع المحاصر.
وبالتزامن مع الإعلان، ألقت طائرات الاحتلال منشورات تتضمن محتوى البيان الإلكتروني الذي ألقته على مناطق غرب غزة حيث يتجمع نحو مليون فلسطيني يرفضون النزوح، رغم الصعوبات التي يعيشونها. ووضع جيش الاحتلال رقم هاتف إسرائيلياً للاتصال به للإبلاغ عما سماه "منع حماس وعناصرها المواطنين من النزوح". ومنذ أيام يشن جيش الاحتلال حملة إبادة هي الأكبر مستهدفاً مدينة غزة وأحياءها، ومن ضمنها عمليات استهداف متكررة للعمارات والأبراج المرتفعة بزعم استخدامها من قبل حركة حماس لشؤون عسكرية.
وتصاعدت وتيرة القصف الجوي العنيف وعمليات النسف للأبراج والعمارات السكنية والتجمعات التي تؤوي آلاف النازحين الفلسطينيين بمدينة غزة. وركز الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة على استهداف أحياء سكنية بعينها مثل حي الشيخ رضوان وأطرافه الشرقية والشمالية حيث تصاعدت وتيرة القصف للبيوت والمنازل فيه عبر القصف الجوي. بالإضافة إلى ذلك، تسارعت وتيرة عمليات النسف التي يقوم بها الاحتلال في محيط منطقة ما يعرف بـ"بركة الشيخ رضوان" وأطرافها الشرقية والجنوبية عبر الروبوتات المتفجرة.
علاوة على ذلك، يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تثبيت الأطراف المتقدمة من الشارع الأول في الشيخ رضوان بالقوة النارية عبر رافعات منصوبة على مسافات بعيدة نوعا ما بالإضافة إلى الطائرات المسيرة "الكواد كابتر"، وهو ما تسبب في استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في تلك المنطقة. وتشهد مناطق أرض الشنطي (شمال غرب مدينة غزة) والمناطق المحيطة بها خلال اليومين الماضيين عمليات قصف جوي عنيف تسببت في استشهاد عدد من الفلسطينيين والعائلات. أما مناطق جباليا النزلة وحي أبو إسكندر فباتت شبه خالية من السكان ويصعب الوصول إليها في ظل تغطية الاحتلال لتلك المنطقة بالنار وعمليات الاستهداف المتكررة التي تطاولها على مدار الساعة فضلاً عن عمليات النسف.
وفي المناطق الجنوبية لمدينة غزة وتحديداً حي الصبرة، يتواصل القصف الإسرائيلي على مدار الساعة حيث يعمل الاحتلال على قصف المنازل والبيوت بوتيرة متسارعة. وشهدت مناطق وسط مدينة غزة (الساحة)، عمليات استهداف طاولت إحدى العمارات السكنية في شارع فهمي بيك، وهي المنطقة الملاصقة لسوق غزة المركزي حيث تعتبر هذه المرة الأولى منذ شهور التي تشهد فيها المنطقة عمليات قصف.
في المقابل، تشهد الأطراف الشرقية من المدينة وأحياء الدرج والتفاح تواصلاً لعمليات القصف والنسف التي يقوم بها الاحتلال عبر الروبوتات المتفجرة وعمليات القصف الجوي ما دفع بالسكان للنزوح إلى المناطق الغربية. كما يشهد حي الرمال عمليات قصف واستهداف للمنطقة ذات الكثافة السكانية المرتفعة سواء في المباني المتبقية أو الخيام. وشهدت الأيام الأخيرة تدمير الاحتلال الإسرائيلي لعدد من الأبراج السكنية والتجارية والعمارات مثل برج السوسي والرؤيا وعمارة الرؤيا في منطقة تل الهوا، بالإضافة إلى برج مشتهى غرب مدينة غزة قرب دوار أنصار.
وفي وقت تسير فيه وتيرة النزوح بشكل محدود للغاية، لا تتوقف عمليات التحذير التي يصدرها جيش الاحتلال للعمارات والأبراج السكنية والمدراس التي تأوي النازحين الفلسطينيين، ما يتسبب في تكرار نزوح مئات العائلات الفلسطينية نحو المجهول بدون مأوى. وتقر الأوساط الإسرائيلية بنزوح نحو 100 ألف نسمة فقط من إجمالي مليون نسمة يتواجدون في مدينة غزة وأحيائها، وهو ما يخشاه جيش الاحتلال الإسرائيلي نظرا لاحتمال تعطل عمليته "عربات جدعون 2".
وتوعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سكان مدينة غزة، أمس الاثنين، في تصريحات تباهى فيها بتدمير 50 برجاً سكنياً بالمدينة خلال يومين، وقال "كل هذا مجرد مقدمة، مجرد بداية، للعملية المكثّفة الأساسية. مناورة برية لقواتنا، التي تستعد الآن وتتجمع للدخول إلى مدينة غزة. ولذلك أقول لسكان غزة، استغلوا هذه الفرصة، واستمعوا إلي جيداً: لقد أُعذر من أنذر، اخرجوا من هناك".
إلى ذلك، قالت حركة حماس، أمس الاثنين، إنّ "تفاخُر الإرهابي نتنياهو بتدمير عشرات الأبراج السكنية في مدينة غزة، وآخرها عمارة السلام مساء اليوم (أمس)، وتشريد سكانها الأبرياء، يُشكّل صورة من أبشع صور الساديَّة والإجرام لمجرم حربٍ يواصل ارتكاب جرائمه الوحشية بحق المدنيين منذ قرابة العامين أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن عملية سماها "عربات جدعون 2"، وتهدف إلى احتلال كامل مدينة غزة وتهجير سكانها، في إطار استكمال حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها بحق سكان القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقتل خلالها نحو 65 ألف فلسطيني، جلهم نساء وأطفال، إضاف إلى إصابة نحو 130 ألف آخرين، وسط تدمير شامل للبنية المدنية والستشفيات والمدارس والجامعات، مع حملة تجويع متعمدة أدت إلى استشهاد المئات.