الاحتلال يستولي على أكثر من 52 ألف دونم في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023
استمع إلى الملخص
- أقامت مليشيا المستوطنين 60 بؤرة استيطانية جديدة وخصصت سلطات الاحتلال أراضٍ لرعي المستوطنين، مع إصدار 939 إخطار هدم للبناء الفلسطيني، مما يعكس نية توسعة الاستيطان.
- بلغ عدد المستوطنين 770 ألفاً في الضفة الغربية، وأكد مؤيد شعبان على أهمية المقاومة الشعبية لمواجهة استغلال الاحتلال للحرب في غزة لفرض الوقائع.
أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، اليوم السبت، أن سلطات الاحتلال استولت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أكثر من 52 ألف دونم من أراضي المواطنين في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب تقرير للهيئة بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين ليوم الأرض، فإن من بين تلك الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها 46 ألف دونم في العام 2024، تحت مسميات مختلفة، منها إعلانات المحميات الطبيعية، وأراضي الدولة، وأوامر الحجج العسكرية وغيرها، بينما أصدرت دولة الاحتلال في الفترة الماضية 13 أمراً عسكرياً يترتب عليها إنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات، في محاولة لمنع وصول المواطنين إلى آلاف الدونمات، ما يمهد لعملية الاستيلاء عليها ونزع ملكية المواطنين.
وأكدت الهيئة، أن المساحة التي صادرتها دولة الاحتلال بحجة أراضي الدولة بلغت أكثر من 24 ألف دونم، في أكبر عمليات هذا النوع من المصادرة منذ أكثر من ثلاثة عقود. وأشارت الهيئة إلى أن مساحة الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها دولة الاحتلال، وتخضع للعديد من الإجراءات الاحتلالية، بلغت 2382 كيلومتراً مربعاً، بما يعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية، و70% من مجمل المناطق المصنفة "ج"، وهي المناطق التي تخضع للسيطرة الأمنية الاحتلالية.
في غضون ذلك، أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن مليشيا المستوطنين أقامت بعد السابع من أكتوبر، 60 بؤرة استيطانية جديدة، منها 51 بؤرة في العام 2024، أقيمت ثمانٍ منها في مناطق تُصنَّف على أنها مناطق "ب"، وهي خطوة جاءت بالتزامن مع نزع دولة الاحتلال لصلاحيات دولة فلسطين التخطيطية من المحمية الطبيعية شرقي محافظة بيت لحم، التي تبلغ مساحتها ما مجموعه 167 كيلومتراً مربعاً منتصف العام الماضي، ما يهدد مئات المباني والمنشآت الفلسطينية في المنطقة.
وبعد السابع من أكتوبر 2023، درست الجهات التخطيطية في دولة الاحتلال ما مجموعه 268 مخططاً هيكلياً لصالح مستعمرات الضفة الغربية والقدس، منها 173 مخططاً هيكلياً في العام 2024، و68 مخططاً جرت دراستها منذ مطلع العام 2025. ووفق تصريح لرئيس الهيئة مؤيد شعبان، فإن عدد المخططات الكبير التي تجري دراستها هذه الأيام، ينذر بنية مبيّتة لدى دولة الاحتلال، لإحداث أضخم عمليات توسعة استيطانية، تضاف إليها قرارات غير مسبوقة بتسوية أوضاع 13 بؤرة استيطانية منذ مطلع العام 2024، وفصل 13 حيّاً واعتبارها مستعمرات كاملة تحظى بكافة الامتيازات على حساب الأراضي الفلسطينية، يضاف إلى ذلك تخصيص سلطات الاحتلال، وفي سابقة خطيرة، أكثر من 16 ألف دونم لصالح رعي المستوطنين، في واحدة من أخطر تمظهرات التبادل الوظيفي بين المؤسسة الرسمية ومليشيا المستوطنين.
وقال شعبان إن "القوة القائمة بالاحتلال، وفي سبيل محاولاتها المستمرة لمحاصرة البناء والنمو الطبيعي الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، تواصل إصدار إخطارات الهدم التي تتبعها بعمليات الهدم المستمرة للبناء الفلسطيني، فقد بلغ مجموع إخطارات الهدم التي وُزّعت في العام 2024 ما مجموعه 939 إخطاراً شملت إخطارات هدم، ووقف بناء، وقد تركز 60% من هذه الإخطارات في محافظات الخليل، وبيت لحم، ورام الله، والقدس، إلى جانب 684 عملية هدم، تركز معظمها في المناطق المصنّفة "ج" في محافظات القدس، والخليل، ونابلس، وأريحا".
وأكد شعبان أن عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة (بوابات، حواجز عسكرية أو ترابية) التي تقسم الأراضي الفلسطينية وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع بلغت حتى اللحظة ما مجموعه 898 حاجزاً عسكرياً وبوابة، تحاول من خلالها أن تفرض حيّزاً جغرافياً موازياً يشكل الحاجز فيه حداً للكانتونات والمعازل، وجهاً قبيحاً لمنظومة الأبارتهايد والفصل العنصري الذي تصاعدت تمظهراته في الشهور الماضية.
وقال شعبان: "إن جدار الضم والتوسع الذي أقامته دولة الاحتلال في العام 2002، ما زال يعزل أكثر من 295 كيلومتراً مربعاً من أراضي المواطنين، مشيراً إلى أنه وفي حال أكملت دولة الاحتلال بناء الأجزاء المخطط لها، فإنه سيعزل كلياً 560 كيلومتراً مربعاً، بما يقترب من 9% من مجمل الأراضي في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن آثار الجدار الاقتصادية والاجتماعية ما زالت قائمة وتؤثر تأثيراً كبيراً على حياة المواطنين وأراضيهم.
وبيّن رئيس الهيئة أن عدد المستوطنين المستعمرين في مستوطنات الضفة الغربية بلغ ما مجموعه 770 ألف مستوطن مع نهاية العام 2024، يتمركزون في 180 مستوطنة احتلالية، و256 بؤرة استعمارية، منها 136 بؤرة زراعية رعوية تسيطر على أكثر من 480 ألف دونم (يتمركز معظمها في الأغوار والسفوح الشرقية)، بما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة بناء المستعمرات القائمة.
وشدد شعبان على اعتبار يوم الأرض مناسبة وطنية للالتفاف حول المقاومة الشعبية، وحماية المقدرات الوطنية للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، أمام الأخطار والمخططات الاحتلالية الاستعمارية، وقال شعبان إن "المقاومة الشعبية باعتبارها الوسيلة الأنجع لحماية المقدرات الوطنية الفلسطينية، كفيلة بكسر مخططات الاحتلال الرامية إلى سرقة الأرض ومحاصرة الوجود الفلسطيني وتهجيره قسرياً"، داعياً في الوقت نفسه إلى تفعيل المزيد من لجان الحماية الليلية، وتحديداً في المناطق التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين الإرهابيين باستمرار، من أجل صد الهجمات وحماية الآمنين من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح شعبان أن "دولة الاحتلال استغلت ستار الحرب والإبادة الجماعية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من ستة عشر شهراً من أجل الانقضاض على الجغرافية الفلسطينية بالمصادرة، وفرض الوقائع والإغلاق"، ولفت إلى أن دولة الاحتلال جعلت من كل يوم في هذه المرحلة بمثابة يوم أرض لا يقل في نكبويته عن النكبة الأولى، بسلوكها الدموي الإبادي للإنسان الفلسطيني، واستهدافها الممنهج للأرض الفلسطينية، كاشفة عن وجه قبيح وعنصري ليس أمام الفلسطينيين وحسب، بل أمام العالم كله.