الاحتلال يشق "طرقاً أمنية" في مخيم جنين لتسهيل اقتحاماته

23 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 23:12 (توقيت القدس)
آليات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، 3 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشق "طرق أمنية" داخل مخيم جنين لتسهيل حركة آلياته والسيطرة على المخيم، مما يشير إلى نية إسرائيل في تغيير شكل المخيم والبقاء فيه لفترة طويلة.
- بالتنسيق مع الأجهزة الاستخبارية، يعمل الجيش على شق الشوارع في جنين وطولكرم لمنع المقاومة الفلسطينية من زرع عبوات ناسفة، ضمن استعداداته للبقاء في المنطقة حتى نهاية العام.
- رفضت الغرفة التجارية وبلدية جنين طلب الاحتلال بفتح المحال التجارية، بينما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي عن إخلاء ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين.

قالت مصادر محلية في مدينة جنين، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على شق "طرق أمنية" داخل مخيم جنين لتسهيل عملية تحرك آلياته فيه والسيطرة عليه والوصول إلى كل أنحاء المخيم بسرعة، في خطوة تشير إلى أن إسرائيل تخطط لتغيير شكل المخيم والبقاء على سيطرتها فيه خلال السنوات القادمة.

وأوضحت المصادر ذاتها أن "الطرق التي تعمل إسرائيل على شقها تظهر أن جيش الاحتلال عازم على إبقاء سيطرته على المخيم"، إذ تعمل آليات الجيش، بحسب المصادر، على "بناء شبكة من الطرق تسهل وصول آليات الاحتلال إلى كافة مناطق المخيم، من اتجاهات مختلفة، بحيث يسهل ذلك لأي قوة إسرائيلية الوصول إلى المخيم من الحواجز الإسرائيلية القريبة من المدينة".

كما كشف أحد سكان المخيم، الذي استطاع الوصول إلى داخل المخيم قبل أيام، قبل أن تطلق قوات الاحتلال النار عليه وعلى كل السكان الذين كانوا برفقة عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني وتجبرهم على الانسحاب، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عمل على هدم عدة منازل متلاصقة في خطوة يبدو أنها تهدف إلى تغيير الواقع المعماري داخل المخيم، وسهولة كشف مناطق مختلفة من خلال الصور الجوية أو طيران الاستطلاع.

ويأتي هذا في وقت نقلت فيه القناة 14 الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن الجيش يقوم بعملية شق الشوارع بالتنسيق مع بقية الأجهزة الاستخبارية والأمنية في مناطق جنين وطولكرم أيضاً، من أجل منع عناصر المقاومة الفلسطينية من زرع عبوات ناسفة تحت الشوارع وتسهيل تحرك قوات الاحتلال. وبحسب المصدر ذاته، تأتي هذه الخطوة "ضمن استعدادات الجيش للبقاء في جنين وطولكرم حتى نهاية العام الحالي".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على مناطق مختلفة في مخيمات شمالي الضفة الغربية، يعمل جيش الاحتلال على إعادة هندسة البنية التحتية، في محاولة منه لضبط تحركات المقاومة وتسهيل عملية دخولها خلال أي عملية عسكرية مستقبلية، في خطوة عمل الاحتلال على تنفيذها خلال وجوده في قطاع غزة أيضاً، حين قام بهدم المنازل القريبة من محور نتساريم وفتح طرق جديدة في المنطقة ومناطق أخرى.

وكان رئيس الغرفة التجارية في مدينة جنين عمار أبو بكر قد قال لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إن الغرفة التجارية وبلدية جنين رفضتا طلب الاحتلال بفتح المحال التجارية وعودة النشاط الاقتصادي إلى المدينة، مشيراً إلى أنّ الاحتلال يخطط لأن يصبح المخيّم حياً من أحياء جنين.

وبحسب أبو بكر، فإنّ "ضابط الإدارة المدنية الإسرائيلية المسؤول عن محافظة جنين طلب عبر الارتباط الفلسطيني لقاء رئيسَي الغرفة التجارية والبلدية". وأكد أبو بكر أن أي اجتماعات مع الإدارة المدنية "يجب أن تتم عبر القنوات الرسمية الفلسطينية وهي الارتباط الفلسطيني، الذي قام بدوره بتنسيق هذا اللقاء". وأضاف: "أخبرنا ضباط الإدارة المدنية الإسرائيلية أنهم باقون في مخيم ومدينة جنين، وبالتالي إذا أردتم فتح محلاتكم التجارية فلا مانع". وأجابه أبو بكر: "نحن كغرفة تجارية لا نستطيع أن ندعو الناس إلى فتح المحلات التجارية، وأن تنتظم الحياة كالمعتاد لأننا لم نعتد على التعايش مع الاحتلال خلال عملياته العسكرية في المدينة".

وجاء هذا بعد أن أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، أن جيش الاحتلال قام بـ"إخلاء" ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة، وتلقى أوامر بالبقاء فيها طوال العام الجاري "لمنع عودة سكانها". وقال كاتس في بيان: "حتى الآن، أُجلي 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس التي أصبحت الآن خالية من السكان". وأضاف أنه أمر القوات بـ"الاستعداد للبقاء في المخيمات الي أُخليَت طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد".